علق كيم سينغوبتا من صحيفة "إندبندنت" على احتمال إرسال
السعودية ودول الخليج قوات إلى
سوريا.
ويقول الكاتب إن الخطوة المصيرية الأولى اتخذتها السعودية لإرسال قوات برية إلى سوريا، وهو تحرك يثير مخاوف من دخول دول المنطقة في نزاع دموي لا نهاية له.
ويضيف سينغوبتا أن وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، قدم خطة بلاده في اجتماع حضره وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر وقادة حلف الناتو في بروكسل، وتحدث كارتر عقب الاجتماع عن "أمور متعددة"، تمت مناقشتها مع السعوديين، تتعلق بإرسال قوات برية.
وينقل التقرير عن كارتر قوله: "أولا هناك التدريب لكل من الشرطة والجيش على الأرض لمساعدة قوى شريكة، وهو ما تقوم به القوى السعودية، وتحدثنا عن قوات خاصة، مع أنني لا أريد الحديث عن هذا الأمر، وتحدثنا عن الدعم اللوجيستي والمواصلة، وإعادة بناء ما يجب عمله". وأضاف كارتر أن "السعودية تقوم بإحياء حملتها الجوية، حيث تقوم وشريكاتها بتحمل المسؤولية في القتال، وفي الأسابيع المقبلة سنرى فرصا أخرى تتبع بعد عروض اليوم".
وتشير الصحيفة إلى أن السعودية ودول الخليج انسحبت من الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد
تنظيم الدولة في الأشهر الأخيرة؛ بهدف التركيز على الحملة في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، وأعلن السعوديون مع ذلك عن استعدادهم لقيادة مجموعة ضد تنظيم الدولة في سوريا، في تحالف يضم الإمارات العربية والبحرين والكويت.
ويورد الكاتب أن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، الذي التقى الأمير محمد بن سلمان، رحب بالعرض، وقال: "نرحب بالعرض، والسعوديون جادون وهم يقودون تحالفا".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الهدف السعودي المعلن للتدخل في سوريا هو محاربة تنظيم الدولة، مستدركا بأن هناك مخاوف بأن يفاقم التدخل من الحرب الطائفية التي تجري في سوريا.
وتذكر الصحيفة أن هناك اعتقادا بأن القوة البرية السعودية تهدف إلى مساعدة المقاتلين السوريين المعارضين لنظام بشار
الأسد، الذين يخسرون مواقع لصالح النظام، خاصة في حلب، مستدركة بأن القوات السعودية ستجد نفسها بمواجهة المليشيات الشيعية المدعومة من
إيران ومليشيا حزب الله اللبناني.
ويفيد سينغوبتا بأن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف حذر من احتمال حرب دائمة لو تدخلت دول الخليج، وقال ميدفيدف: "على الأطراف كلها الجلوس على طاولة المفاوضات، بدلا من إطلاق العنان لحرب جديدة"، ودعا الولايات المتحدة وحلفاءها العرب للتفكير مليا، متسائلا: "هل يريدون حربا؟".
وينوه التقرير إلى أن الولايات المتحدة كانت تضغط على حلفائها العرب للانخراط أكثر في الحرب الدائرة في سوريا، مستدركا بأن فالون قال إن الدول التي تواجه تنظيم الدولة تريد قوى من دول الإقليم، بدلا من الغرب، وأضاف: "أخبرني وزير الدفاع العراقي أنهم لا يريدون قوات برية، لكنهم يريدون القوات المناسبة، ونرحب بالقوات السعودية".
وتورد الصحيفة نقلا عن المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية العقيد أحمد العسيري، قوله إن قرار إرسال قوات برية لا رجعة عنه. وأضاف: "نعم، نعرف أن الإيرانيين هناك، ولكن لا أحد يقاتل تنظيم الدولة، وإن أراد الإيرانيون قتال التنظيم فيجب عليهم الانضمام للتحالف، بدلا من دعم الإرهابيين".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن العسيري أكد في بروكسل أن السعوديين وحلفاءهم مستعدون للمشاركة في عمليات عسكرية، وقال: "لقد اتفقنا على الذهاب هناك، وقدمنا للولايات المتحدة خطتنا، وسيقرر الخبراء فيما بعد الأمور الأخرى، مثل عدد القوات ونوعها، وستكون جاهزة للعمليات بحلول آذار/ مارس أو نيسان/ إبريل".