عمت حالة من اليأس والاحباط عائلات العسكريين
اللبنانيين المخطوفين لدى جبهة
النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية الذين لا زالوا يعتصمون وسط بيروت، فيما دفعت هذه الحالة من الاحباط والدة أحد العسكريين الى محاولة إحراق نفسها قبل أيام أمام مقر الحكومة اللبنانية احتجاجاً على عدم التوصل الى حل لقضية ابنها.
وسكبت والدة العسكري خالد مقبل البنزين على نفسها محاولة الانتحار أمام مقر الحكومة اللبنانية في ساحة رياض الصلح وسط بيروت حيث اعتصام الأهالي المفتوح والمستمر منذ أكثر منذ نحو ثلاثة شهور.
وحال تدخل المتواجدين في الاعتصام دون إتمام انتحار الأم فيما وصلت طواقم الإسعاف لتفقد حالتها، حيث أرجعت مصادر لـ"عربي 21" إقدام والدة العسكري على هذه الخطوة إلى ما وصلها من أنباء عن عرقلة مسؤول أمني رفيع لجهود كان يقوم بها وزير الصحة والقيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي وائل ابو فاعور، وتهدف الى تأخير إعدام عدد من العسكريين من بينهم العسكري خالد مقبل.
اتهامات ونصائح
الاتهامات للحكومة والمستوى الأمني كانت أكثر صراحة على لسان والد العسكري محمد يوسف الذي قال إن "جبهة النصرة أبلغتنا أن من يعرقل ملف العسكريين الرهائن هو المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وأن الوزير أبو فاعور هو الوحيد الذي يتابع هذا الملف بجدية وهو الذي يجب شكره على عدم إعدام أبنائنا".
وأكد أحمد رشيد وهو من ذوي أحد العسكريين المخطوفين مطالبة الخاطفين لأهالي العسكريين بـ"إبعاد اللواء عباس ابراهيم عن المفاوضات لأنه يعرقلها، وشكر الوزير أبو فاعور لأنه متعاون".
وأكد رشيد لـ"عربي21" أن المسحلين اتصلوا بعائلة ابن شقيقته المختطف لديهم قبل يومين وطالبوهم بمواصلة تحركهم للضغط على الحكومة اللبنانية باتجاه تنفيذ مطالبهم بشكل عام، وتنفيذ مطلب خاص لم يذكروه.
تصعيد مرتقب
وقالت زوجة المعاون في قوى الأمن الداخلي بيار جعجع والمخطوف لدى جبهة النصرة في تصريح لـ"عربي21" إن ملف العسكريين لا زال مهملا من الدولة اللبنانية وحكومتها.
وحيال الجديد في الملف قالت نزهة جعجع إن "لا جديد في الموضوع، نسمع أخبارا جيدة بين الحين والآخر وآخرها التحرك الذي يقوده الوفد القطري، لكن سرعان ما نسمع اخبارا تدعو للقلق"، مضيفة أن ما يجري حاليا هو تأخير لإعدام هذا العسكري أو ذاك دون أي حل جذري للأزمة.
وقال والد أحد العسكريين المخطوفين لــ"عربي21" إن "التصعيد لن يتوقف عند حرق الإطارات وسنضغط على السياسيين والوزراء بكل الوسائل المتاحة أمامنا"، وهو الأمر ذاته الذي تؤكده نزهة جعجع، التي طالبت أهالي العسكريين للتوحد في تحركاتهم.
وعن شكل التصعيد، تقول جعجع إن كل الخيارات مفتوحة من "هجوم على السرايا" (مقر الحكومة) وصولا إلى "انتفاضة ضد الدولة"، وهو ذات الأمر الذي أشار إليه أحمد رشيد بالحديث عن تحرك جديد غدا الجمعة "يحدد في وقته ما لم تقدم الحكومة أي جديد بالملف".
وكان أهالي العسكريين اللبنانيين المعتصمين وسط بيروت أشعلوا الاطارات أمام مقر الحكومة مساء الأربعاء الماضي في تعبير عن نفاد صبرهم قبل أن تتدخل قوى الأمن.