ستعلن الحكومة البريطانية في الأيام المقبلة عن الدور الذي ستؤديه في
تدريب المعارضة السورية لنظام الرئيس بشار الأسد. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مطلعين على الموضوع قولهم إن الحكومة البريطانية لن تشارك الولايات المتحدة في ضرب مواقع
تنظيم الدولة داخل
سوريا.
ويشير التقرير إلى أن برنامج مقاتلين تابعين للمعارضة السورية المعتدلة في معسكرات تقام لهذا الغرض، في دول الجوار السوري مثل الأردن وتركيا، يهدف إلى إعداد قوة من المقاتلين تكون على استعداد لمواجهة تنظيم الدولة.
وترى الصحيفة أن الإعلان المتوقع يعبر عن تصعيد من جانب الحكومة البريطانية، التي شاركت في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، وشنت مقاتلاتها غارات على مواقعه في
العراق.
ويستدرك التقرير بأن بعض السياسيين البريطانيين يقولون إن الدور البريطاني ليس كبيرا، ويطالبون بتوسيع مجال المشاركة لتشمل سوريا بالإضافة إلى العراق.
وتذكر الصحيفة أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون كان قد أكد تصميمه على مكافحة تنظيم الدولة وتدميره. وزاد الضغط عليه عندما قام التنظيم بذبح مواطنين بريطانيين العام الماضي.
ويلفت التقرير إلى أن الرأي العام البريطاني لا يزال منقسما حول الدور العسكري البريطاني، وإن كان على لندن المساهمة مع أمريكا في ضرب سوريا. وتعرض كاميرون لهزيمة مخجلة في البرلمان، عندما تقدم في آب/ أغسطس 2013 بمشروع قرار للمشاركة في ضرب نظام الأسد، بعد استخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين في الغوطة الشرقية.
وتوضح الصحيفة أن كاميرون يواجه انتخابات في جولة تقترب فيها حظوظ حزب المحافظين، الذي يترأسه كاميرون، مع حزب العمال. وترتبط مشاركة
بريطانيا في سوريا بفوز المحافظين في انتخابات 7 أيار/ مايو، حيث تحدث وزير الدفاع مايكل فالون للصحيفة بداية الشهر الحالي وقال في المقابلة: "كان رئيس الوزراء واضحا، إنه يجب هزيمة تنظيم الدولة في كلا البلدين".
ويفيد التقرير بأن مكتب كاميرون أشار إلى تصريحاته السابقة حول مشاركة بريطانيا في سوريا، بناء على تصويت البرلمان. وقال فالون إن الولايات المتحدة وبريطانيا تدرسان عددا من المواقع التي يمكن فيها تدريب المعارضة السورية، مشيرا إلى أن هناك ثلاث أو أربع دول عبرت عن استعدادها لتقديم الدعم والتدريب للمقاتلين. وقال إن بريطانيا سترسل مئة عسكري تقريبا للمساهمة في البرنامج.
وأضاف فالون للصحيفة أن الجهود تضع بريطانيا أمام عدد من التضحيات، "فعلينا أن نتحقق من الناس الذين ندربهم، والتأكد من أنهم هم الطرف الذي سيخوض الحرب ضد تنظيم الدولة. فسوريا هي ساحة حرب معقدة". موضحا أن من أولى المهام تدريب المقاتلين للدفاع عن مدنهم وقراهم، وبعدها "سنرى من هي القوى التي سنأخذها من ساحات القتال في سوريا لتدريبها، ومن ثم إرسالها مرة أخرى إلى هناك".
ويورد التقرير أن كاميرون قد قال بعد حصوله على تأييد البرلمان في أيلول/ سبتمبر للمشاركة في التحالف الدولي، إن بريطانيا لديها مساحة للعمل أكثر في سوريا. لكنه أضاف أنه لا يوجد دعم سياسي كافٍ للتدخل العسكري، ورأى أن الوضع في سوريا معقد أكثر من العراق.
وتنقل الصحيفة عن مدير المعهد الملكي للدراسات المتحدة في لندن مايكل كلارك، قوله إن الدول الغربية راغبة بتجنب إرسال قوات لمواجهة تنظيم الدولة. وكلما زادت المكاسب ضد التنظيم في العراق زادت الضغوط على بريطانيا للمشاركة في الجهود داخل سوريا.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن الجنرال سير بيتر وول، الذي قاد القوات البريطانية حتى العام الماضي، دعا الحكومات الغربية إلى عدم زيادة المشكلات في الشرق الأوسط، وتحويل ما كان قتالا ضد جماعات إسلامية إلى شيء يجعل الغرب مركز هجمات للمتطرفين. وقال: "لدينا دور على هامش الشرق الأوسط، وهو احتواء وربما تدريب ودعم القوى المحلية، كي تقوم بالمهمة ذاتها".