أثارت متابعة الرئيس الموريتاني محمد
ولد عبد العزيز وإعجاب حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "
تويتر"، بمجلة "
شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، جدلا واسعا في الأوساط الموريتانية، حيث اعتبرها البعض دعما معنويا للمجلة التي أساءت أكثر من مرة للرسول الكريم محمد عليه السلام.
وعلق المدون محمد ولد الراجل على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قائلا "من الصحف التي يتابعها ولد عبد العزيز على تويتر صحيفة #شارلي_ابدو التي أساءت إلى معتقداتنا، "ولد عبد العزيز" بمتابعته ل#شارلي_إبدو يكون ـ على الأقل ـ أكد الإقرار على أفعال فجعتنا هنا بـ #
موريتانيا".
أما المدون مختيري ولد أحمد فقد علق قائلا: "ما الغريب في متابعة الرئيس لبعض التغريديات المهمة، سواء على تويتر أو الفيس بوك، خاصة إذا كان كل الزعماء في العالم لهم حساباتهم على وسائل الاتصال الاجتماعي"، وكانت الحكومة الموريتانية قررت مقاطعة المشاركة في المسيرة التي نظمت في العاصمة الفرنسية باريس بعد حادث الهجوم على مقر "شارلي إيبدو".
وقالت مصادر لـ"عربي21" إن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز رفض إيفاد أي من وزرائه، أو حتى السفير الموريتاني في باريس للمشاركة في المسيرة، دون معرفة ما إذا كان لذلك علاقة بالتوتر الحاصل بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي، على خلفية رفض الأوروبيين تجديد اتفاقية الصيد مع نواكشوط، أم أن ولد عبد العزيز لم يرد أن يشارك في مسيرة قد ترفع فيها شعارات مسيئة للإسلام وللرسول عليه الصلاة والسلام.
ورجح الكاتب الخليفه ولد أحمد أن تكون مقاطعة الحكومة الموريتانية لمسيرة باريس مجرد تفاد لردة فعل معارضة في الشارع الموريتاني، وأضاف ولد أحمد في حديثه لـ"عربي21" أن "الشارع الموريتاني غاضب أصلا، بعد تكرار الإساءة لثوابت الشعب منذ وصول الرئيس الحالي ولد عبد العزيز للسلطة، والتي كان آخرها حرق نسخ من الفقه المالكي، ونشر مقال لشاب موريتاني على أحد المواقع الموريتانية، تضمن فقرات اعتبرت مسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله وعليه وسلم، وتم اعتقاله وتقديمه للقضاء الذي حكم عليه بالإعدام،" معتبرا أن كل هذه الأحداث تجعل الرئيس ولد عبد العزيز عرضة للانتقاد في حال مشاركته في مسيرة، يحضرها رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير خارجيته المتطرف، وقد ترفع فيها شعارات ضد المسلمين.
فيما استغرب بعض المتابعين غياب الرئيس ولد عبد العزيز الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي، عن مسيرة باريس التي شارك فيها قادة دول أفريقية عدة وممثلين عن بعض دول الجوار الموريتاني.
وبدأ الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قبل فترة قصيرة نشاطه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث بدأ حسابه يجذب المتابعين من داخل وخارج البلاد، وكشفت الحسابات التي يتابعها الرئيس ولد عبد العزيز أبرز اهتماماته، حيث ظهر اهتمامه جدا بالصحف الفرنسية والأفريقية، وحرص على أن تكون تغريداته باللغة الفرنسية، ويحظى بمتابعة سياسيين فرنسيين، وبعض المؤسسات الأمنية والحكومية الأوروبية والأفريقية، ولم تظهر الصفحة أي متابعة من الرئيس ولد عبد العزيز لأي مؤسسة إعلامية موريتانية، غير أنه بدا مهتما بشباب المعارضة.