أبرزت الصحف
المصرية الصادرة الأحد 6 كانون الثاني/ ديسمبر 2015، توجيه رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، حكومته إلى استكمال الإجراءات الخاصة بالخطة العاجلة لتأهيل شبكات الري والصرف، في وقت لم تنقل فيه عنه كلمة واحدة، تعليقا على المسار المتعثر للمفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان، بشأن
سد النهضة "الإثيوبي"، الذي تمضي أديس أبابا حثيثا في استكماله، دون أن يستبين الرأي العام في مصر، رؤية السيسي، تجاه مواجهة هذا الخطر.
والأمر هكذا، انقسمت صحف اليوم إزاء اجتماع السيسي مع وزيره للموارد المائية والري، الدكتور حسام الدين مغازي، السبت، إلى ثلاثة أقسام، الأول تناول ما دار بينهما بخصوص تأهيل شبكات الري والصرف فقط، دون تطرق لموضوع السد، فيما تناول القسم الثاني ما رشح بخصوص الموقف المصري، تجاه الأزمة، دون إسناد موقف محدد للسيسي تجاهها (!)، في حين تجاهل القسم الثالث الموضوع كله!
تأهيل شبكات الري والصرف
تصدرت صورة لقاء السيسي وزيره للري صحف اليوم، ومعها جاء مانشيت الأهرام كالتالي: "تأهيل شبكات الري والصرف.. الرئيس: الاستفادة من مياه السيول في الزراعة".
وفي التفاصيل قالت الأهرام: "أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية استكمال جميع الإجراءات الخاصة بالخطة العاجلة لتأهيل شبكات الري والصرف، ولا سيما بمحافظتي الإسكندرية والبحيرة، تلافيا لأي آثار سلبية محتملة جراء تكرار سقوط الأمطار الغزيرة على السواحل الشمالية، وحماية لأرواح وممتلكات المواطنين، وتيسير معيشتهم".
وأشارت الصحيفة إلى أنه: "استعرض الرئيس أمس مع الدكتور حسام الدين مغازي وزير الموارد المائية والري المشروعات التي تنفذها وزارة الري، ولا سيما بالنسبة لهذه الخطة العاجلة، وما تتضمنه من إنشاء وصيانة السحارات، وتوسيع وتعميق المصارف، وإنشاء محطات رفع جديدة عليها، بالإضافة إلى إنشاء حاجز أمواج ورصيف بحري لخدمة أعمال الصيد في المتوسط".
ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، السفير علاء يوسف، قوله إن "الوزير أشار إلى الإجراءات التي تتخذها الوزارة من أجل مكافحة السيول في منطقتيّ الصعيد وجنوب سيناء، من خلال إنشاء السدود المائية والتخزينية، والقنوات والبحيرات الصناعية، موضحا أن حجم الإنفاق على الحد من مخاطر السيول بلغ 620 مليون جنيه على مدار العامين الماضيين، في حين أنه تم إنفاق تسعين مليون جنيه فقط على مدار السنوات العشر الماضية لذات الغرض".
هذا كل ما قالته "الأهرام" متعلقا باهتمام السيسي بموضوع السد، دون أن تأتي على ذكر أي شيء آخر يخص هذا الاجتماع.. الذي احتلَّ مانشيتها (!)
وشبيهة بـ"الأهرام" قالت صحيفة "الجمهورية": "السيسي يستعرض مشروعات تأهيل شبكة الري والصرف.. مغازي: تنفيذ 75% من قناطر أسيوط لرفع كفاءة 20% من أراضي 5 محافظات".
ولم تزد "الجمهورية" شيئا عما ورد في "الأهرام" من متن، سوى أنها ذكرت - في ذيل تغطيتها، في ما يتعلق بسد النهضة - أنه: "ذكر السفير علاء يوسف أن وزير الري استعرض الاستعدادات الجارية للاجتماع الوزاري الذي سيعقد في الخرطوم خلال الفترة المقبلة. ويضم وزراء الخارجية والري في كل من مصر والسودان وإثيوبيا. لمتابعة الموقف بالنسبة لسد النهضة الإثيوبي على المستويين السياسي والفني".
الرئيس يطلب تأهيل شبكات الصرف لمواجهة الأمطار
وعلى طريقة "الجمهورية" في معالجتها السابقة للموضوع، قالت "الأخبار" في مانشيتها: "الرئيس يطلب تأهيل شبكات الصرف لمواجهة الأمطار"، لكنها أضافت: "السيسي يبحث الاستعدادات لسداسي النهضة.. وتأجيل الاجتماع إلى الجمعة".
وذكرت "الأخبار" كل ما ذكرته الأهرام والجمهورية، فيما بدا أنه "توحد للنص".
وترافق مانشيت "الأخبار" مع صورة لرئيس الوزراء الإثيوبي، وهو يصافح نظيره المصري في قمة جوهانسبرغ.
لكن "الأخبار" أضافت نقلا عن المتحدث باسم الرئاسة قوله إن "وزير الري استعرض الاستعدادات الجارية للاجتماع الوزاري الذي سيُعقد في الخرطوم خلال الفترة المقبلة، ويضم وزراء الخارجية والري في كل من مصر والسودان وإثيوبيا، لمتابعة الموقف بالنسبة لسد النهضة الإثيوبي على المستويين السياسي والفني".
