قال قيادي بارز في حركة "
حماس" إن "المنطقة ستنفجر من جديد" في حال تأخرت عملية إعادة إعمار قطاع
غزة.
وأضاف خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خلال مهرجان نظمته حركته، مساء اليوم الخميس، بمدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، لتكريم عائلات شهداء الحرب
الإسرائيلية على غزة، إن "الشعب الذي صنع الانتصار لا يمكن أن يقبل بالمساومة على عملية إعمار غزة بأي شيء في الدنيا".
ومضى الحية قائلا خلال المهرجان: "لا تؤخروا عملية إعمار غزة لحظة ولا تراهنوا على طول صبر الشعب الفلسطيني حتى لا تنفجر المنطقة من جديد وحتى لا يندم النادمون وتسقط كل الرهانات من جديد؛ فشعبنا في العراء والعائلات النازحة في المدارس والطرقات، وأهلنا لا يقبلون الضيم وهذه رسالتنا للحكومة الفلسطينية والرئيس محمود عباس وللأمم المتحدة وللصهاينة والأمريكان ولكل المنطقة".
وأكد أن الشعب الفلسطيني ومن خلفه "حماس" قادر على إرغام الجميع على البدء بالإعمار.
وقال إن "حماس" سحبت كل المبررات والذرائع التي تؤخر عملية إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية على غزة.
واعتبر أن "خيار المقاومة الفلسطينية المسلحة للاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن يتراجع أو يتضاءل".
وفي سياق آخر، قال الحية إن "المصالحة والوحدة الفلسطينية ضرورة ولكنها لا تعني أن نصمت على محاربة المقاومة وقمع المتظاهرين المنتفضين دفاعا عن المسجد الأقصى في مدن الضفة الغربية".
ودعا الفلسطينيين إلى مقاومة "الاحتلال الإسرائيلي بالعمليات الاستشهادية وكافة أنواع المقاومة" التي ترغمه على التراجع عن خطواته ضد المسجد الأقصى، محذرا من أن المساس بـ "الأقصى" "خطر أحمر" لا يمكن تجاوزه.
وكان المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة، الذي عقد في القاهرة الأحد الماضي، جمع مبلغ 5.4 مليار دولار نصفها خصص لإعمار غزة، فيما خصص الجزء المتبقي لتلبية احتياجات الفلسطينيين.
ودمّرت الحرب الإسرائيلية الأخيرة نحو 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.
وتمنع إسرائيل إدخال العديد من البضائع، وأهمها مواد البناء لغزة، منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية بداية عام 2006، حيث فرضت حصاراً مشدداً، وشددته عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة عام 2007.
وسمحت إسرائيل في الرابع من الشهر الجاري، بدخول الدفعة الأولى من مواد البناء (نحو 75 شاحنة) ، إلى قطاع غزة، عبر معبر كرم أبو سالم المنفذ التجاري الوحيد، بعد حظر دام سبع سنوات، وفقاً للاتفاق الثلاثي بين إسرائيل والسلطة، والأمم المتحدة، الخاص بتوريد مواد البناء، لإعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
ولم تسمح السلطات الإسرائيلية بعدها وحتى اليوم بإدخال أي دفعات أخرى من مواد البناء للقطاع.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، هدد بأن إسرائيل ستوقف جهود إعادة إعمار قطاع غزة إذا قامت حركة (حماس) بترميم أنفاقها الهجومية التي دمرها الجيش الإسرائيلي في الحرب الأخيرة التي شنها على القطاع في السابع من يوليو/ تموز الماضي.
وخلال اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في نيويورك الإثنين الماضي، قال يعالون إن "إسرائيل تحذر من قيام حماس بترميم أنفاقها الهجومية، وإذا فعلت فإن إسرائيل لن تسمح بإعمار غزة، كما أن إسرائيل لن تسمح أيضا لحماس بالتسلح من جديد"، وفقا للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي.