تستمر معاناة أهالي حيّي "الجورة والقصور" اللذين تسيطر عليهما قوات النظام في مدينة
دير الزور شرقي
سوريا، والتي تتشارك مع
تنظيم الدولة، الذي يسيطر على باقي أحياء المدينة، بحصار المدنيين منذ عام تقريباً، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية ولا سيما مادة الخبز، فضلا عن انتهاكات أخرى يتعرض لها المدنيون.
الصحفي "عامر هويدي"، من أبناء مدينة دير الزور والخبير بتوثيق انتهاكات النظام والتنظيم يقول لـ"
عربي21": "ارتفعت أسعار الخبز في بعض الأفران العاملة في أحياء الجورة والقصور، بسبب توقف نصف الأفران عن العمل لتوقف تزويد النظام لها بمادة المازوت المدعوم منذ حوالي أسبوعين".
أزمة خبز بسبب توقف دعم الأفران بالمازوت
ويضيف "هويدي": "والأفران التي توقفت عن العمل بشكل نهائي هي أفران "الشاهر، والعلوة، والمدارس"، فيما بقي فرن الجوهرة (الحوالي)، الوحيد الذي يعمل، ويبيع "ربطة الخبز" التي يبلغ وزنها حوالي كيلو غرام ونصف وتحتوي على عشرة أرغفة بسعر 200 ليرة سورية (سعر الكيلو 130 ليرة وسعر الرغيف 20 ليرة)، نظراً لأنه مضطر لشراء المازوت من السوق السوداء بسعر 900 ليرة سورية للتر الواحد".
في حين أن سعر ربطة الخبز في الأفران الأخرى المدعومة بمادة المازوت من قبل النظام، والتي توفر لهم مادة المازوت بسعر "130 ليرة سورية للتر الواحد" تصل إلى "100" ليرة، (سعر الكيلو حوالي 70 ليرة وسعر الرغيف 10 ليرات)، وهي أفران خالد بن الوليد المعروف بـ (العلوان)، والضاحية (الطرمان)، والدير العتيق (البلور)، والكرامة (الجاز).
ويؤكد "هويدي" أن حاجة الأهالي لا تغطيها هذه الأفران المدعومة، وخاصة بعد توقف الأفران غير المدعومة بمادة المازوت عن العمل لشراء المازوت من السوق السوداء بسعر مرتفع ولعدم جني الأرباح الكافية لتغطية حتى نفقات أفرانهم بسبب التكلفة المرتفعة لإنتاج رغيف الخبز، إضافة إلى تفضيل الأهالي شراء الخبز من الأفران المدعمة بسعر أخفض، ما تسبب في نقص كبير بمادة الخبز فأدى ذلك لعدم مقدرة الكثير من الأهالي المحاصرين على تأمين خبزهم اليومي.
ويضيف الصحفي عامر هويدي أن أكثر ما يرهق الأهالي هو توقف عمل جميع الأفران يوم الجمعة، عدا فرن "الجاز" والذي يعمل فقط لقطع الجيش، والفروع الأمنية ومقرات ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام، وخاصة الأهالي الذين لا يتمكنون من الحصول على الخبز يوم الخميس فينقطعون من الخبز لمدة يومين.
عناصر النظام تستغل الأزمة وتتاجر بالخبز
من جهته يؤكد "جلال الحمد"، مدير مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور لـ "
عربي21" وقوع أزمة خبز في حيي الجورة والقصور، ويقول: "الآن أصبحت أربعة أفران متوقفة عن العمل وثلاثة فقط هي التي تعمل، والأهالي لا يحصلون على مادة الخبز إلا بصعوبة بسبب الازدحام الكثيف على هذه الأفران".
ويلفت "الحمد" إلى أن بعض عناصر قوات النظام والدفاع الوطني التي تستطيع بسهولة تأمين الخبز عملت على استغلال عوز الأهالي وقامت بالاتجار بمادة الخبز لتبيع ربطة الخبز بـ "400 ليرة"، وأن بعض الأهالي اضطروا لبيع أثاث من منازلهم لتأمين حاجتهم اليومية من الخبز، ويشير أيضا إلى وصول سعر رغيف "التنور" المصنع في المنازل، إلى "40 ليرة".
تحذيرات من وقوع مجاعة
ووسط هذه الظروف، أطلق ناشطون من أبناء مدينة دير الزور وما حولها وفعاليات مختلفة من مناطق أخرى كفريق (#
صرخة_من_الرقة) والذي ينقل الأحداث من دير الزور وريفها، تحذيرات من مخاطر حدوث مجاعة في حيي الجورة والقصور، نتيجة الحصار الداخلي من قبل النظام، والخارجي من قبل تنظيم الدولة الذي فرضه منذ سيطرته على الأحياء الأخرى في مدينة دير الزور قبل نحو عام، وتحديداً منذ الخامس من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، وبعد تفاقم الوضع خلال الأسبوعين الماضيين ووقوع أزمة خبز، مشيرين إلى أن الوضع قد يتفاقم أكثر، فيما لو تم إعادة الأفران التي توقفت للعمل، وداعين إلى تفعيل القرارات الدولية الخاصة بإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.