قال مسؤول عسكري بالكتيبة 204 التابعة للجيش المعين من قبل برلمان طبرق (شرقا)، إنهم سيطروا على ثكنة عسكرية تابعة لكتيبة 17 فبراير، فيما نفى متحدث باسم الأخيرة ذلك.
وقال قائد الكتيبة 204 دبابات، المهدي البرغثي، في تصريحات صحفية له، الجمعة، إنهم سيطروا "بدعم من الكتيبة 21 صاعقة (موالية للواء المتقاعد خليفة
حفتر) على مقر معسكر كتيبة 17 فبراير التابع لمجلس شورى ثوار
بنغازي بمنطقة قاريونس غرب بنغازي".
ونشرت مواقع إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات، قالوا إنها لأفراد كتيبة 204 دبابات وكتيبة 21 صاعقة ومسلحين داعمين لهما تابعين لانتفاضة 15 أكتوبر المسلحة، وهم يطلقون الرصاص في الهواء على بوابة كتيبة 17 فبراير.
في المقابل، نفى المتحدث باسم كتيبة 17 فبراير، محمد عيسى، "سيطرة الكتيبة 204 دبابات ومسلحين موالين لها على مقر الكتيبة"، واصفا إياها بأنها أخبار "غير صحيحة".
وعن تلك الصور المنتشرة على الإنترنت، قال عيسى إن "أفراد كتيبة 204 دبابات ومسلحين موالين لها استغلوا غفلة الثوار، ودخلوا من الباب الخلفي لكتيبة 17 فبراير، والتقطوا بعض الصور والفيديوهات وخرجوا على الفور".
وتابع عيسى: "أثناء ذلك، استطاع ثوار كتيبة 17 فبراير، إعطاب دبابتين ومدرعة (حاملة جند عسكرية) تابعه للكتيبة 204 دبابات".
فيما قال مسؤول طبي طلب عدم ذكر اسمه، إن "معارك منطقة قاريونس اليوم بين الثوار وكتائب الجيش، أوقعت خمسة قتلي في صفوف الجيش بينهم اثنين مدنيين، كانوا يقاتلون في صفوف الجيش استقبلهم مستشفي بنغازي الطبي".
واندلعت اشتباكات منطقة قاريونس بين الطرفين، الأربعاء قبل الماضي، وأوقعت عددا من القتلى في محاولة لكل طرف السيطرة علي الثكنة العسكرية التابعة للأخر، لا سيما وأن جميع الثكنات التابعة لتلك الأطراف متجاورة (بقصد كتيبة 17 فبراير والكتيبة 204 دبابات وكتيبة 21 صاعقة).
وكانت اشتباكات أخرى متقطعة ببنغازي بدأت الأربعاء قبل الماضي، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بالتزامن مع دعوات لتظاهرات مسلحة في بنغازي أطلق عليها "
انتفاضة 15 أكتوبر"، والتي أعلنت حكومة عبدالله الثني (الموالية للبرلمان في طبرق شرقي
ليبيا) دعمها لها، لكنها دعت المواطنين لالتزام السلمية.
ودعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر "الانتفاضة" مطلقا تحذيرات في تصريحات تلفزيونية بتطهير بنغازي ممن أسماهم "الجماعات المتطرفة"، فيما حذر مجلس شورى
ثوار بنغازي أنه سيتصدى لهذا الحراك بكل قوة.
كما أن عدة أحياء ببنغازي أهمها الليثي والماجوري وبوهديمة والمساكن وطريق المطار وقاريونس، شهدت خلال الأسبوع الماضي اشتباكات مسلحة أخرى بين مسلحين مدنيين تابعين لانتفاضة 15 أكتوبر، وبين جماعات تابعة لتنظيم أنصار الشريعة وأخرى محسوبة على الثوار.
وفي 16 أيار/ مايو الماضي، دشن حفتر عملية عسكرية تسمى "الكرامة" ضد كتائب الثوار وتنظيم أنصار الشريعة، متهما إياهم بأنهم من يقف وراء تردي الوضع الأمني في مدينة بنغازي، بينما اعتبرت أطراف حكومية، آنذاك، ذلك "انقلابا على الشرعية كونها عملية عسكرية انطلقت دون إذن من الدولة".
لكن بعد انتخاب مجلس النواب، في تموز/ يوليو الماضي، أبدى المجلس، الذي يعقد جلساته في منطقة طبرق، دعما للعملية التي يقودها حفتر، وصلت إلى حد وصف قواته بـ"الجيش النظامي".
ومن الصعوبة بمكان تحديد موقف الجيش الليبي الرسمي، في ظل صراع مسلح بين قوتين تنتميان لرئاسة أركانه، كل منهما مدعومة بحكومة وبرلمان، أحدهما تعمل من المركز (حكومة عمر الحاسي والمؤتمر الوطني العام، وهو البرلمان المؤقت السابق في طرابلس) وهما لا يحظيان باعتراف دولي، وثانية تعمل من الأطراف من طبرق في الشرق، و(حكومة عبد الله الثني ومجلس النواب في طبرق).