ونقلت عن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، المستشار أحمد أبو زيد، تأكيده تأجيل الاجتماع السداسي الذي كان مقررا عقده اليوم في العاصمة السودانية الخرطوم إلي يومي الجمعة والسبت القادمين، مشيرا إلى أن "وزير خارجية إثيوبيا تادروس إدهانوم، طلب من وزير الخارجية سامح شكري تأجيل الاجتماع لوجوده مع وفد بلاده في قمة إفريقيا ـ الصين بجوهانسبرغ".
هذا كل ما يشير إلى علاقة السيسي بطرح أزمة سد النهضة مع وزيره للري في صحيفة "الأخبار"!
سد "النهضة" أمام السيسي
وقالت الأخبار المسائي: "السيسي يطمئن على تطوير شبكات الصرف بالإسكندرية والبحيرة".. وقالت الأهرام المسائي: "سد النهضة أمام الرئيس.. وتفاؤل بمفاوضات الخرطوم".. دون أن تحدد الكيفية التي تم بها وضع "النهضة" أمام الرئيس، بحسب تعبيرها.
المماطلة الإثيوبية تؤجل الاجتماع السداسي
في المقابل صعَّدت صحف من أهمية الموضوع، على الرغم من غموض السيسي تجاهه، فقالت الوفد في مانشيتها: "المماطلة الإثيوبية تؤجل الاجتماع السياسي حول سد النهضة.. الحكومة: ندرس التأثيرات السلبية.. وعلام: أديس أبابا ترفض "تسييس" القضية.. السيسي يطلع على الاستعداد للاجتماع الوزاري القادم".
ومع صورة كبيرة للسيسي خلال الاجتماع، يقول تعليقها: "الرئيس يناقش مع وزير الموارد المائية التفاصيل الفنية لسد النهضة وخطة الوزارة لإعادة تأهيل شبكات المياه والصرف الصحي بالإسكندرية والبحيرة"، قالت الدستور: "إثيوبيا تواصل المراوغة وتؤجل اجتماع الخرطوم قبل انعقاده بساعات.. الرئيس السيسي يستعرض أزمة سد النهضة مع وزير الري.. الخارجية: لن نتنازل عن تنفيذ اتفاق المبادئ الموقع بين الرؤساء الثلاثة".
وأضافت الصحيفة: نصر علام وزير الري الأسبق ل"الدستور": لا بديل عن اللجوء إلى مجلس الأمن للحفاظ على أممنا القومي.. حكومة السودان تستخدم حلايب وشلاتين كورقة ضغط على مصر في المفاوضات".
مصر تنتفض.. وإثيوبيا تؤجل
وغير بعيد صدرت "صحيفة الوطن" بمانشيت يقول: "مصر تنتفض ضد تهديدات الأمن القومي"، مضيفة: "سد النهضة: الرئيس يبحث مع مغازي استعدادات اجتماع الخرطوم.. وإثيوبيا تؤجل".
وبحسب الوطن: "تصاعدت أمس تفاعلات ملف سد النهضة الإثيوبي، وشهدت مصر وجنوب إفريقيا اجتماعات متباينة للتعامل مع مستجدات الملف الذي يشغل اهتمام دول حوض النيل والقارة الإفريقية.
ففي حين اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالدكتور حسام الدين مغازي وزير الموارد المائية والري في القاهرة لاستعراض استعدادات الاجتماع الوزاري المقبل بالخرطوم، الذي سيضم 6 وزراء للخارجية والري من مصر والسودان وإثيوبيا، لمتابعة الموقف بالنسبة لسد "النهضة" الإثيوبي، فقد شهدت جوهانسبرغ لقاءات مسؤولين مصريين مع مسؤولين من إثيوبيا والسودان، بشأن سد النهضة.
وأعلنت الخارجية المصرية أن إثيوبيا طلبت من سامح شكري، وزير الخارجية، تأجيل عقد الاجتماع السداسي إلى 11 و12 ديسمبر، وليس 6 و7 ديسمبر، وفقا لما كان مقررا، وذلك على هامش اجتماعات القمة "الأفريقية - الصينية" في "جوهانسبرغ"، وهناك أيضا التقى المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، النائب الأول للرئيس السوداني، وبحثا الإعداد الجيد لعقد اللجنة العليا المصرية السودانية"، وذلك وفق "الوطن".
صحف تتجاهل الموضوع
تجاهلت صحف "المصري اليوم" و"اليوم السابع" و"البوابة"، الموضوع تماما في مانشيتاتها، بل وتغطياتها كافة، بالصفحة الأولى، في حين اهتمت بأولويات أخرى.
واكتفت "الشروق" في الصفحة الأولى بخبر على عمود يقول: "تأجيل اجتماع سد النهضة بطلب إثيوبي".
وتجاهلت "المصري اليوم" ذكر أي إشارة إلى موضوع السد، مولية اهتمامها ومانشيتها شطر موضوع آخر يخص "أزمة أمين النواب تصل مكتب الرئيس". وتناول مانشيت "اليوم السابع"، هذا الموضوع: "الصدر يفجر أزمة بين البرلمان والحكومة".