حذر الكاتب البريطاني
روجر بويز من خطر
التحالف النووي الروسي
الصيني على المصالح الغربية.
وقال بويز في مقالته لصحيفة التايمز، الأربعاء، إن "كلا الدولتين تسخر من الغرب وبدون خوف، ونحن بحاجة لاستراتيجية دفاع جديدة وفي أسرع وقت ممكن".
ويأتي مقال بويز في وقت شدد فيه الغرب والولايات المتحدة العقوبات على نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية الأزمة الأوكرانية وضم شبه جزيرة القرم.
وبرر الكاتب ما ذهب إليه من تحذيرات بأنّ "وجه الحاجة لهذه السياسة نابع من النشاطات العسكرية التي تقوم بها
روسيا، والتي تقوم بفحص صواريخ من نوع أر- 500"، وهو ما اعتبره الكاتب خرقا للمعاهدة الدولية رغم أن هذه النشاطات لا تثير انتباه الكثيرين.
وأشار إلى المعاهدة التي وقّعها الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان وآخر رئيس للإتحاد السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف عام 1987 للتحكم في السلاح، وساعدت في انهيار الستار الحديدي. وتم من خلال المعاهدة التخلص من أجيال عدة من الصواريخ النووية المتوسطة، وتم تدمير 2.600 صاروخ نووي ومنها صواريخ ذات رؤوس متعددة مثل أس أس20 وصواريخ بيرشينغز الأمريكية وغيرها، وفقا لبويز.
ونوه الكاتب إلى أنّ الأمريكيين يتهمون روسيا بممارسة "الغش" وخرق المعاهدة.
وانتقد الكاتب سياسة الغرب تجاه روسيا، التي تفترض أن بوتين لاعب قمار أو شخص مسكون بالخوف، وأنه لن يعمر طويلا في السلطة وسيتعامل الغرب مع شخص آخر في الكرملين.
واستدرك بالقول "لكن عملية فحص الصواريخ الممنوعة تقترح أمرا آخر، فبوتين يحظى بدعم من الآلة العسكرية التي تملك القدرات المالية مما يجبر أي زعيم للكرملين في المستقبل للتعاون مع الجنرالات".
وأضاف "إذا كانت سياسة الغرب تقوم على ردع ومحاولة منع النزعة التوسعية الروسية من خلال عزل الدائرة المحيطة ببوتين، إلا أن فحص صواريخ كروز يقترح أن هذه السياسة صارت بحاجة لإعادة تفكير".
وأشار إلى أن "العقوبات الاقتصادية غيرت من تصرفات بوتين ولكن ليس بالطريقة التي نريدها، خاصة أن مؤسسة الدفاع الروسية بدأت برنامج لاستبدال الترسانة العسكرية، وهذا بسبب 720 مليار دولار أمريكي من عائدات النفط والتي خصص جزء كبير منها للتحديث حتى عام 2020 وإعادة ضبط المسار العسكري".
وأضاف الكاتب "ووسط هذه الجهود ظهرت الصين التي أصبحت زبونا للغاز الروسي، وبدت للجنرالات الروس كحليف محتمل يمكن الاعتماد عليه، خاصة أن روسيا والصين تشعران بأنها صارتا هدفا للسياسة الأمريكية القائمة على "الاحتواء الاستراتيجي"، وكلا الدولتين غاضبتان من التدخل الغربي في المناطق التي تعتبر ساحات خلفية لها، متمثلا في أوكرانيا بالنسبة لروسيا، وبحر الصين الشرقي بالنسبة للصين".
وقال إن "صواريخ كروز لم تصمم كي تكون للعرض مثل بيضة النعامة المزخرفة؛ بل هي جزء من استراتيجية حرب وترسانة فاعلة. وظهرت، على الأقل في أوروبا، أثناء الحرب الباردة كجزء من توازن القوى ويبدو أنها ستلعب نفس الدور القديم".
وأشار إلى أنّ النقطة المهمة هنا بالنسبة لحلف الناتو، والذي يحاول تعزيز قدرات أعضائه من دول أوروبا الشرقية، هي أن روسيا لم تعد ملتزمة بالشروط؛ مما يجعل من تعهدات الرئيس باراك أوباما بحماية حلفائه لا قيمة لها.
ونبه إلى أنّ "نفس الأمر يحدث في الصين التي طورت صاروخ "دونغ فينغ-21" والذي يعني "الريح الشرقية"، فبيجين ترى أنها لم تعد ملتزمة بمعاهدة 1987، وهدفها من تصنيع الصواريخ أقل غموضا من الأسلحة الروسية. فهي تريد مواجهة أمريكا وظهرت القوات الروسية في صحراء غوبي العام الماضي وهي تقوم بتدريبات عسكرية وتستهدف ظل حاملة طائرات أمريكية، والهدف من هذه التدريبات هو إبقاء البوارج الحربية الأمريكية بعيدة عن السواحل الصينية ومنعها من الإقتراب من بحر الصين الشرقي".
ونوه إلى أنّ الصين مثل جنرالات روسيا ترى أن الرئيس أوباما سيتراجع بدلا من استخدام القوة.
وقال الكاتب إن فشل الردع وعدم فعالية الضمانات الأمنية تدعو الغرب كي يطور سياسة في المناطق الخلفية لكل من الصين وروسيا؛ عن طريق دعم حكومة كييف لتدريب وتطوير جيش قوي وقادر على إغلاق الحدود مع روسيا، ومساعدة اليابانيين القلقين من الرد الغربي الفاتر على ضم روسيا للقرم والتحدي العسكري الصيني، فيما يتعلق بمصير الجزر المتنازع عليها بين البلدين.
وذهب الكاتب إلى الاعتقاد بأنه يجب استهداف الجنرالات الروس والصينيين الذي أصبحوا أعداء محتملين للغرب، مستدركا أنّه "من الغرابة أن يتم التعامل معهم بطريقة غير هذه".