يستعرض الكاتب والمحلل
الإسرائيلي نداف شرغاي، بعض أبعاد اللقاء الذي تم بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين
نتنياهو وملك الأردن عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي تمحور عن اتفاق على خطة تهدئة في الحرم القدسي الشريف.
ويقول شرغاي في مقاله المنشور الجمعة في صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن النتيجة الفورية للقاء، كانت "إبعاد محرضي الحرب من الحركة الإسلامية وتقليص زيارات اليهود في الحرم".
وفي مقدمة المقال يستدل الكاتب بلوحة معلقة في القصر الملكي تظهر جماعة المسلمين داخل الحرم القدسي، ومجموعة من اليهود يطلون برؤوسهم من خارجه، ليقول إن "الملك عبد الله هكذا يرى دور الأردن، وهكذا رآه والده الملك حسين، حيث المسلمون في الداخل واليهود في الخارج، وعلى البوابة حارس مع رُمح".
ويؤكد أن "موقف الملك عبد الله لا يختلف عن موقف والده فيما يتعلق بالمقدسات الإسلامية في القدس، وهو نفسه سُمي على اسم جده الأكبر الملك عبد الله الأول الذي قُتل قبل 63 عاماً على درجات المسجد الأقصى، وباب القطانين ليس مجرد تاريخ بالنسبة له".
وليربط الأمس باليوم، يقول إن باب القطانين وباب السلسلة، تحولا في الأسابيع الأخيرة إلى مسألة أساسية في الحوار الأردني الإسرائيلي حول الوضع الراهن في الحرم.
ويذكر أنه "بعد سنوات طويلة كانت إسرائيل ستعلن، بالتنسيق مع الأوقاف، أن هذين البابين سيُستخدمان لدخول السياح إلى الحرم، إضافة إلى باب المغاربة.. إلا أن الأحداث العنيفة والمواجهات جمدت إلى الآن هذه الخطة، وبدلاً منها وُجدت خطة التهدئة".
وفي تفاصيل اللقاء الذي تم بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وملك الأردن عبد الله ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبل مذبحة الكنيس بأيام قليلة، قال إنه "كان يهدف إلى أمرين، الأول علني وفوري من أجل تهدئة الأجواء في الحرم، والثاني بعيد المدى وغير علني وهو ضمان استمرار واستقرار النظام الأردني".
ويزعم الكاتب أن المواطنين من أصول فلسطينية في الأردن تبلغ نسبتهم 80 بالمائة، وأن هذا مدعاة للقلق، إذا ما أضيف إلى "مسيرات حدثت في جنوب الأردن مؤيدة لتنظيم الدولة الإسلامية.. والأجهزة الاستخبارية في الغرب تتخوف من أن هذه هي البداية فقط".
معلومات استخبارية
وينقل الكاتب عن مصادر أجنبية أن هناك تعاوناً أمنياً واستخبارياً بين الأردن وإسرائيل؛ حيث تقدم إسرائيل باستمرار المعلومات حول العناصر التي تحاول زعزعة استقرار النظام الهاشمي.
ويورد أن المجلة الأمريكية "أتلانتيك" نشرت في السابق أن الموساد الإسرائيلي طلب قصف مواقع للسلاح الكيميائي في سوريا من الأراضي الأردنية، وأن التعاون بين البلدين لم يقتصر على المجال الأمني، بل إنه يشمل مجالات اقتصادية واستثمارية وتبادلات تجارية مشتركة وممراً أمنياً وتجارياً إلى دول أخرى.
ووفقاً للكاتب، فإنه توجد للولايات المتحدة أيضاً مصلحة مباشرة في الأردن، وينقل عن مصادر أجنبية أن الأمريكيين "أرسلوا مستشارين عسكريين من أجل تهيئة الأردن لما بعد سقوط الأسد في سوريا، وقد تم طرح إمكانية أن يسمح الأردن للطائرات الإسرائيلية العبور فوق أجوائه من أجل قصف المنشآت النووية الإيرانية".
ويقول إن هذا هو السبب الحقيقي وراء اللقاءات الأخيرة بين الملك عبد الله ونتنياهو.. "ومن المهم أن تحافظ إسرائيل على الهدوء عند حليفتها من الشرق".
دور المملكة الخاص
ويروي الكاتب أنه بعد حرب الأيام الستة كانت العلاقات الأردنية الإسرائيلية ما زالت سرية. وكانت حكومة حزب العمل برئاسة غولدا مئير وليفي أشكول مستعدة لأن تعطي الأردن سيطرة كاملة في الحرم، ممثلاً للعالم الإسلامي.
ويضيف أن اتفاق السلام مع الأردن اشتمل على بند يخص القدس، وهو اتفاق صوت عليه أكثر من 100 عضو كنيست، "لكنه يُذكرنا أيضاً بأن اثنين من أعضاء الكنيست امتنعا عن التصويت بسبب هذا البند؛ وهما أريئيل شارون وبني بيغن".
ويبرز أن الحكومات الإسرائيلية تستمر بانتهاج الخط الذي وضعه موشيه ديان في عام 1967، وهو إعطاء الأفضلية للأردن والأوقاف الأردنية فيما يخص السلطة في الحرم.
وبدوره، أوقف نتنياهو العمل في جسر باب المغاربة؛ نزولاً عند رغبة الأردنيين لأنهم طالبوا بأن يشرفوا بأنفسهم على هذا العمل.
وفي النتيجة يقول إنه "بقي أن نضيف التصريحات العلنية لنتنياهو بعد لقاء القمة الثلاثي في الأردن، حيث أعقبه السماح للمسلمين بالصلاة في الحرم دون قيود، وفي المقابل فرض القيود على دخول اليهود، حيث تسمح الشرطة بدخول مجموعات من خمسة أفراد فقط، وعندما تخرج هذه المجموعة تدخل أخرى".
ويذكّر الكاتب بأن "إسرائيل ما زالت تريد الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم، وما زالت تمنع اليهود من الصلاة، هذا المنع الذي تم كما هو معروف في أعقاب حرب الأيام الستة".