تمكن
تنظيم الدولة من السيطرة على بعض المناطق في مدينة
دير الزور شرق
سوريا، موقعا مئات القتلى والجرحى، باعتراف وكالة الأنباء السورية "سانا".
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت، ارتفاع عدد قتلى هجوم تنظيم الدولة على مدينة دير الزور إلى 135 على الأقل، بينهم 85 مدنيا.
وأفاد المرصد في وقت سابق بمقتل 75 عنصرا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وأكد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، أن هناك عشرات المفقودين من المدنيين ومن عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وأوضح عبد الرحمن أن تنظيم الدولة أعدم الجزء الأكبر من الضحايا في ضاحية البغيلية في شمال المدينة، التي سيطر عليها إثر الهجوم الذي شنه صباح السبت.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا عن "مصادر أهلية أن إرهابيين من
داعش ارتكبوا مجزرة مروعة بحق أهالي قرية البغيلية الواقعة في الريف الغربي لدير الزور، راح ضحيتها نحو 300 مواطن، أغلبيتهم من الشيوخ والنساء والأطفال".
وفي أول تعليق رسمي سوري، نقلت "سانا" عن مجلس الوزراء إدانته ما أسماها "المجزرة الوحشية الجبانة التي ارتكبتها قطعان تنظيم داعش الإرهابي بحق أهالي البغيلية"
وبالعودة إلى مسار معارك دير الزور، قال رامي عبد الرحمن إن التنظيم بدأ عملياته بهجوم انتحاري بواسطة سيارة مفخخة في حي الحويقة غربي المدينة.
وأشار إلى أن عناصر التنظيم تسللوا إلى شمال المدينة، واستولوا على ضاحية البغيلية، وباتوا يسيطرون حاليا على نحو 60 في المئة من دير الزور.
بدوره، أصدر تنظيم الدولة بيانا جاء فيه: "شن جنود الخلافة هجوما واسعا على مواقع النظام النصيري في مدينة الخير"، الاسم الذي يطلقه تنظيم الدولة على دير الزور.
وفي بيان آخر، أوضح التنظيم أن عددا من عناصره نفذوا عمليات انتحارية ضد قوات النظام في المدينة.
ويسعى التنظيم منذ أكثر من عام للسيطرة على كامل محافظة دير الزور؛ حيث لا يزال المطار العسكري وأجزاء من مدينة دير الزور، مركز المحافظة، تحت سيطرة قوات النظام.
ويسيطر تنظيم الدولة منذ العام 2013 على الجزء الأكبر من المحافظة وحقول النفط الرئيسية فيها، التي تعد الأعلى إنتاجا في سوريا.
في سياق متصل، وفي شمال سوريا، شهدت محافظة حلب السبت معارك عنيفة على جبهات عدة بين قوات النظام وتنظيم الدولة والفصائل المقاتلة على حد سواء.
وتدور اشتباكات عنيفة ترافقها غارات روسية مكثفة بين قوات النظام السوري وتنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي بجنوب مدينة الباب، حيث نجحت قوات النظام خلال اليومين الماضيين في استعادة ست قرى ومزارع عدة، بحسب ما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتأتي الاشتباكات -بحسب رامي عبد الرحمن- إثر "هجوم مضاد شنه تنظيم الدولة بعد منتصف الليل ضد مواقع لقوات النظام السوري في المنطقة الواقعة بين مدينة الباب شمالا وكويرس جنوبا" في ريف حلب الشرقي، ما أسفر عن "مقتل 16 عنصرا من التنظيم" على الأقل.
وتبعد قوات النظام السوري حاليا عشرة كيلو مترات عن مدينة الباب، أحد معاقل تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي.
واستولى تنظيم الدولة على مدينة الباب في العام 2013، بعدما تمكن من طرد الفصائل المقاتلة منها، التي كانت سيطرت عليها في تموز/ يوليو العام 2012. وتبعد هذه المدينة نحو ثلاثين كيلومترا عن الحدود التركية.
وتسعى قوات النظام -وفق عبد الرحمن- إلى فصل مناطق سيطرة الجهاديين في محافظة حلب عن مناطق سيطرتهم في محافظة الرقة.
كما تتواصل الاشتباكات، التي ترافقها غارات جوية روسية، بين قوات النظام والفصائل والمقاتلة في ريف حلب الجنوبي الغربي، خصوصا في محيط بلدة خان طومان التي سيطر عليها الجيش السوري في 20 كانون الأول/ ديسمبر.
وقال قائد ميداني في الجيش السوري لفرانس برس إن محافظة حلب ستشهد "أكبر عملية عسكرية في سوريا منذ أن بدأت الحرب".
وأوضح أن الجيش السوري يقاتل حاليا على "سبع جبهات مفتوحة في وقت واحد".