نشرت صحيفة هافنجتون بوست تقريرا حول أبي بكر الحكيم، الفرنسي من أصل
تونسي، على إثر إطلاقه لتهديدات بشن هجمات دموية ضد
فرنسا، واصفة إياه بأنه واحد من أخطر الإرهابيين في العالم.
وذكرت الصحيفة في تقرير لجون بيار فيليو،اطلعت عليه "عربي21"، وتنشر رابطه أدناه، أن أبا بكر الحكيم ولد في الأول من آب/ أغسطس في سنة 1983 في العاصمة الفرنسية باريس من عائلة تونسية لها خمسة أطفال، وأنه يملك الجنسيتين الفرنسية والفرنسية، ولكنه تخلى عن هويته الأصلية لينشط تحت اسم "أبو مقاتل".
وأضاف دكتور العلوم السياسية في تقريره أن الحكيم يقف وراء الأخوين كواشي اللذين نفذا الهجمات على مقر صحيفة شارلي إيبدو في كانون الثاني/ يناير الماضي، ويعد أيضا العقل المدبر لهجمات متحف باردو في تونس التي أوقعت 22 قتيلا في آذار/ مارس الماضي، كما أنه يهدد اليوم بإضرام النار وإراقة الدماء في فرنسا.
وقالت الصحيفة إن الحكيم له تاريخ طويل في
سوريا، فقد ذهب إلى دمشق في سنة 2002 بذريعة دراسة اللغة العربية، ولكن تم اعتقاله من قبل المخابرات السورية، ثم دخل بطريقة سرية للعراق، وعاد إلى فرنسا في كانون الثاني/ يناير من سنة 2003.
وعندما أطلقت إدارة بوش الحملة العسكرية ضد صدام حسين في آذار/ مارس 2003، عاد أبوبكر الحكيم للعراق، وتحرك هناك بكل أريحية، حتى أنه أجرى لقاءات مع قناتي RTL و LCI الفرنسيتين، دعا خلالها أصدقائه وأبناء حيه للالتحاق به من أجل الجهاد ضد الولايات المتحدة، إلا أن الانهيار المفاجئ للجيش العراقي، وتفكك المجموعات المسلحة التي كانت تقاتل إلى جانبه جعلت أبا بكر الحكيم يعود إلى سوريا ومنها إلى باريس في أيار/ مايو 2003.
وفي حيه في منطقة الدائرة 19 في باريس، أسس
أبو بكر الحكيم ما بات يعرف بخلية Buttes Chaumont أو فرع القاعدة في الدائرة 19، حيث كان يقوم بالتعاون مع الإمام فريد بن يطو بتدريب شباب المنطقة، وتسفيرهم لمناطق القتال في العراق، ثم في آذار/ مارس 2004، ذهب الحكيم بنفسه للفلوجة أثناء تواجد أبي مصعب الزرقاوي هناك، ويذكر أن هؤلاء المقاتلين الفرنسيين تكبدوا خسائر كبيرة بسبب قلة خبرتهم وضراوة المعارك في العراق، حيث كان من بين القتلى رضوان شقيق أبي بكر الحكيم.
وأضافت الصحيفة أن الحكيم قبض عليه في سنة 2005 من قبل المخابرات السورية أثناء عودته من الفلوجة لدمشق، وتم تسليمه للسلطات الفرنسية، ليتم إيداعه في السجن برفقة أصدقائه فريد بن يطو وشريف كواشي الذين تم القبض عليها أثناء استعدادهما للسفر نحو سوريا.
وفي سنة 2008 حكم على أبي بكر الحكيم بالسجن لسبع سنوات ليخرج في كانون الثاني/ يناير 2011، ويغادر فرنسا نحو تونس، ويتعرف هناك على سيف الله بن حسين المعروف بأبي عياض الذي تمتع بعفو تشريعي، وخرج من السجن الذي دخله، بسبب تورطه في تجنيد المتطوعين التونسيين للالتحاق بتنظيم القاعدة.
وحول مسيرته في تونس، قالت الصحيفة إن الحكيم أسس بالتعاون مع أبي عياض تنظيم أنصار الشريعة الذي حملته السلطات التونسية مسؤولية أحداث السفارة الأمريكية في تونس في أيلول/ سبتمبر 2012، وقد حاول الحكيم ورفاقه التشويش على الانتقال الديمقراطي في تونس، رغم أن الحكومة في ذلك الوقت كان يقودها حزب حركة النهضة المنتمي لتيار الإسلام السياسي.
وقام الحكيم بالتخطيط لاغتيال المحامي اليساري شكري بلعيد في السادس من شباط/ فبراير// 2013 ثم في الخامس والعشرين من تموز/ يوليو التالي، قام هو بنفسه بإطلاق النار على النائب في المجلس التأسيسي محمد البراهمي، ما أحدث شرخا عميقا بين العلمانيين والإسلاميين، وكاد يعصف بالمسار السياسي في تونس، غير أن التونسيين غلّبوا منطق الحكمة والحوار، وتمكنوا من الاتفاق على تكوين حكومة محايدة تتولى تسيير البلاد حتى يتم تنظيم الانتخابات.
وأمام فشله في تقويض الانتقال الديمقراطي في تونس، قرر أبو بكر الحكيم السفر نحو سوريا للانضمام لتنظيم الدولة، وأصبح واحدا من أهم رجال التنظيم، بفضل قدرته على بث الدعاية، وتجنيد الشباب من أوروبا وشمال أفريقيا.
وأشارت الصحيفة إلى مبدأ إدارة التوحش الذي يعتمده
تنظيم الدولة، لترويع أعدائه، وبث الرعب والفوضى في البلدان المستهدفة، بهدف تسهيل تغلغله فيها وإسقاطها، وأضافت أن الحكيم صرح بأن عمليات اغتيال بلعيد والبراهمي وعملية باردو كانت تصب في هذا الاتجاه.
وقالت الصحيفة إن أبا بكر الحكيم وجه اهتمامه هذه الأيام لفرنسا، حيث هاجمها بشدة، ودعا أنصاره للاستلهام من العملية التي قام بها الأخوان كواشي، والاستفادة من سهولة حيازة الأسلحة في أوروبا، وقال لهم: "اقتلوا أي شخص، كل الكفار في أوروبا هم هدف لنا، لا تتعبوا أنفسككم بالبحث عن أهداف صعبة، فقط اقتلوا من تستطيعون قتله من الكفار".
ولاحظت الصحيفة أن هذه التهديدات أطلقها أبو بكر الحكيم من شمال شرق سوريا نحو أوروبا، ولم تنطلق من الأحياء الشعبية الفرنسية أو المساجد أو السجون، وهو ما يعني صعوبة التصدي لهذه الدعايات، أو منعها من الانتشار.
وفي الختام دعت الصحيفة الدول التي شملها هذا التهديد إلى الأخذ بزمام المبادرة، والذهاب مباشرة لمصدر التهديد، وعدم انتظار الهجوم القادم الذي سيستهدفها.
للاطلاع على التقرير الأصلي، انقر
هنا