كشف مصدر في شرطة
النفط المكلفة بحماية
مصفاة بيجي في محافظة صلاح الدين
العراقية أن اشتباكات عنيفة اندلعت في المصفاة النفطية بين شرطة الحماية، وعصائب أهل الحق وكتائب جند الإمام التابعتين للحشد الشعبي في قضاء بيجي.
وقال رعد محسن، وهو أحد عناصر الشرطة المكلفة بحماية مصفاة بيجي، في حديث خاص لـ "
عربي21"، "إن تجارا من جنوب العراق قدموا إلى مصفاة بيجي برفقة تجار
إيرانيين حاولوا الدخول إلى المصفاة وتفكيك ما تبقى من معدات فيه".
وأوضح قائلا: "بدأت الاشتباكات بعد أن وصل موكب من فرق هندسية تحمل جوازات سفر وهويات إيرانية بحماية عناصر من
الحشد الشعبي حاولت الدخول إلى المصفاة دون حصولهم على تصريح مسبق من وزارة النفط".
وأضاف أن المفرزة الأمنية المسؤولة عن بوابة المصفاة منعتهم من الدخول دون تصريح رسمي من وزارة النفط، لكن "عناصر الحماية المرافقين للموكب بادروا باعتقال المفرزة الأمنية وإطلاق العيارات النارية في الهواء الأمر الذي دعا شرطة المصفاة للاشتباك مع عناصر الحماية قبل تدخل قوات الجيش لوقفها".
واستغرب العنصر في قوة حماية مصفاة بيجي ردة فعل قيادة شرطة صلاح الدين وطريقة تعاملها مع هذا "الاعتداء السافر"، حيث "طلبت من قوة حماية المصفاة تسليم أسلحتها للحشد الشعبي بعد أن تم إبلاغها بالأمر، لكن قيادة شرطة حماية النفط رفضت ذلك".
واستطرد: "بعد ذلك قامت قوة حماية مصفاة بيجي بتطويق المصفاة لمنع العناصر التابعين للحشد الشعبي من سرقة ما تبقى من معدات تابعة لوزارة النفط، وهي معدات احتياطية حيث إإن أغلب الآلات الصالحة للعمل والمحركات الأساسية تم تفكيكها ونقلها إلى مناطق تخضع لسيطرة فصائل الحشد الشعبي في جنوب العراق للاستفادة منها في تشغيل الآبار النفطية بالتعاون مع جهات إيرانية".
ويروي العنصر في شرطة حماية المصفاة تفاصيل دخول فريق المهندسين الإيراني في اليوم التالي بحماية عناصر من عصائب أهل الحق، ويقول: "إنهم قاموا باستعراض داخل المصفاة وإطلاق الرصاص على أجزاء منها متباهين بأنهم فوق القانون وفوق الحكومة، وهددونا بأنه في حال تكرر الأمر سينزلون بنا أشد العقوبات"، بحسب العنصر في شرطة حماية مصفاة بيجي الذي تساءل "عن جدوى الدفاع عن حكومة كهذه إذا كان المنتسبون للأجهزة الأمنية يعاملون بهذه الطريقة؟".
وحمل "محسن" الحكومة العراقية والحشد الشعبي مسؤولية سرقة معدات مصفاة بيجي، وأكد "أن هذه الفرق والمفارز التي تفكك مصفاة بيجي ليست عشوائية وليست مجرد فرق تحاول استغلال الظرف، بل هي فرق تقف وراءها جهات منظمة تستطيع أن تقطع مسافات طويلة وتصطحب معها مكائن ورافعات وفرق ومعدات هندسية تابعة لوزارة النفط ولا يمكن استخراجها للاستخدام إلا بموافقة جهات عليا في الوزارة، وهذا يدل على أن العمل يتم بغطاء من جهات في وزارة النفط العراقية".
وختم العنصر في قوة حماية مصفاة بيجي، رعد محسن، حديثه مع "
عربي21" بقوله: "مصفاة بيجي أصبحت مقسمة على عدة آبار تسيطر عليها فصائل مرتبطة مباشرة بإيران وهي فوق القانون، فهي تدعم إمبراطورياتها المالية من النفط، إضافة إلى استيراد بضائع بلا ضرائب وبيعها في جنوب العراق ومناطق سيطرتها، إضافة إلى ترويج المخدرات التي تستورد من إيران، وهناك عمل منظم لترويجها في مناطق بديالي وصلاح الدين، وهذا الأمر كله يتم تحت راية الإمام الحسين وباسم الحشد الشعبي".