تراجعت جبهة
النصرة عن قرار بإعدام أحد العسكريين الـ17 الذين تختطفهم في جرود عرسال بين
لبنان وسوريا، نظرا لما قالت إنه "الاهتمام الذي بدا خلال الـ24ساعة الماضية من كثير من الفعاليات على الساحة اللبنانية ومن بينهم الوفد القطري والحكومة اللبنانية وأهالي العسكريين".
وقالت النصرة إنه وبعد "الوعود والعهود بشكل رسمي بمتابعة ملف المفاوضات ابتداء من صباح اليوم السبت بشكل جاد وواضح وعلني، والالتزام بإطلاق سراح أسرى مقابل الأسرى المحتجزين لدينا، فقد قررنا تأجيل عملية تنفيذ
إعدام علي البزال إلى وقت لاحق، طلباً لتحقيق المصلحة الشرعية مع حرصنا على إطلاق سراح أخواتنا وإخواننا في السجون".
الدولة هي المسؤولة
قرار جبهة النصرة يأتي بعد يوم حافل من التصعيد لأهالي العسكريين المختطفين في العاصمة بيروت تخلله قمع من قبل الأجهزة الأمنية لاعتصام قام به الأهالي في منطقة الصيفي وسط بيروت.
وأحدث فتح الطريق الذي قطعه الأهالي بالقوة ردات فعل منددة، وصلت لحد مطالبة وزير الداخلية نهاد المشنوق بالاستقالة "لأن القوات الأمنية تجاوزت الخطوطالحمراء في الاعتداء على النساء والشباب"، وفق لجنة أهالي العسكريين المختطفين.
أهالي العسكريين وفي حديث لـ"عربي21" أكدوا استمرار خطواتهم لحين تحرير أبنائهم على الرغم من قمع تحركاتهم، "وبحسب التطورات والمستجدات سنقرر إذا ماكنا سنقطع الطرقات أم لا".
وفي هذا السياق تؤكد ريما جعجع شقيقة العسكري المختطف بيار جعجع أن الأهالي "سيعودون لقطع الطريق، لأنها الوسيلة الوحيدة المتاحة لديهم للتذكير بقضية أبنائهم، التي ستُنسى إذابقينا في بيوتنا".
جعجع والتي تعرضت لكسر في يدها خلال قمع اعتصام الأهالي حملت مسؤولية ما حصل للدولة اللبنانية، حكومة ونوابا وأحزابا، مضيفة أن "العسكريين المختطفين هم أبناء الدولة وليس اولادنا فقط، فلماذا نعامل بهذه الطريقة لمجرد أننا نطالب بالعمل لتحريريهم؟" معبرة عن أسفها لما آلت إليه الأمور، ومتسائلة عن "هيبة الدولة التي ينادي بها البعض".
أما حسين جابر والذي يتابع قضية ثلاثة من أقاربه من العسكريين المختطفين، فرد بدوره على تهديدات وزير الداخلية بالتعامل بقوة مع أي قطع للطرق بالقول: لننترك الطرقات، وليقتلونا إذا أرادوا ذلك".
وجدد جابر تحميل الدولة اللبنانية للمسؤولية، متهما الحكومة بعدم الصدق مع أهالي العسكريين، وقال إنه لا وجود للمفاوضات، وهؤلاء كذابون منافقون ويضحكون علينا، ولوحصل ما حصل في دولة ثانية لاستقال وزير الداخلية".
مفاوضات مباشرة
تطور جديد يضاف إلى تراجع جبهة النصرة عن إعدام أحد العسكريين، تمثل باتصال مباشر لأول مرة بين مدير عام الأمن اللبناني ومسؤول ملف المختطفين اللواء عباس ابراهيم وجبهة النصرة للاستفسار عن هذه التهديدات بقتل العسكريين، وذلك على الرغم من اتهامات وجهها في وقت سابق أهالي العسكريين للواء ابراهيم بعرقلة الملف.
هذا التطور ترافق أيضا مع جدل إعلامي بشأن دور الوسيط القطري، بين من نسب إلى مصادر حكومية تخلي بيروت عن الوساطة القطرية واستبدالها بوساطة مباشرة عبر شخصيات دينية في مقدمتهم الشيخ مصطفى الحجيري، وبين من أكد أن الموفد القطري أحمدالخطيب سيتوجّه في أقل من 48 ساعة إلى لبنان لمواصلة جهوده، بعد أن باشر فعلا اتصالاته من قطر مع الجماعات الخاطفة للعسكريين.