السابح بين صفحات الفيس بوك الفلسطينية الخاص منها والعام يجدها زاخرة بالتضامن مع قطاع
غزة ضد العدوان الإسرائيلي، من خلال الصور والفيديو والكلمات والنقاشات، وبعيدا عن العالم الافتراضي هناك مسيرات واحتجاجات محدودة، جعلت بعض "الفيسبوكيين" أنفسهم يسخروا من هذا التناقض، مطلقين كلمة "الشقيقة" على غزة في دلالة على الفجوة ما بين ما يحدث في القطاع ونسبة التفاعل في
الضفة.
وهذا ما دفع الناشط ضد الاستيطان وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب خالد منصور، يطالب بتكثيف الوقفات والفعاليات التضامنية في الضفة الغربية مع قطاع غزة في وجه العدوان الإسرائيلي؛ في حديث لـ"عربي21".
ودعا القيادة الفلسطينية إلى اتخاذ ما أسماها "خطوات أقوى والتنديد بجرائم المحتل، ووقف التنسيق الأمني مع الإسرائيليين فوراً، والتوجه لمعاهدة لاهاي لمحاكمة الاحتلال على جرائمه بحق الإنسانية، من اجل العمل على إنهاء استباحة الدم الفلسطيني".
أما النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح جمال الطيراوي، فأكد على أن "هناك أهمية لوحدة الموقف في مواجهة العدوان الهمجي على غزة هاشم، وهذه الوحدة الميدانية تجسدت بأبهى صورها الفلسطينية، فتلاحمت كل السواعد للدفاع عن كرامة الشعب الفلسطيني والدفاع عن دماء أبنائه، وهذه الوحدة الوطنية التي تجلت في قطاع غزة آملا في أن تتجسد هذه الوحدة الحقيقية بين أبناء شعبنا".
وأضاف لـ"عربي21": "على القيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس المصري بالتدخل العاجل لفعل ما يمكنه للضغط دوليا وإقليميا لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني وخاصة في غزه، والرئيس مطالب بالتحرك العاجل والسريع والتوجه إلى المؤسسات الدولية للبدء بمحاكمة إسرائيل على جرائمها التي مورست وتمارس بحق شعبنا".
بدوره قال رئيس لجان الإغاثة الطبية في نابلس غسان حمدان لـ"عربي21"، إن الشعب الفلسطيني موحد هذه المرة في ظل التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزه وارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى؛ مبينا أن "الواجب يقتضي أن نقف مع أهلنا في القطاع في هذه الحرب العشوائية التي تستهدف المدنيين الأبرياء؛ قطاع غزة يتعرض للذبح رغم أن هناك مقاومة وهذه المقاومة تدافع عن كل الشعب الفلسطيني، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليتهم تجاه الاحتلال البغيض ونأمل من كافة المواطنين المشاركة في وقفات تضامنية".
داعيا السلطة الفلسطينية الإسراع في تشكيل قيادة وطنية موحدة ميدانية من أجل أن تقود حركة الشارع في مواجهة العدوان.
ما يحدث في قطاع غزة من عدوان لليوم الثامن على التوالي، وارتفاع حصيلة العدوان إلى 194 شهيدا و1400 جريحا؛ يدفع الفلسطينيين في الضفة والداخل والشتات إلى تكثيف متابعتهم لما يجري في القطاع عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهذا ما يتجلى بوضوح عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وحوار المواطنين فيما بينهم.
وهذا ما عبرت عنه الطالبة وفاء المالكي لـ"عربي21": "نحن نتابع العدوان على غزة لحظة بلحظة، لكن الغريب بالموضوع هو عدم تأثر الضفة بما يحدث في قطاع غزة، ولغاية البارحة كان القصف على مواقع مدنية لا ذنب لها، مع عدم اعتراف إسرائيل بان ما يجري حرب علنية والعرب في غفلة، وشعوري هو الضعف الذي يبدو فيه العرب، ونحن كأفراد لا نملك سوى الدعاء".
أما الصحفي أدهم خروبي والذي ترجع أصوله إلى قطاع غزة، فقال لـ"عربي21": "أتابع مع الأهل ما يجري من عدوان على القطاع، حيث أن أعمامي وأخوالي جميعهم يقيمون في قطاع غزة، فإننا نعيش في توتر وقلق طيلة ساعات الزمن، وبات يرعبنا كل اتصال خشية الفاجعة ويقلقنا كل خبر عاجل عبر الوكالات أو الفضائيات خشية علي الأهل، وكل القطاع أهلنا".
وأضاف، إن "ما يجري حرب علي الإنسانية والإنسان في قطاع غزة، وما قتل الأطفال وقصف المساجد والمدارس سوى دليل واضح أن الاحتلال يحارب غزة بكل مكوناتها وكأنها بعبع بات يرعبهم وهو ما يترجمه حديث قادتهم سابقا بأنهم يحلمون أن يستيقظوا وقد بلغ البحر القطاع".
مواجهات وإصابات
وتشهد الضفة الغربية فعاليات متنوعة تضامنية مع القطاع، فقد شارك مئات المواطنين في مدينتي الخليل ونابلس، وبلدة يعبد بجنين، الليلة، في مسيرات تضامنية.
ففي نابلس، شارك العشرات من أهالي وفعاليات محافظة نابلس في مسيرة شموع صامتة، تضامنا مع قطاع غزة ورفضا للعدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له القطاع.
وفي جنين، طالب مشاركون في مسيرة ووقفة تضامن في بلدة يعبد جنوب غرب جنين، كافة أحرار ودول العالم بالتحرك من أجل وقف العدوان الإسرائيلي.
وفي الخليل، أكد مشاركون في مسيرات، انطلقت الليلة، بالمحافظة، أهمية اللحمة الوطنية في التصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة.
واندلعت خلال الأيام الماضية مواجهات عدة بين الشبان الغاضبين وقوات الاحتلال على نقاط التماس كان ابرزها في رام الله والبيرة وبيت لحم والخليل والقدس.
فأمس الاثنين، أصيب 10 مواطنين بالرصاص الحي في المواجهات التي اندلعت مع جنود الاحتلال ببلدتي حلحول وبيت أمر ومدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية عقب صلاة التراويح تضامنا مع غزة.
وفي وقت سابق من صباح الاثنين، استشهد الشاب منير أحمد حمدان البدارين (21عاما) خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة السموع جنوب مدينة الخليل.
وقال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل راتب الجبور في بيان له، إن قوات الاحتلال منعت إسعاف البدارين عقب إصابته وتركته ينزف لمدة 40 دقيقة تقريبا.
كما اندلعت صباح الاثنين مواجهات عنيفة في بلدة سلواد شرق مدينة رام الله، عقب قيام مستوطنين بإطلاق النار على عمال وشبان فلسطينيين على المدخل العربي للبلدة.