في تعقيبه على الهجوم الذي استهدف مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية، الأسبوع الماضي، بباريس، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا
هولاند أمام السلك الدبلوماسي (فرنسيون وسفراء أجانب)، في قصر الإليزيه بباريس، بمناسبة العام الجديد، إن "المجرمين ارتكبوا جريمتهم باسم أيديولوجية همجية، أيديولوجية داعش والقاعدة، أيديولوجية الكراهية".
وفي معرض خطابه، قال هولاند، إن بلاده "تشن حرباً ضد
الإرهاب، وهذه الحرب ليست ضد ديانة بل ضد الكراهية".
تذكر هذه الكلمات التي ألقاها هولاند بخطاب الرئيس جورج
بوش الابن في الكونجرس الأمريكي في 21 سبتمبر 2001، عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، قائلا إن "الولايات المتحدة تشن حربا على الإرهاب وليس الإسلام"، داعيا الأمريكيين إلى التسامح مع المسلمين الأمريكيين.
وما زال العالم الإسلامي يعاني من تلك الحرب التي شنها بوش على أفغانستان والعراق.
وليس هذا من قبيل الصدفة، فقد أعلن الرئيس الفرنسي تكرارا منذ هجمات
شارلي إيبدو أن الهجمات تشبه هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كان آخرها ليلة الجمعة أثناء استقباله الخارجية الأمريكي جون كيري بقوله "تعرضتم أنتم لاعتداء إرهابي استثنائي في 11 أيلول/سبتمبر 2001. علينا العمل معاً لإيجاد الرد اللازم".
وفي خطاب الإليزيه الجمعة، أضاف هولاند إن
فرنسا "مستعدة للعمل مع كل من يريد أن يساهم في حل النزاعات في الشرق الأوسط"، بدعوة شبيهة لدعوة بوش "كل الدول للانضمام لنا لمحاربة الإرهاب"، في خطاب الكونجرس.
وفي مزيد من التقاطع الملحوظ بين هولاند اليساري وبوش اليميني عقب الهجمات، قال هولاند الخميس إن "الإسلام "لا يتناقض مع قيم الديمقراطية ولا بد من أن نرفض الالتباس والغموض حول ذلك"، مضيفا أن المسلمين "هم أول ضحايا التطرف والأصولية"، في الكلمات الشبيهة التي استخدمها بوش في خطاب الكونجرس بقوله "إن الإرهاب تشويه للإسلام نفسه، رفضه عدد كبير من علماء المسلمين".
يذكر أن فرنسا تشارك في تحالف دولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، يشن غارات جوية على مواقع للدولة الإسلامية التي تسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في حزيران/ يونيو الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.
ويظل من الباكر السؤال، هل تمثل خطابات هولاند مقدمات لخط سيسير عليه حتى يصل لنتائج بوش؟ أم أن كل هذه التقاطعات ليست أكثر من مجرد بروتوكولات سياسية وصدف تاريخية؟