بعد سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على مدن كبرى في في العراق وسوريا، وذلك في حزيران/ يونيو الماضي، جمع الجنرال مايكل كي
ناغاتا، قائد العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، عددا من الخبراء لاستشارتهم وأخذ رأيهم في الطرق الواجب اتخاذها؛ لتقليم أظافر قوات "الدولة"، ودراسة أساليب مكافحتها.
وعلق الجنرال في حينه على أهمية فهم التنظيم، حيث قال "لا نفهم الحركة ولن نتمكن من هزيمتها حتى نعرفها".
وحسب محضر اللقاء السري الذي اطلعت عليه صحيفة "نيويورك تايمز" فقد قال الجنرال ناغاتا: "لم نهزم الفكرة ولم نفهم حتى الفكرة"، وهو تعبير عن إحباط لم يكن لدى الجنرال وحده، بل شاركه فيه عدد من المسؤولين الأمريكيين الآخرين.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا خلاف للثقة التي أظهرها الرئيس باراك
أوباما ومساعدوه من الاستراتيجية التي أعلن عنها، التي تقوم على مواصلة الغارات الجوية، والتنسيق مع القوات العراقية والكردية، وتدريب للمعارضة السورية كي تكون قادرة على مواجهة التنظيم في سوريا. ويؤمن الرئيس أن استراتيجيته كانت سببا في وقف تقدم التنظيم نحو العاصمة بغداد في وسط البلاد وأربيل عاصمة إقليم كردستان في الشمال.
وتقول الصحيفة إن أربعة أشهر مضت على الاجتماع الأول الذي عقده الجنرال ناغاتا، الذي تقول إنه من النجوم الصاعدين في إدارة أوباما، والرجل الذي يعول عليه الرئيس لتدريب المعارضة السورية حتى تكون جاهزة لقتال تنظيم الدولة، ومع ذلك لا يزال يبحث عن أجوبة.
وفي رسالة إلكترونية للصحيفة قال الجنرال إن "الأسئلة والملاحظات هي طريقتي للوصول إلى الإجابة"، مشيرة إلى أن محضر اللقاء الذي عقده الجنرال مع عدد من الخبراء يقدم رؤية غير عادية في المعركة من أجل فهم تنظيم الدولة الإسلامية.
ويبين التقرير إلى أنه في النقاشات التي أدارها الخبراء تساءلوا عن قدرة التنظيم للسيطرة على السكان، ولم تلفت انتباههم طبيعة الجنود والأسلحة التي استخدمها لتأكيد السيطرة، ولكن الوسائل غير المرئية التي سهلت له عملية التحكم بملايين السكان.
وتجد الصحيفة أن الخبراء يتفقون على أن قدرة التنظيم نابعة من "أساليب سيكيولوجية تقوم على ترهيب السكان واستخدام الخلافات الطائفية والدينية والسيطرة عليهم اقتصاديا".
ويستدرك التقرير بأن الباحثين لم يتفقوا حول هدف تنظيم الدولة الرئيسي، وفيما إن كان أيديولوجيا أم يرغب بالسيطرة على الأراضي. رغم أن الباحثين مجمعون على فقر التنظيم في الإدارة، وليست لديه كما يقولون "المؤسسة البيروقراطية اللازمة لإدارة الحكم".
وتنقل الصحيفة عن مايكل فلين، المدير السابق للاستخبارات العسكرية، الذي قام بطرح الأسئلة ذاتها، قوله إن حقيقة طرح شخص مجرب في مكافحة الإرهاب مثل ناغاتا أسئلة كهذه تظهر صعوبة المشكلة التي واجهت الولايات المتحدة بعد تقدم تنظيم الدولة الإسلامية.
وتذكر الصحيفة أن التقرير حول كيفية التعامل مع تنظيم "الدولة" سيصدر في الشهر المقبل. ويعد التقرير "كيف نشذب أظافر تنظيم الدولة الإسلامية؟" مهما لصناع القرار في الإدارة الأمريكية ودول الشرق الأوسط وأوروبا.
وتعرض الصحيفة في هذا السياق ما قالته ليزا موناك، مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلية، إن محاولات تنظيم الدولة توسيع فروعه في بلدان مثل السعودية والأردن ولبنان وليبيا مثيرة للقلق. وتقدر الاستخبارات الأمريكية عدد الذين يتدفقون نحو سوريا والعراق كل شهر للقتال في صفوف التنظيم بحوالي 1.000 شخص.
وينقل التقرير عن جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، قوله: "علينا التفكير، كمجتمع دولي، من أجل التوصل إلى طرق للتعامل مع هذه الأيديولوجيات والحركات التي تقوم باستغلال ضعف الدول المختلفة".
ويضيف برينان "علينا البحث عن طريق لمواجهة بعض العوامل والظروف التي تدعم وتسمح لنمو الحركات".
وتتحدث الصحيفة عن قدرات الجنرال ناغاتا، التي قالت إنه عمل في الخدمات السرية والعمليات الخاصة مدة تزيد على 32 عاما. وخدم في مناطق الحرب مثل الصومال والبلقان والعراق. ويقول زملاؤه الذين عملوا معه إنه أظهر قدرات وفطنة في مكافحة الإرهاب أثناء عمله في البنتاغون والـ "سي آي إيه"، ومنسقا بين الجيش الأمريكي والقوات الباكستانية.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة لوصف ستانلي ماكريستال، القائد السابق للقوات الأمريكية في أفغانستان، "الجنرال ناغاتا محارب نادر ورابط الجأش في المواقف الصعبة".