أكد المرشح الرئاسي عبدالفتاح
السيسي وزير الدفاع السابق (قائد الانقلاب) أنه لن يتردد في زيارة إثيوبيا لحل الأزمة معها حول
سد النهضة، إذ وجد أن في ذلك مصلحة
مصر.
وردا على سؤال حول رؤيته للإدارة السليمة للأزمة مع إثيوبيا حول سد النهضة، قال السيسي: "رؤيتى -كمواطن- أن الحوار والتفاهم حول المصالح المشتركة هو السبيل المهم كمخرج من الأزمة، وهذا أفضل من الدخول فى خصومة أو عداء مع أحد، ومن ثم يجب إيجاد وسيلة تحقق المصالح المصرية - الإثيوبية المشتركة".
وأضاف: "شخصيا أنا مستعد لأن أقوم بأى عمل من أجل مصلحة مصر، وأي تحرك أراه في مصلحة مصر سأفعله، ولو وجدت أن في مصلحة مصر أن أذهب لزيارة إثيوبيا فسأفعل، ولن أتردد في القيام بأي تحرك من أجل بلدي وحقوقها المائية فهذه مسألة حياة أو موت"، على حد تعبيره.
وجاءت تصريحات السيسي في الجزء الثاني من حواره مع جريدتي الأهرام والأخبار المنشور بالصحيفتين المصريتين السبت.
استياء بين المراقبين
وجذب التصريح انتباه المراقبين، ونقلته صحف ووسائل إعلام، وأثار انتقادات من قبل ناشطين على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" كونه لم يقدم رؤية متكاملة من قبل المرشح الرئاسي لهذه المشكلة، بل وخفض سقف التعامل المستقبلي بشأن الأزمة، حيث عاد بالكرة في الملعب المصري، وقصر حلولها على جانب عاطفي، برغم أنها تهدد المصريين بالعطش والجفاف، نتيجة حرمانهم من نسبة كبيرة من مياه نهر النيل.
وكان السيسي قال في الجزء الثاني من مقابلته مع قناة "سكاي نيوز عربية" الأسبوع الماضي- إن سد النهضة يحتاج إلى المزيد من الدراسة الفنية لضمان نجاح المشروع دون المساس بأمن مصر القومي والمائي.
وأضاف أنه "مهم جدا أن يتفهم الأشقاء في إثيوبيا أن المياه في مصر مسألة حياة أو موت".
وكان الإعلامي عمرو أديب، نسب إلى السيسي أنه قال في لقاء أخير له مع أحد الوفود: "إن تأثير السد علينا في المدة اللي هيعبوا فيها المياه، كل ما قصرت كل ما إحنا اتبهدلنا، يبقى في حل فعلاُ نقولهم يعبوا البحيرة على مدة أطول فمتأثرش علينا".
وعلق أديب على هذا الكلام -خلال برنامجه "القاهرة اليوم"، على قناة "اليوم"، الثلاثاء، بالقول: "الله.. ده في حل أهوه.. ياعيني يا عمي.. يا عيني يا سيدي"!
وتتعارض تصريحات السيسي، وهو مرشح رئاسي، مع ما سبق أن صرح به، وهو وزير للدفاع أمام الرئيس الدكتور محمد مرسي، إذ أكد لمرسي وقتها قدرة القوات المسلحة وكافة المؤسسات السيادية، مثل المخابرات العامة، وبالتنسيق معها، على الضغط على إثيوبيا، مؤكدا تمسك مصر بحقها، وأن كافة الخيارات مفتوحة، لكن مصر تضع الحلول الدبلوماسية أولاً، ثم أي حلول أخرى تحفظ حقها.
الجيش الإثيوبي يهدد
وكانت وكالة أنباء الأناضول نقلت السبت عن ساموار يونس، رئيس الأركان في قوات الدفاع الوطنية الإثيوبية، قوله إن قوات بلاده تملك الآن القدرة الكافية للدفاع عن الوطن من أية جهة خارجية أو داخلية، والحفاظ على سد النهضة، حسبما قال.
وفي تصريحات بثتها وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية -بحسب الأناضول- أضاف أنه
"إذا ما حدثت مواجهة ستكون العملية قصيرة ورادعة، وقواتنا الآن لديها القدرة الكافية للدفاع عن الوطن في مواجهة أي جهة خارجية أو داخلية، والحفاظ على سد النهضة".
وفي المقابل، قلل مسؤول مصري من هذه التصريحات بقوله: "ليس لها أي همية بالنسبة لمصر خاصة أننا نعلم جيدا قدرات الجيش الإثيوبي"، مشيرا إلى أنه يفضل في مثل هذه الحالات الصمت، وعدم التعليق الدبلوماسي، لاسيما أن مصر أعلنت أكثر من مرة أنها لا تفكر في العمل العسكري، وأن التفاوض والحل السياسي هو الأنسب".
وكان أحمد المسلمانى مستشار الرئيس المصري المؤقت لشئون الإعلام، أكد -خلال حواره لبرنامج الحياة المذاع على قناة الحياة قبل أيام- ضرورة فرض حظر النشر فى أزمة سد النهضة، وكذلك ضرورة التعاون مع "أديس أبابا" لحل أزمة بناء السد، مضيفاً: "لا يمكن خوض حرب ضد إثيوبيا، ولا نستطيع الاستغناء عن مياه النيل".