مع ظهور
أسماء الأسد، عقيلة الرئيس السوري بشار الأسد في يوم الانتخابات، حيث قامت بالإدلاء بصوتها في انتخابات وصفتها المعارضة بأنها
انتخابات الدم، عاد الحديث عن والدها طبيب القلب المعروف، والذي يعيش مع والدتها في غرب لندن منذ عقود.
ونقلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" عن سكان حي أكتون قولهم إنهم لا يريدون رؤيته. وقال أحدهم واسمه محمد يعيش في نفس الحي: "انظر لكل هذه الصحون الفضائية التي وضعها حتى يتابع الأخبار من سوريا". وقد جلبت مصاهرة
الأخرس للأسد عليه غضبا من السكان وتعرض بيته للهجوم وهشم زجاجه.
ورغم أن معظم السوريين في
بريطانيا ينظرون نظرة غضب للأخرس بسبب ما كشف من رسائل إلكترونية متبادلة بينه وبين الأسد مع بداية الانتفاضة عام ،2011 وقدم له فيها نصائح حول الكيفية التي يتعامل فيها مع النقد الدولي لنظامه، إلا أنه لا يوجد إجماع بين السوريين حول الموقف منه.
ويقول أنس العبدة وهو صحافي سوري يعيش بنفس الشارع الذي يقع فيه بيت الأخرس: "هناك الكثير من السوريين ممن يقفون مع النظام"، أي بين سوريي بريطانيا.
ويشير التقرير إلى التكهنات التي راجت مع بداية الانتفاضة عن إمكانية تحول أسماء ووالدها فواز لعنصر مؤثر على الأسد يوجهه نحو الاعتدال، ولكن الرسائل الإلكترونية أظهرت أن كليهما داعم للنظام رغم الأساليب الوحشية التي يستخدمها لقمع المعارضة.
ويقول العبدة الذي يترأس حركة التنمية والعدالة، الداعية للديمقراطية، إن الولاءات السياسية والأيديولوجية التي تقسم السوريين في سوريا تؤثر على السوريين في الخارج، فمعظم السنة يدعمون المعارضة، أما غير السنة فيقفون مع النظام لخشيتهم من صعود تأثير الإسلاميين في داخل أوساط المعارضة.
ولاحظت الصحيفة أنه نفسه رفض انتقاد الأخرس، فقال: "هو طبيب يعيش هنا منذ عدة سنوات وبعيد عن التباهي، واسمه في قائمة الشر ليس في المرتبة الأولى". ويضيف أنه عندما كشف عن دعم الأخرس للنظام عام 2012 عبر الكثير من السوريين عن غضبهم.
وكان الأخرس المولود في مدينة حمص قد غادرها عام 1973، في وقت كان يهرب فيه الكثيرون من السوريين من ديكتاتورية حافظ الأسد، وقد عبر السوريون في المنفى عن الأمل في تغير الحال بعد تولي ابنه بشار السلطة. والتقى فواز بزوجته سحر العطري التي كانت تعمل في السفارة وواصل دراساته الطبية، حيث ولدت ابنته أسماء عام 1975 ودرست في لندن وكانت تعرف بين صديقاتها باسم "إيما"، وعملت بعد تخرجها من الجامعة في بريطانيا، قبل زواجها من بشار.
وحتى بعد تصاعد الأزمة في سوريا، تساءل عدد من المراقبين عن موقف الأخرس الذي يعرف بالهدوء من بشار الذي قام بقصف مدينته التي ولد فيها.
وفي عام ،2012 كشفت صحيفة "الغارديان" عن سلسلة من الرسائل الإلكترونية بين الأخرس والأسد. وبحسب كريس دويل، مدير جمعية التفاهم البريطاني – العربي (كابو)، فإنه "حتى تلك اللحظة لم يكن واضحا فيها أين يقف كل من فواز وأسماء"، وأضاف: "سئلت بشكل دائم: هل غادرت أسماء سوريا؟". وتابع دويل: "لقد أكدت الرسائل أنهما طبعا لونهما على الراية وآمنا بالقمع، وأظهرا أنهما راضيان عن القمع".
ويقترح أن مصالح الأخرس- وعائلته وابنته- مرتبطة بالنظام الذي إن سقط فلن يكون قادرا على العودة لسوريا.
وفي الوقت الحالي، يعيش الأخرس حياة بعيدة عن الأضواء ولا يرد على المكالمات الهاتفية أو يقبل المقابلات الصحافية. وأكدت المسؤولة في عيادته أنه في لندن ويعمل فيها. ومع ذلك، فهو لا يرى إلا في النادر حيث يراه سكان الحي وهو يدخل سيارته في طريقه للعمل أو حينما يعود للمنزل. ولم تعد المنظمة التي ساعد على إنشائها وهي الجمعية البريطانية – السورية فاعلة، ولم يظهر على موقعها أخبار منذ عام 2010.