اتفقت
مصر والسعودية المشاركتان بالحرب على الحوثيين في
اليمن، على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لتنفيذ مناورة استراتيجية كبرى على الأراضي
السعودية بمشاركة قوات خليجية، فيما قتل 46 شخصا في مواجهات بين الحوثيين والمقاتلين المناوئين لهم في جنوب اليمن.
وتشارك مصر بقوات بحرية وجوية في التحالف العسكري العربي الذي تقوده السعودية تحت اسم "عاصفة الحزم" للدفاع عن شرعية الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور ضد الحوثيين في اليمن.
وسبق أن أعلنت القاهرة استعدادها لإرسال قوات برية إلى اليمن إذا لزم الأمر، كما أكدت السعودية والإمارات عدم استبعاد خيار إرسال جنود إلى الأرض في اليمن.
وأعلنت الرئاسة المصرية في بيان عقب اجتماع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز "الاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لبحث تنفيذ مناورة استراتيجية كبرى على أراضي المملكة العربية السعودية، وبمشاركة قوة عربية مشتركة تضم قوات من مصر والسعودية ودول الخليج".
ولم تعط الرئاسة المصرية أي تفاصيل أخرى عن هذه المناورة. لكن مسؤولا أمنيا مصريا قال طالبا عدم كشف هويته إن الغرض من
المناورات هو التدريب فقط.
وفي اجتماعه مع وزير الدفاع السعودي، كرر السيسي أن "أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر بالنسبة لمصر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي، لا سيما في البحر الأحمر ومضيق باب المندب"، حسب ما أفاد بيان الرئاسة.
وقالت الرئاسة إن الاجتماع تناول أيضا العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن التي "تستهدف إرساء الاستقرار والأمن في اليمن والحفاظ على هويته العربية، ومساعدته على تجاوز تلك المرحلة الدقيقة في تاريخه".
وبدأت العملية العسكرية العربية المشتركة في اليمن في 26 آذار/ مارس الفائت.
وبعد ثلاثة أيام أعلن قادة الدولة العربية في ختام اجتماع للقمة العربية إنشاء قوة عربية مشتركة لمحاربة "المجموعات الإرهابية"، وخصوصا تنظيم الدولة، وقد منحوا أنفسهم مهلة أربعة أشهر للاتفاق حول آلياتها وأهدافها وتشكيلتها.
وأفاد القرار المتعلق بالقوة بأن لجنة من أرفع المسؤولين في كل الدول الأعضاء تحت إشراف رؤساء الأركان أمامها مهلة شهر لتقديم توصيات حول تشكيل القوة وأهدافها وآلياتها وموازنتها.
وبعد ذلك، ينبغي أن تنال التوصيات موافقة وزراء الدفاع ضمن مهلة زمنية لا تتجاوز أربعة أشهر.
وكان الرئيس المصري من أبرز الداعيين لتشكيل هذه القوة العربية المشتركة.
وفي اليمن، قتل 12 متمردا حوثيا وأربعة من المقاتلين المناوئين لهم في محافظة الضالع بجنوب البلاد بحسب ما أفاد مصدر من "المقاومة الشعبية" التي تحارب الحوثيين في الجنوب.
وذكر المصدر أن "اشتباكات وقعت بعد سلسلة من الكمائن التي نصبت للحوثيين في سناح ومفرق خوبر والطريق بين قعطبة وسناح"، وهي مناطق في شمال محافظة الضالع.
وتكثفت أعمال القصف العشوائي للأحياء السكنية في مدينة عدن الجنوبية حيث ما يزال
الحوثيون ينتشرون ويواجهون "المقاومة الشعبية" الموالية للرئيس هادي.
وقال سكان إن المدينة شهدت منذ الساعات التي تلت على تصويت مجلس الأمن على قرار يفرض حظرا للسلاح على الحوثيين، قصفا بقذائف الهاون خصوصا على أحياء المعلا والقلوعة وكريتر، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وذكرت مصادر طبية أن أعمال القصف أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين وأربعة من المقاتلين المناوئين للحوثيين.
من جهة ثانية، شن طيران التحالف عدة غارات على مواقع الحوثيين صباح الأربعاء خصوصا على مدرج مطار المدينة الذي يتمركز فيه المتمردون، فضلا عن غارات استهدفت نقطة جبل حديد ومواقع للحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في أحياء كريتر وخور مكسر وبئر أحمد، وفقا لمصادر عسكرية.
وأكد المتحدث باسم التحالف أحمد العسيري، الأربعاء، أن هدف وقف تقدم الحوثيين في طريقه
للتحقق.
وفي غرب عدن يحاول المتمردون الحوثيون استعادة السيطرة على مصفاة نفط مهمة في رأس عمران رغم غارات التحالف، بحسب مصدر عسكري.
وفي مدينة تعز شمال عدن، سجلت مواجهات بين الحوثيين وقوات اللواء 35 مدرع الموالي لهادي ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة سبعة آخرين، فضلا عن مقتل عشرين من الحوثيين، بحسب مصادر عسكرية.
وذكرت المصادر أن المواجهات حصلت بعد هجوم شنه الحوثيون على موقع للواء 35 في تعز.
وفي شمال البلاد، أكد شهود عيان أن طيران التحالف قصف المجمع الحكومي في وسط محافظة صعدة، وهي المعقل الرئيسي للحوثيين.
وتتفاقم معاناة اليمنيين في سائر أنحاء البلاد، بما في ذلك في العاصمة صنعاء التي تعيش من دون كهرباء منذ ثلاثة أيام.
وأكد سكان أن المحروقات نفدت، وباتت الشوارع شبه خالية من السيارات.
وأصدر مجلس الأمن الدولي الثلاثاء قرارا تميز بالحزم عبر فرض حظر على إمداد المتمردين الحوثيين في اليمن بالسلاح.
ودعا قرار مجلس الأمن الميليشيات الحوثية إلى الانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها منذ بدء تقدمها في صيف 2014 انطلاقا من معاقلها في شمال البلاد، قبل أن تتمكن من السيطرة على العاصمة صنعاء والوصول إلى عدن كبرى مدن الجنوب.
وفي لشبونة قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأربعاء إن إيران تريد استخدام نفوذها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في اليمن لمنع "القاعدة من الإفادة من هذا الوضع المروع للتقدم" ميدانيا.
وقال ظريف في ختام لقاء مع نظيره البرتغالي روي ماشيتي: "علينا أن نضع حدا لعمليات القصف والمجازر في اليمن، ونمنع القاعدة من الإفادة من هذا الوضع المروع للتقدم".
وأضاف ظريف "إننا مستعدون لاستخدام نفوذنا على كل المجموعات: "التي يمكننا التأثير عليها و"ليس فقط على الحوثيين والشيعة، ليأتي الجميع إلى طاولة المفاوضات".
وأوضح: "إذا أردنا منع هذه الأزمة من التوسع" في المنطقة "يجب وقف المعارك وإيجاد حل سياسي" مذكرا بخطة السلام "من أربع نقاط" التي اقترحها في مدريد.
وقال: "يجب أولا التوصل إلى وقف لإطلاق النار ثم نقل مساعدات إنسانية وفتح حوار بين الأطراف في اليمن قبل تشكيل حكومة تقيم علاقات جيدة مع كل دول الجوار".