قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "هذه الأيام حتى المدرسة في
غزة -التي من الواضح أنها ملجأ تديره الأمم المتحدة- لا يمكنها حماية الفلسطينيين في غزة من الهجمات القاتلة. فهذه المدرسة الواقعة في بلدة بيت حانون، شمالي غزة، ضربت عدة مرات الخميس، حيث اجتمع الناس الذين اتخذوها ملجأ في الساحة، وكانوا يحضرون للهرب. وقتل 16 شخصا منهم على الأقل، ما يرفع عدد القتلى في 17 يوما من الحرب إلى 750 شخصا، الغالبية العظمى منهم من المدنيين".
وتشير الصحيفة إلى الاتهامات المتبادلة حول من قام بالهجوم إسرائيل، أم "
حماس" أو أحد حلفاء "حماس"، وهذا يقتضي وقتا لتحديد الجهة التي قامت بالعمل، "ولكن ما يهم الآن هو التوصل لطريقة لوقف المذبحة"، بحسب الصحيفة.
وتابعت بأن الحرب تقوم "بإرهاب المدنيين الأبرياء على طرفي النزاع، حيث تتفاقم الكراهية، وتخلق شهية كبيرة للانتقام، وتؤكد أن دوامة العنف ستتكرر مرة أخرى، إن لم تكن حالا، ولكنها بالتأكيد في نقطة ما في المستقبل".
وتدعو الصحيفة للعمل من أجل التوصل إلى وقف فوري ومباشر لإطلاق النار، واستراتيجية سياسية تمنح الأمل ومستقبلا مستقرا لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، وفق الصحيفة.
وفي الوقت الذي تشير فيه الصحيفة إلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين قالوا إنهم اتخذوا كل الإجراءات حتى لا يتسببوا بالضرر للمدنيين، ما يقترح على حد قول الصحيفة التي خصصت افتتاحية لهذا الشأن، أن حماس قد تكون استهدفت المدرسة في بيت حانون.
وتمضي الصحيفة بالقول: "بالتأكيد فلدى الإسرائيليين سبب للقيام بعملية عسكرية قوية ضد وابل من الصواريخ التي انطلقت ضد أراضيبها وتدمير
أنفاق حماس، ولكن يجب أن لا يقف أي شخص موقف المتفرج أمام الحقيقة الواضحة، وهي أن المدنيين هم من يدفعون ثمنا الحرب، لا يمكن التسامح معه لأنهم وجدوا أنفسهم في وسط الحرب".
وبحذر تساءلت الصحيفة حتى لا تغضب اللوبي المؤيد لإسرائيل في أمريكا "من العدل التساؤل إن كانت إسرائيل تقوم بعمل ما يكفي لمنع حدوث هذا. فبحسب المسؤولين في الأمم المتحدة في نيويورك فهناك على الأقل 70 مدرسة ومستشفى تابعا للأمم المتحدة دمرت في غزة، مع أنها معروفة ومحددة".
وانتقدت الصحيفة قرار مفوضية حقوق الإنسان فتح تحقيق في انتهاكات لحقوق الإنسان "في نفس الوقت لم تعزز الأمم المتحدة من مصداقيتها وتأثيرها عندما قام مجلس حقوق الانسان بالتركيز بشكل كامل على إسرائيل في قرار صدر الأربعاء الماضي لفتح تحقيق في إمكانية حقوق انتهاكات لحقوق الإنسان في غزة".
وتقول إن "حماس تستحق النظر والتدقيق، وكذلك الشحب القوي، لأنها قامت بتخزين ونصب منصات إطلاق الصواريخ في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، وهي تعرف بشكل كامل أن الإسرائيليين سيطلقون النار على المناطق التي يسكن فيها المدنيون".
واتهمت الصحيفة "حماس" بالتقصير لأنها لم تبن كما فعلت إسرائيل ملاجئ للسكان.
وضربت الصحيفة على وتر
الصحافة الإسرائيلية التي تقول إن قادة "حماس" يعيشون في المنفى بمأمن من الغارات خلافا لشعبهم، وخصت هنا بالذكر رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل.
وتحدثت الصحيفة عن مواقف أهل الضفة التي ترى في "حماس" حركة مقاومة، ويدعمونها، فيما انتقدوا محمود
عباس على تردده وفشله في تحقيق دولة فلسطينية.
وتقول إن مصالح إسرائيل ستتضرر لو تم تهميش "حماس"، فيما تم تقوية المتشددين.
ومن هنا ترى أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن تتم صياغته لتعزيز ومساعدة عباس.