قامت الولايات المتحدة بتدمير مخازن أسلحة كيماوية تابعة لتنظيم الدولة، وبحسب تقرير لنانسي يوسف في موقع "ديلي بيست"، فإن من قدم المعلومات هو
القيادي الذي اعتقلته القوات الأمريكية الخاصة في شمال
العراق.
ويشير التقرير إلى أن ما قدمه وصف بأنه مهم، خاصة فيما يتعلق بالقدرات الكيماوية التي استخدمها الجهاديون ضد مقاتلي البيشمركة العام الماضي، وتحديدا غاز الخردل.
وتذكر الكاتبة أن القيادي، الذي يحقق معه الأمريكيون، ويعتقل في سجن يديره أكراد العراق، يوصف بأنه من قيادات الوسط، وأنه على معرفة بتفاصيل القيادة، حيث أدت المعلومات التي كشفها إلى تدمير مواقع لتخزين
السلاح الكيماوي.
ويورد الموقع أنه بحسب مسؤولين أمريكيين، فقد قدم الرجل معلومات مهمة وعميقة عن القدرات التي يملكها الجهاديون لتوجيه ضربات بالسلاح الكيماوي، وقال مسؤول دفاعي آخر: "لقد حصلوا على معلومات كثيرة من هذا الرجل".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن التحالف الدولي ضد
تنظيم الدولة قام بغارتين الأسبوع الماضي بناء على المعلومات التي قدمها القيادي من تنظيم الدولة، حيث تم استهداف ما وصفته الكاتبة بـ "برنامج تنظيم الدولة للأسلحة الكيماوية".
وتلفت يوسف إلى أنه بحسب بيان صحافي صادر في 5 آذار/ مارس، عن عملية "العزيمة الصلبة"، وهو اسم الحملة التي تقودها أمريكا ضد تنظيم الدولة، فقد تم استهداف موقعين قرب الموصل، وفي 7 آذار/ مارس، استهدف التحالف الدولي "وحدة عمليات تكتيكية"، التي يعتقد أنها قريبة من الموصل ومرتبطة ببرنامج السلاح.
وينوه الموقع إلى أن "تنظيم الدولة استخدم غاز الكلور والخردل، ويعتقد أنه حصل على غاز الكلور عندما كان جزءا من تنظيم القاعدة في العراق، ولكن كيف حصل على غاز الخردل؟ والجواب أنه ربما حصل عليه من جهة ما أو طوره بنفسه".
وبحسب التقرير، فإن تنظيم الدولة يتهم بشن 20 غارة بالسلاح الكيماوي في أنحاء مختلفة من
سوريا، مشيرا إلى أن منظمات مستقلة أكدت استخدام التنظيم للسلاح الكيماوي في عدد من المناسبات.
وتبين الكاتبة أن منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيماوية توصلت إلى أن تنظيم الدولة استخدم غاز الخردل ثلاث مرات في آب/ أغسطس، إحداها كانت في هجوم على بلدة مارع قرب مدينة حلب، واثنتان ضد الأكراد في إربيل، وتوصلت المنظمة إلى أن هجوم مارع هو "عمل غير دولي استخدم فيه السلاح الكيماوي"، لافتة إلى أن نظام بشار الأسد يتهم أيضا باستخدام السلاح الكيماوي ضد الجماعات المعارضة له.
ويقول الموقع إن هناك مخاوف متزايدة من قيام التنظيم بشن غارات بالسلاح الكيماوي ضد الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن مدير الأمن القومي جيمس كلابر، حذر في مؤتمر الأمن، الذي انعقد الشهر الماضي في مدينة ميونيخ الألمانية، من أن تنظيم الدولة "يرغب باستخدام الأسلحة الكيماوية" في هجمات ضد أمريكا، وقال كلابر: "من الواضح أنهم يأملون بعمل المزيد، وهذا يثير قلق الولايات المتحدة؛ لأنه إشارة إلى رغبتهم باستخدام السلاح الكيماوي ضدنا".
وتكشف يوسف عن أن موقع "ديلي بيست" عرف عن تعاون الرجل المعتقل مع المحققين الأمريكيين، مستدركة بأن المسؤولين طلبوا التحفظ على المعلومات؛ نظرا لعدم معرفة التنظيم، ولأن نشرها كان سيؤثر في خطط المواقع الكيماوية.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أنه لم يكشف عن هوية الرجل، أو عن دوره القيادي في التنظيم، وقامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارته في مركز الاعتقال عند الأكراد، لكنها لم تفصح عن معلومات بناء على السرية التي يجب أن يتسم بها عمل المنظمة.