اغتال
مسلحون مجهولون، الأحد، الداعية السلفي اليمين البارز، عبد الرحمن المرعي
العدني، الذي يرأس دار الحديث السلفي في الفيوش ومقره بمحافظة لحج، في مدينة عدن (جنوبي اليمن)، التي تشهد منذ أشهر تناميا في نفوذ المسلحين.
وأفادت مصادر محلية، لـ"
عربي21" أن الشيخ العدني اغتيل من قبل مجهولين يستقلون سيارة رباعية الدفع، بعدما فتحوا النار عليه، أثناء ذهابه لمسجد الفردوس بحي السنافر في عدن.
وأكد مصدر أمني لوكالة "فرانس برس" أن مسلحين مجهولين اغتالوا "الشيخ عبد الرحمن العدني أثناء خروجه من منزله متجها نحو المسجد في منطقة الفيوش".
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم كشف اسمه، أن المسلحين أصابوا العدني بعد إطلاق النار عليه من على متن سيارة يستقلونها، وأنه توفي بعيد وصوله إلى المستشفى.
وكان الداعية العدني يرأس مركز دار الحديث السلفي، في منطقة الفيوش بمحافظة لحج (شمال عدن)، وهو مركز تعليم ديني ذو توجهات سلفية، يضم طلابا محليين وأجانب.
وقال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية في عدن زيد السلامي إن العدني كان يعرف عنه "أنه يرفض العنف والإرهاب"، مشيرا إلى أن من اغتاله يريد "الدفع بالشباب السفليين المعتدلين لانتهاج العنف".
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2014، رحلت السلطات اليمنية، عشرات من الطلبة الأجانب في المركز من جنسيات "فرنسية وليبية وجزائرية وصومالية وإندونيسية" بالقوة، بحجة دخول البلد بطريقة غير شرعية.
من جهته، أكد مصدر سلفي الأحد، أن عملية
اغتيال الشيخ العدني "خطيرة جد"ا، تهدف إلى دفع الشباب السلفي المعتدل الذي يرفض العنف لسلوك طريق العنف والانضمام للجماعات المتطرفة.
وأوضح أن التيار السلفي كان في طليعة المقاومة التي واجهت مليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح في هذه المدن وصار تيار يصعب تجاوزه.
وأضاف المصدر مفضلا عدم الكشف عن اسمه في تصريح خاص لـ"
عربي21" أن المخاوف بدأت تزداد، إزاء دخول مدينة عدن "مرحلة "خلط الأوراق" عبر تكرر ظاهرة استهداف القيادات السلفية في عدن، مشيرا إلى أن أطرافا تسعى بالدفع بالأوضاع باتجاه الدعشنة في المدينة".
وأوضح المصدر أن هناك أطرافا تريد نشر الفوضى في عدن والمدن الجنوبية المحررة، حتى يتسنى لها تصويرها للعالم بأنها "مناطق حاضنة للتطرف والإرهاب".
وهذه الحادثة هي الثانية من نوعها ضد السلفيين، حيث سبق وأن تم اغتيال القيادي السلفي في المقاومة الشعبية بعدن، سمحان عبد العزيز المعروف بـالشيخ "راوي"، في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، من قبل مجهولين.
ولم تحدد المصادر الجهة التي تقف وراء ذلك، إلا أن عدن تشهد منذ استعادتها بشكل كامل من قبل القوات الحكومية المدعومة بالتحالف العربي بقيادة السعودية، وضعا أمنيا هشا وتناميا في نفوذ المسلحين، بينهم جماعات جهادية كتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة.
وتنسب معظم الهجمات والتفجيرات وعمليات الاغتيال بالرصاص لتنظيمي الدولة والقاعدة، علما أنهما تبنيا بعضها بشكل رسمي خصوصا في عدن (جنوب) التي أعلنها الرئيس عبد ربه منصور هادي عاصمة مؤقتة للبلاد بعد سقوط صنعاء بيد الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح في أيلول/ سبتمبر 2014.
واستفادت التنظيمات المسلحة من النزاع في البلاد لتعزيز نفوذها لاسيما في المناطق الجنوبية، وماتزال القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي، تواجه صعوبة في فرض سلطتها على عدن.