أعلن الرئيس الأمريكي، باراك
أوباما، أن بلاده لن ترسل قوات برية إلى
العراق، ولكنها ستواصل تقديم دعم جوي، في إشارة إلى الضربات الأمريكية الجوية، التي بدأت أمس الجمعة، لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق.
وخلال مؤتمر صحفي اليوم السبت بالبيت الأبيض حول تدخل القوات الأمريكية في العراق، قال أوباما: "ليس هناك حلا عسكريا أمريكيا في العراق، لكن حلا عراقيا تدعمه الولايات المتحدة في ظل حكومة شرعية".
وأضاف أن الضربات التي وجهتها المقاتلات الأمريكية على مدار أمس واليوم لمواقع يسيطر عليها مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" نجت في تدمير أسلحة ومعدات تابعة للتنظيم.
ومضى قائلا إن بلاده تسعى حاليا إلى التنسيق مع حلفائها في بريطانيا وفرنسا وغيرهم لتوفير ممرات آمنة للنازحين في جبل سنجار شمالي العراق، من أجل نجدة الآلاف من العراقيين الذين لجأوا إلى هناك هربا من قوات تنظيم "الدولة الإسلامية".
وردا على سؤال بشأن تجربة التدخل الأمريكي في أفغانستان ضد تنظيم القاعدة ومدى إمكانية تطبيقها في العراق، أجاب الرئيس الأمريكي: "لن نرسل قوات برية إلى العراق، وسنستمر في تقديم الدعم جوا؛ لأننا تعلمنا من تجارب الماضي".
وخلال حديثه أكد أوباما عدة مرات على ضرورة تشكيل حكومة عراقية، خاصة بعد انتخاب برلمان ورئيس جمهورية جديدين، يمكن العراق من حل أزمتها.
ودعا الحكومة العراقية المرتقبة إلى الدفع باتجاه أن يرفض
السنة أنفسهم تقدم قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، معتبرا أن هذا لن يتم "إلا بتشكيل حكومة لا يشعر معها الأغلبية السنية بالتهميش وعدم الرضا".
وردا على انتقادات بأن خروج القوات الأمريكية من العراق عام 2011 هو ما أدى إلى سيطرة تنظيمات مسلحة على البلاد، قال أوباما إن بلاده تركت العراق لحكومة منتخبة، خاصة أن "غالبية العراقيين لم يرغبوا ببقاء القوات الأمريكية في بلادهم".
وكانت قوات غربية، بقيادة الولايات المتحدة، غزت العراق في مارس/ آذار 2003، وأنهت حكم الرئيس آنذاك، صدام حسين، بدعوى امتلاكه أسلحة دمار شامل وارتباطه بعلاقات مع تنظيم القاعدة؛ ما تسبب في سقوط قتلى يتراوح عددهم بين مئات الآلاف وأكثر من مليون، بحسب تقديرات منظمات حقوقية عراقية وغربية.
ووجه الرئيس الأمريكي انتقادا للحكومة العراقية، خاصة خلال السنوات الأخيرة، قائلا عن هذه الحكومة (التي يتولاها رئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته نوري المالكي) إنها لو قامت بدمج السنة وعدم تهميش قبائلهم واستهداف قادتهم لما احتاج أحد للحديث عن بقاء قوات أمريكية في العراق.
ومنذ حوالي الشهرين، تسيطر جماعات سنية، يتصدرها تنظيم "الدولة الإسلامية"، على مناطق واسعة في محافظات بشمال وغرب العراق، فيما تقاتل قوات الحكومة المركزية وقوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) لاستعادة تلك المناطق.
ويصف المالكي هذه الجماعات بـ"الإرهابية"، فيما تقول شخصيات سنية إن ما يحدث هو "ثورة عشائرية سنية ضد ظلم وطائفية حكومة المالكي الشيعية".