أكد مصدر في لجنة الأمن بالبرلمان
العراقي استمرار التحقيق مع عدد من ضباط الجيش حاولوا اغتيال شيخ عشيرة سنية جنوب العاصمة بغداد، فيما نفى مقرب من الشيخ المذكور وجود أي جهد أمني حكومي في اعتقال خلية الاغتيالات، مبينًا أن أبناء العشيرة قاموا باحتجاز هؤلاء الضباط بأنفسهم.
وقال المصدر إن "وفدًا من لجنة الأمن البرلمانية زار منزل الشيخ صلاح الباشا في منطقة اليوسفية جنوب بغداد، ووثق شهادات الشيخ وأفراد عشيرته الذين شاركوا في التصدي لمحاولة الاغتيال، والتقط صورا لآثار الهجوم، وجمع بعض الأدلة التي من شأنها إعلان نتائج التحقيق في أقرب وقت ممكن".
وأضاف المصدر، في تصريح لـ"عربي21"، أن الوفد زار مكان احتجاز الأشخاص المهاجمين في مقر قيادة الفرقة 17 التابعة للجيش العراقي، والتقى بعدد من القيادات العسكرية، وتابع سير التحقيق الجاري مع المتهمين بتنفيذ محاولة الاغتيال، مبينًا أن المجموعة المهاجمة مؤلفة من خمسة ضباط وأربعة جنود.
وكشف المصدر أن المعلومات الأولية التي تجمعت في حوزتهم تشير إلى أن العملية تمت بواسطة قوة عسكرية رسمية، وكانت ترمي الى ترهيب أفراد عشيرة السعيدات السنية من أجل إجبارهم على ترك منطقتهم والرحيل عنها، لافتًا إلى أن أبناء العشيرة المذكورة تمكنوا من إحباط الهجوم واعتقال جميع عناصر القوة العسكرية.
إلى ذلك، بيّن نزار سرهيد السعيدي، أحد وجهاء عشيرة السعيدات، أن القوة العسكرية كانت تقوم بتوفير غطاء لعناصر من مليشيا شيعية حاولت عدة مرات اغتيال الشيخ صلاح الباشا، بهدف إجبار جميع أبناء العشيرة على مغادرة منطقتهم، وذلك ضمن مخطط للتغيير الديموغرافي تنتهجه المليشيات الشيعية في منطقة جنوب بغداد.
وتابع السعيدي بأن القوة المهاجمة حاولت اغتيال الشيخ صلاح الباشا بعد اقتحام منزله، لافتًا إلى أن الشيخ رد عليهم بإطلاق النار من سلاحة الشخصي، وهو ما استنفر جميع أبناء عشيرته الذين أحاطوا بالمنزل، وتمكنوا من اعتقال جميع أفراد القوة، بينهم ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية قاد بنفسه محاولة الاغتيال.
ونفى السعيدي وجود أي جهد للقوات الأمنية في إحباط محاولة الاغتيال أو اعتقال المنفذين، مشيرًا إلى أن أبناء عشيرة السعيدات قاموا بعد توقيف المتهمين بتسليمهم إلى قيادة الفرقة العسكرية المكلفة بحماية منطقة جنوب بغداد.
وأشار السعيدي إلى أن الشيخ صلاح الباشا تولى زعامة عشيرته في عام 2007، بعد اغتيال الشيخ السابق وأحد مرافقيه، بتفجير عبوة ناسفة في سيارتهما في منطقة شمال الحلة، مضيفًا أن محاولة الاغتيال الفاشلة الأخيرة تثبت أن القوات الأمنية كانت متورطة منذ البداية بعدة أعمال تم تنفيذها ضد أبناء العشيرة منذ عام 2003.
من جهته، رأى اللواء السابق في الجيش العراقي أكرم الغريري، وهو من سكان جنوب بغداد، أن عمليات اغتيال شيوخ العشائر هي الأسلوب الجديد الذي يرمي إلى تهجير أكبر قدر من العشائر السنية القاطنة في المناطق الفاصلة بين بغداد ومحافظة بابل، مضيفًا أن المليشيات الشيعية تلجأ بقوة إلى هذه الطريقة من أجل تأمين حزام شيعي للعاصمة من جهتها الجنوبية.
ولفت الغريري في تصريح لـ"عربي21"، إلى أن محاولة الاغتيال الفاشلة لشيخ عشيرة السعيدات تأتي بعد فاصل زمني قصير عن عملية اغتيال الشيخ قاسم سويدان الجنابي، الذي كان يتزعم إحدى أكبر العشائر السنية الممتدة في رقعة جغرافية واسعة في منطقة جنوب بغداد.
وكان عناصر من مليشيا شيعية قد اختطفوا في العاصمة بغداد النائب السني زيد الجنابي والشيخ العشائري قاسم سويدان الجنابي وولده العائد مؤخرا من الدراسة الجامعية في أوروبا ومجموعة من أفراد حمايتهم، قبل أن يطلق سراح النائب بعد الاعتداء عليه بالضرب، في حين تم إعدام الشيخ قاسم وولده وأفراد الحماية، وإلقاء جثثهم في مناطق متفرقة من العاصمة.