كتب توني باترسون في صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا عن شاب ألماني مسلم اسمه
إبراهيم بي، وعده
تنظيم الدولة بأربع زيجات وسيارة فارهة.
وجاء في التقرير: "استيقظ إبراهيم بي أخيرا على الحقيقة المرعبة للحياة داخل تنظيم الدولة في آب/ أغسطس العام الماضي، عندما وجد نفسه في زنزانة ملوثة بالدم، في واحد من مراكز الإعدام التابعة للتنظيم، في مكان ما في
سوريا. فقد أجبر الألماني من أصل تونسي القادم من وولفسبيرغ، على سماع صوت جاره السجين عندما قطع الجلاد رأسه" .
ويتذكر إبراهيم ما جرى بالقول: "كان الأمر مثل سيارة داست على قطة". وقام السجانون لاحقا برمي جثة جاره المقطوعة الرأس في زنزانته، ووضعوا الرأس على صدر القتيل. فقد اتهم السجين ذو الحظ العاثر بالتجسس، بحسب الصحيفة.
ويقول الكاتب إن إبراهيم بي كان ينتظر مصيرا مشابها، ولكنه نجا بأعجوبة، واستطاع الهروب إلى ألمانيا، التي جند فيها قبل أشهر ليكون أحد عناصر تنظيم الدولة المتحمسين، وسلم نفسه للسلطات. وسيمثل إبراهيم بي أمام السلطات القضائية في بلدة سيل، ويواجه اتهاما بالعضوية في منظمة إرهابية.
ونقلت صحيفة "ساداتش زيتونغ" عن إبراهيم بي قوله بداية هذا الشهر: "أفضل السجن في ألمانيا على الحرية في سوريا". وأضاف أن تنظيم الدولة "لا رابطة له بالإسلام". ووعد إبراهيم بأن يكشف عن قصته هذا الأسبوع، خاصة أن عدد المقاتلين الألمان في صفوف تنظيم الدولة يصل إلى 700 شخص.
وينقل التقرير عن البرفيسور بيتر نيومان من المركز الدولي لدراسة التشدد والعنف السياسي في جامعة كينغز كوليج، قوله: "أوروبا كلها تنتظر العائدين (من سوريا)؛ كي يخبروا الإعلام، ويكشفوا السحر عما يسمى الحرب المقدسة".
وتذكر الصحيفة أن قصة إبراهيم بي تعد عادية، وتشبه بقية القصص عن الشبان المسلمين الألمان، الذين دفعهم الشعور بالحرمان والتهميش للذهاب إلى سوريا، والانضمام إلى تنظيم الدولة.
ويشير باترسون إلى أن عائلة إبراهيم قد جاءت من تونس إلى وولفسبيرغ في السبعينيات من القرن الماضي، حيث عمل والده في شركة "فولسفاكن"، وعندما قبل في المدرسة الخاصة "وولفسبيرغ جيمانزيوم"، كان يأمل بأن يبدأ حياة عملية جيدة.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن إبراهيم فشل بالحصول على العلامات، فذهب إلى مدارس الحكومة. ولم يكن إبراهيم بي ملتزما بالدين، حيث تعاطي المخدرات، ودخن السجائر، وشرب الكحول، وانتهى به الأمر ليعمل في مجال التدليك الصحي، وانضم لاحقا للحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وتلفت الصحيفة إلى أن مدينة وولفسبيرغ تعرف بأنها من أكثر المدن التي أنتجت متعاطفين سافروا وانضموا إلى تنظيم الدولة. فقد كان إبراهيم بي واحدا من عدد جندهم ياسين القصيفي، الرجل الذي يعمل في سوريا الآن قاضيا في محكمة للشريعة. وقبل سفره عمل القصيفي ناشطا للتنظيم في مسجد "ديتيب" في وولفسبيرغ.
ويورد الكاتب أن إبراهيم بي يصف القصيفي بالداعية الدجال. ويزعم أنه جذبه إلى تنظيم الدولة بوعود بتزويجه من أربع زوجات، وتقديم سيارة فارهة له. ويقول: "حتى أكون صادقا معك، من لا يريد أن تكون له أربع زوجات؟"، وكان يتحدث من سجنه، حيث قال: "لو طلب مني الانضمام إلى فرقة روك جامايكية أو فرقة هيلز إنجليز في أمريكا لذهبت من أجل ذلك".
ويفيد التقرير بأن إبراهيم بي مثل بقية المؤيدين لتنظيم الدولة، فقد سافر العام الماضي إلى تركيا، ومن ثم عبر إلى سوريا، وعلى الحدود التركية السورية قابله جهاديون، ونقلوه إلى معسكر للتدريب في جرابلوس. وقبل البدء بالتدريب بدأ قادة تنظيم الدولة في المعسكر يشكون به؛ وذلك بسبب انتمائه للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، ونقلوه إلى التحقيق.
ويبين باترسون أن إبراهيم بي استمع من زنزانته إلى أصوات التعذيب والذبح، ويزعم أنه نجا من المصير الذي كان ينتظر الآخرين عندما دافع عنه القصيفي.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن إبراهيم بي قال عن الكيفية التي هرب فيها من سوريا إن التنظيم طلب منه نقل مقاتل جريح إلى تركيا لعلاجه، وتركه هناك وهرب، مشيرا إلى أنه يريد استخدام محاكمته لكي يظهر للعالم حقيقة تنظيم الدولة، ويقول: "لقد تم خداعي".