"مؤامرة دولية" حجة السيسي لتبرير أزماته.. فمن يقتنع؟

مثلت حادثة سقوط الطائرة الروسية، وتداعيات زيارة زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى لندن، بما رافقها من حملات للإعلام البريطاني وإعلان الحكومة البريطانية تعليق الطيران من شرم الشيخ، ضغوطا جديدة على نظام السيسي، لتتسبب بموجة سخط في الداخل من فشل النظام في التعامل مع الأزمات المتلاحقة على كافة الأصعدة، وليعود الوسط الموالي للانقلاب إلى إسطوانة "المؤامرات الخارجية".

وفي هذا السياق، يقول البرلماني المصري السابق ثروت نافع إن "الغرب لا يعنيه كثيرا الأشخاص، ولكن من يحقق له المصلحة"، مضيفا لـ"عربي21": "السيسي أصبح عبئا على مؤيديه الإقليميين والدوليين، لذلك تجده يستجدي شرعيته بصفقات أسلحة لا ضرورة لها، أو بتنازلات فجة كما حدث في تصويته لإسرائيل"، وفق قوله.

وفيما يتعلق بالوضع في الداخل، يرى نافع أن السيسي "أصبح عبئا أيضا على مموليه في الداخل من رجال الأعمال، وبدأت حرب الأجهزه المستترة تظهر لنا في العلن"، مشيرا إلى قضية رجل الأعمال صلاح دياب "الذي عرف بأنه حلواني النظام من شدة تأييده له".

وكان دياب، وهو مؤسس جريدة المصري اليوم، قد اعتقل مع نجله ووجهت إليه اتهامات بحيازة أسلحة غير مرخصة.

ورأى ناف أن "السيسي ونظامه يعلمان أنهما في مراحلهما الأخيرة؛ لذلك فهما يتصرفان تصرفات انتحارية"، متوقعا أن "ترتفع وتيرتها في الفترة القادمة، وهذا يزيد من استفزاز مناصريه في الداخل والخارج، ويسرع من وتيره سقوطه الحتمية"، وفق تقديره.

وطالب نافع المعارضة "أن تكون مستعدة للحظة التحول التي يتم الإعداد لها الآن"، مؤكدا أن "قوتنا في وحدتنا وفي اصطفافنا لكي لايتم الالتفاف على ثورتنا بسيناريو انقلابي جديد"، بحسب تعبيره.

مفاجآت مربكة للجميع

بدوره فند رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، عبدالموجود الدرديري ما يردده نظام الانقلاب بأن العالم يتآمر عليه، قائلا: "التذرع بوجود مؤامرات على مصر هي حجة البليد، والحقيقه أن الغرب سعى بقوة لإنجاح الانقلاب، لكن السيسي فشل في قيادته، ولا يمكن الدفاع عنه طوال الوقت".

وأضاف لـ"عربي21": "الغرب قلق على مصالحه من فشل نظام السيسي سياسيا واقتصاديا، ورحلة البحث عن بديل مستمرة"، متوقعا أن "تحمل الأيام المقبلة مفاجآت مربكة للجميع"، وفق تقديره.

وأشار الدرديري إلى أن زيارة "السيسي الفاشلة إلى لندن أظهرت مدى الغضب الدولي من أدائه، ووضعه في موقف لا يحسد عليه، ولعلها الزيارة الأسوأ في تاريخ رئيس مصري للخارج".

وبين الدريدري أن "السيسي قام بعملية تدوير لكل سوءات نظام مبارك، ويرتكب انتهاكات صارخة في مجال حقوق الإنسان، وفشل في تحقيق مشاريع اقتصادية جادة تقنع المصريين به، وهو ما بدا جليا من خلال مقاطعتهم للانتخابات البرلمانية، في مؤشر على زيادة الرفض الشعبي للنظام العسكري"، كما قال.

السيسي يجنح بالمؤسسة العسكرية

من جهته، أكد رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس الشعب السابق، رضا فهمي، أن "السيسي استنفد جميع محاولاته لإثبات جدارته بقيادة الانقلاب أمام الغرب، رغم محاولاته المستمية للبحث عن تثبيت شرعيته المهترئة"، بحسب وصفه.

وقال لـ"عربي21": "الغرب أثبت أنه انتهازي لا تعنيه حريات أو حقوق المصريين، بقدر ما يعنيهم وجود مؤسسة عسكرية قادرة على ضبط الإيقاع في مصر لضمان مصالحه، ولكن السيسي يجنح بالسفينة الآن، وهو ما يقلقهم"، لافتا إلى أن الغرب تعامل مع السيسي منذ البداية بالرغم من أنه "جزء من المشكلة، وقائد الانقلاب العسكري، ورغم الرفض الشعبي له في الخارج تم استقباله في فرنسا وألمانيا، وغيرهما".

الاصطفاف لمواجهة الغرب

في المقابل، رأى الأمين العام لحزب التجمع اليساري، مجدي شرابية، أن العديد من الدول الغربية تتعامل مع مصر على أنها "غير جادة في محاربة الإرهاب، على الرغم من أننا من أكثر الدول تضررا من الإرهاب"، وفق قوله.

وقال لـ"عربي21": "التعامل مع حادثة الطائرة الروسية المنكوبة على أنها عمل إرهابي؛ يظهر بوضوح موقف بعض الدول الغربية من مصر"، مطالبا بأن "تكون المعاملة بالمثل، وبلغة المصالح".

وانتقد شرابية الموقف البريطاني الأخير من أزمة الطائرة الروسية، "وانجرارها خلف إدعاءات لا صحة لها"، معبرا عن اعتقاده بأن هناك "اصطفافا وطنيا خلف الرئيس السيسي أعرب عنه المصريون في الخارج، وعلى الداخل أن يحذوا حذوهم"، بحسب تعبيره.

وأشاد شرابية برد فعل دولة الإمارات الداعم لنظام السيسي، حيث "هددت بريطانيا بإلغاء صفقات الأسلحة معها إذا ظلت مرتعا للإخوان المسلمين، ناهيك عن أن زيارات السيسي الخارجية تأتي لمواجهة الآلة الإعلامية الإخوانية في الخارج"، على حد قوله.