قالت صحيفة يديعوت الإسرائيلية، الإثنين، في مقالها الافتتاحي إنّ
الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام لا يرغبون في الانتحار؛ بل إن كل ما يطمحون إليه هو صرف الانتباه لقضيتهم العادلة.
ونقل الصحفي الإسرائيلي ناحوم برنياع، عن طبيبة في أحد المستشفيات الإسرائيلية، تعالج مجموعة من المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام، قولها: "جاءوا إلينا في اليوم الخامس والثلاثين من إضرابهم عن الطعام وهم عندنا منذ ثلاثة أسابيع. وفكرت في البداية في أنه ما الداعي إلى علاج أناس أصحاء".
واستدركت بالقول "إن الأمر ليس بتلك البساطة لأنه قد تحدث كارثة".
وأضافت الطبيبة "شعرت بأنني أمسك بسلام الشرق الأوسط بين أصابعي، ولا يوجهني أحد إلى ما أفعله لا وزارة الصحة ولا الحكومة".
ووصفت حال المضربين عن الطعام بقولها "هذا
إضراب عن الطعام عجيب، فهم يوافقون على شرب الماء وابتلاع السكر والملح والفيتامينات. وليست عندهم رغبة في الانتحار فهم لا يريدونه".
وأضافت "قلت للمضربين إن من لا يريد أن يأكل يستطيع الحصول على الوجبة نفسها بحقنة. ويُفضل أن يكون ذلك من الفم بالطبع لكن القرار لهم".
ونوهت "نحن نعطيهم الماء والأملاح والفيتامين (الفيتامين ب1، وهو الفيتامين الذي كان ناقصا من حليب رميديا). وهم يوافقون على الحصول على كل ما أعطيهم إياه، ومع ذلك قد يتغير كل ذلك في كل لحظة. قال لي أحدهم: لو عرفت زوجتي بأنني آكل الطعام لاعتقدت أنني لست رجلا. وهدد آخر بالكف عن شرب الماء اذا لم يُمكنوه من لقاء رجل إعلام".
وأبدت استغرابها من بعض الأطباء الذين يقولون "هؤلاء إرهابيون فليموتوا".
وبينت لهم أن "هؤلاء معتقلون إداريون فهم لم يحاكموا ولم يحكم عليهم. وطلبهم أن يحاكموا. وأنا أعلم أن ذلك غير سهل و"الشباك" يزعم أنه لا يستطيع أن يعرض مصادره للخطر، لكن عمل القاضي الذي يُطيل مرة بعد أخرى مدة اعتقالهم دون محاكمة صعب جدا".
وأبدت الطبيبة انزعاجها الشديد من قانون التغذية بالقوة، مؤكدة أنه لن يؤدي الغرض الذي سيفرض من أجله.
وعلقت على القانون بقولها "إذا أُجيز فسيضاف إلى قوانين أخرى أجيزت لغرض ما بضغط عناوين صحفية ولم تُفد شيئا في الشأن الذي من أجله نشأت وجلبت العار على التشريع في دولة إسرائيل".
وختمت بالقول "بخصوص المضربين عن الطعام تقول مصلحة السجون إن 200 من 300 عادوا في نهاية الأسبوع إلى تناول الطعام، وبقي في المستشفيات نحو من 70 مضربا عن الطعام وربما أقل من ذلك. وإذا كانت الطبيبة التي تعالجهم صادقة فإنهم لا يريدون الموت بل يريدون انتباها".