انطلقت في العاصمة اللبنانية بيروت، الأربعاء، أعمال مؤتمر مخصص لبحث موضوع
المصالحة الفلسطينية، بمشاركة قيادت من مختلف الفصائل الفلسطينية، إلى جانب مفكرين وأكاديميين فلسطيين وعرب وأجانب.
وينظم المؤتمر
مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بالتعاون مع مركز أفريقيا والشرق الأوسط، حيث ستعرض خلال جلسات المؤتمر تجارب عربية وأجنبية في المصالحة، مثل التجربة الإيرلندية والجنوب أفريقية.
وفي الجلسة الأولى من المؤتمر تحدث عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية، حيث طرحوا افكارا وتصورات من شأنها، بحسب رأيهم، تحقيق المصالحة وإنهاء حالة الانقسام المستمرة منذ أعوام.
إعادة الاعتبار للثوابت
وأكد مسؤول العلاقات الدولية في حركة
حماس، أسامة حمدان، على ضرورة الوحدة الوطنية، لافتا إلى أن حركته "تسعى لمواجهة الاحتلال وحماية الشعب الفلسطيني من خلال حكومة وطنية مشتركة".
ورأى حمدان، في الورقة التي طرحها، أن المصالحة ستتحقق من خلال جملة خطوات، في مقدمتها "إعادة بناء الثقة بين مكونات الشعب الفلسطيني، ضمن إجراءات محددة واضحة، وتفعيل نظام العدالة فلسطينيا، وإنهاء الإجرءات الأمنية".
وشدد حمدان على "استعادة دور اللاجئين الفلسطينيين في الخارج في الصراع مع الاحتلال"، إلى جانب "البدء في إعادة بناء المؤسسات الوطنية، وتفعيل دور حكومة الوفاق في إنهاء الحصار، وإعادة الإعمار والإعداد (..) للانتخابات".
وختم القيادي في "حماس" بالدعوة إلى "تطوير آليات صناعة القرار الوطني الفلسطنيي بما يقلل من التأثيرات الخارجية عليه، وإعادة الاعتبار للثوابت الفلسطينية، وإعادة الاعتبار لدور الشعب الفلسطيني في الخارج على الصعيد الوطني".
ضمانات فتحاوية
بدوره، أكد النائب التنفيذي للمفوض العام للعلاقات العامة الدولية في حركة
فتح، حسام زملط، أن حركته "ستوفر ضمانة حقيقية وطنية ودولية لحركة حماس بأن الانتخابات ستُحترم، دون الالتزام بشروط اللجنة الرباعية".
ووصف زملط، خلال مداخلته في الجلسة ذاتها، الحديث عن تدخلات وضغوط خارجية تمارس على الرئيس محمود عباس بما يتعلق بالمصالحة، بأنه "كلام فارغ"، وقال إن عباس عندما تأتي الفرصة ستكون المصالحة أولوية بالنسبة له قبل العلاقات والمصالح الدولية.
ورأى زملط أن الحرب الأخيرة على قطاع غزة لم يكن سببها خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل، بل هو الاتفاق بين حركتي حماس وفتح على تشكيل حكومة التوافق الوطني برئاسة رامي الحمدالله.
جدير بالذكر أن المؤتمر يستعرض على مدار يومين موقف الفصائل الفلسطينية من المصالحة وطُرق تفعيلها، كما أنه يتطرق إلى المؤثرات الداخلية الفلسطينية على المصالحة والمؤثرات الخارجية، ويناقش الحلول والآفاق المستقبلية، من خلال الرؤى والتصورات المستقبلية للتيارات والقوى والفعاليات الفلسطينية.