قال سبنسر إكرمان في صحيفة "الغارديان"، معلقا على
خطاب الرئيس الأمريكي باراك
أوباما عن حالة الاتحاد ليلة أمس، إن أوباما منذ خطابه السابق (2014) أعاد
القوات الأمريكية إلى العراق، وأمن بقاء القوات في أفغانستان حتى عام 2024، وواصل حملاته الجوية بالطائرات دون طيار على اليمن.
ويشير الكاتب إلى أن أوباما دعا في خطابه عن حالة الاتحاد لعام 2015 إلى طي الصفحة. ولا أحد يلوم أوباما إن أراد طي الصفحة على السياسة الخارجية، فلم يعد لديه شيء للتفاخر به، لا أسامة بن لادن ولا معمر القذافي.
ويرى إكرمان أن أهم إنجاز في السياسة الخارجية لأوباما هو تطبيع العلاقات مع كوبا، مع أنه سيواجه معارضة الجمهوريين القوية للقرار. وبعيدا عن كوبا أخفى أوباما الكثير من النكسات التي تتراكم نتيجة ما قال عنه يوم الثلاثاء "قيادة أمريكا الذكية".
وتجد الصحيفة أنه رغم العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا، التي تركت اقتصادها في حالة من التمزق، لا تزال موسكو موجودة في أوكرانيا. وتتزايد الدعوات المعارضة لإغلاق سجن غوانتانامو، ويعمل الكونغرس على تدمير أي صفقة سيعقدها الرئيس أوباما مع إيران.
ويلفت الكاتب إلى أنه قبل ساعات من إلقاء أوباما خطابه كان الحوثيون في اليمن قد هاجموا قصر الرئيس عبد ربه منصور هادي، رغم اعتبار الرئيس أوباما اليمن نموذجا للطريقة التي تكافح فيها الولايات المتحدة الإرهاب.
ويبين التقرير أن بشار الأسد، الذي لا يزال ديكتاتورا على سوريا، لا تزال سياسة الولايات المتحدة غامضة حول الموقف منه، يبقى في السلطة أم يرحل، ولم تخرج سياسة أوباما لدعم المعارضة المعتدلة للعلن أو تبدأ بشكل عملي. وفي ليبيا تحول انتصار عام 2011 إلى حالة من الفوضى المطلقة.
ويوضح الكاتب أن خطاب أوباما لم يشمل على خطة أو خطط تتعلق بالسياسة الخارجية لهذا كله.
ويضيف إكرمان أن خطاب أوباما أو الكثير من ملامحه لا يتوافق مع الواقع، فالرئيس يزعم أن حملته ضد
الدولة الإسلامية أسهمت بوقف زخم تقدمها، لكن قادة البنتاغون اعترفوا بتوسع مكاسب التنظيم في سوريا، في الوقت الذي يواصل فيه تعزيز سيطرته على مدن عراقية كبيرة مثل الفلوجة والموصل.
ويعتقد الكاتب أنه سيكون من الباكر الحديث عن عدم انجرار الولايات المتحدة إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، فقد صادق أوباما على إرسال ثلاثة آلاف جندي إلى العراق. وتقول الإدارة إن هذه الجهود من أجل دعم المصالحة السياسية، رغم أن القيادات السنية لم تر، كما تقول، أي تغير في المشهد، بل استمرت عمليات التطهير العرقي في المناطق السنية المحيطة ببغداد.
ويشير إكرمان إلى التناقض بين تعهدات أوباما عام 2008 بإنهاء الحرب في 16 شهرا، لكنه بدأها من جديد بناء على أرضية واهية، ولهذا دعا الكونغرس إلى تشريع قانون جديد لمواجهة الدولة الإسلامية.
وتقول "الغارديان" إن المبادرة الأمنية الكبرى، التي تقدم بها الرئيس في خطاب حالة الاتحاد، هي الدفع باتجاه الأمن السايبري، وهي المبادرة التي خيبت آمال دعاة الحفاظ على الخصوصية الشخصية؛ لاقتراحها السماح لوكالة الأمن القومي، عبر وزارة الأمن الوطني، بحرية واسعة للحصول على المعلومات الخاصة، من المؤسسات المالية بشكل خاص.
ويذكر الكاتب أنه رغم أن المبادرة هي من أجل حماية الإنترنت، كما تقول الحكومة، إلا أن دعاة الحقوق المدينة والحريات الخاصة يرون فيها محاولة من الحكومة للحصول على معلومات شخصية.
وتفيد الصحيفة بأنه في غياب النتائج الجيدة اكتفى أوباما بالحديث عن المدخل الذكي، الذي اتبعه في السياسة الخارجية "إصرار ومواصلة وعزيمة"، وهو مدخل متعدد ودبلوماسية تدعمها القوة.
ويخلص إكرمان إلى أنه لو حقق أوباما تقدما على صعيد الملف النووي مع إيران، وأوقف مشروعها، أو دفع فلاديمير بوتين للخروج من أوكرانيا، لكان ما تحدث عنه منطقيا، ولكانت دعوته لطي الصفحة مفهومة، لكن صفحات الكتاب لا تزال مفتوحة.