قال البروفيسور
الإسرائيلي إيال زيسر أن لا أحد في
سوريا يريد التصعيد العسكري ومواجهة إسرائيل لكن الحدود السورية لم تعد أهدأ حدود لإسرائيل كما كانت طوال أربعين سنة.
ويضيف أنه وبعد ثلاث سنوات نجحت إسرائيل خلالها في إبعاد نفسها عن أي تدخل في الحرب في سوريا، سجلت الأسبوع الماضي سلسلة حوادث كانت ذروتها تفجير عبوة ناسفة في دورية للجيش الإسرائيلي، وهجوم سلاح الجو الإسرائيلي على مقرات قيادة ومعسكرات للجيش السوري في الجانب الآخر من الحدود، في حادثة هي الأخطر في الأربعين سنة الأخيرة.
ويؤكد زيسر، وهو خبير في الشؤون السورية، في مقاله المنشور في صحيفة "إسرائيل اليوم"، الخميس أن "النظام السوري ينزف لكنه مع ذلك ما زال يقف على قدميه بعيدا عن الانهيار والتداعي، كما أن المتمردين المنتشرين كالجراد في أنحاء سوريا كلها فشلوا في توحيد صفوفهم وهزيمة عدوهم".
ويتابع: "ليست إسرائيل في مقدمة اهتمامات الأطراف المتحاربة في سوريا، فالنظام مشغول بمعركة البقاء، وليس عنده أي اهتمام بأن يُدفع إلى مواجهة عسكرية وجها لوجه مع إسرائيل قد تفضي إلى انهياره".
كما يدرك حزب الله – بحسب زيسر - "أخطار الانجرار إلى حرب مع إسرائيل قد لا تضر فقط بممتلكاته في لبنان وحسب، بل أيضا باحتمال الانتصار مع بشار
الأسد في المعركة على سوريا أيضا، أما الجماعات المسلحة فهي غارقة في حربها مع الأسد".
وتكمن المشكلة بحسب الكاتب في أن النظام السوري لم يعد يسيطر على منطقة الحدود مع إسرائيل، وأصبحت الوقائع على الحدود غير ممتنعة في واقع الفوضى والاضطراب الذي أخذ ينشأ. ولا يريد النظام السوري ولا يريد حلفاؤه من حزب الله خاصة أن تُترك إجراءات إسرائيل – هجماتها في داخل الأرض السورية واللبنانية – دون أي رد. بل إنهم يعتقدون أن واقع الفوضى على طول الحدود يفتح لهم نافذة فرص لم تكن موجودة في الماضي لوخز إسرائيل على أمل التمكن من احتواء الوقائع على طول الحدود ومنع اشتعال عام.
وختم زيسر بأن الوضع في سوريا قد يُغرى الجماعات الإسلامية التي ينتمي عدد منها إلى
القاعدة، لتسخين الحدود مع إسرائيل كي تجرها إلى مواجهة عسكرية مع النظام السوري، ولتحظى أيضا بشرعية بين فريق من مؤيديها يؤمنون بأن من المهم عدم ترك العدو الإسرائيلي حتى في خلال الجهاد ضد "النظام العلوي الكافر" الذي يحكم دمشق.