انتقد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ما اعتبروه "ازدواجية المعايير" في التعامل مع حرية التعبير في
فرنسا، حيث تمنع القوانين الفرنسية التصريحات التي يمكن أن تفسر على أنها "معادية للسامية"، فيما لا تحد هذه القوانين من أي إساءة للأديان كالإسلام والمسيحية وغيرها.
وقد أثير النقاش على خلفية الاعتداء على مجلة "
شارلي إيبيدو" وقتل عدد من صحفييها قبل أيام، حيث حصل صحفيو ورسامو المجلة على تعاطف عالمي كبير، وانتشرت التعليقات المؤيدة لحرية التعبير في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أدان نشطاء عرب ومسلمون العملية، ولكنهم انتقدوا في نفس الوقت سماح السلطات الفرنسية للمجلة بـ"الإساءة للإسلام".
وقد أعاد بعض النشطاء نشر خبر من صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية يعود للعام 2009، قالت فيه الصحيفة إن السلطات الفرنسية ستحاكم رسام
كاريكاتير كان يعمل لصالح مجلة شارلي إيبيدو بتهمة الإساءة للسامية في إحدى مقالاته، مشيرة إلى أن المجلة كانت قد طردت الرسام بسبب هذا الرسم.
ويقول الخبر الذي أعاد النشطاء نشره؛ إن الرسام "موريس سيني" البالغ من عمر آنذاك 80 عاما، سيحاكم بسبب رسمه ابن الرئيس السابق نيكولاي
ساركوزي معتنقاً
اليهودية من أجل المصلحة الشخصية والإثراء المالي.
ويضيف الخبر المنشور في 27 يناير 2009 إن موريس سيني متهم بمعاداة السامية، ويواجه تهماً "بالتحريض على الكراهية"؛ بسبب مقال نشره في صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة في تموز/ يوليو 2008، الأمر الذي أثار حملة تشهير بين الإنتلجنسيا (النخبة) الباريسية، أدت إلى عزله من الصحيفة.
واعتبر نشطاء عرب ومسلمون هذا الخبر مثالا على الإزدواجية الفرنسية في التعامل مع حرية التعبير، وانتقدوا سلوك مجلة "شارلي إيبيدو" التي تسمح بالإساءة للإسلام، وتطرد صحافيا من عمله بسبب اتهامه "بمعاداة السامية" في ذات الوقت، حسب قولهم.