دعا "مركز أبحاث الأمن القومي
الإسرائيلي" إلى توظيف التقاء المصالح التاريخي بين تل أبيب وما أسماه دول "
معسكر الاعتدال" في العالم العربي من أجل تحقيق
تسوية سياسية للصراع مع الفلسطينيين تخدم المصالح "الإسرائيلية".
وفي ورقة صادرة عن المركز، ونشرها موقعه على الإنترنت مساء الأحد، قال فيها إنّه يتوجب على معسكر "الاعتدال" في العالم العربي أن يعي أن العرب لعبوا الدور الرئيس في تفجير القضية الفلسطينية وأنهم بالتالي يتوجب عليهم تحمل المسؤولية في حلها.
واعتبرت الورقة التي أعدها كوبي ميكال الظروف الحالية "مواتية" للطلب من كل من السعودية ودول الخليج ومصر والأردن للعب دور مركزي في تسوية الصراع مع الفلسطينيين بما يخدم المصالح "الإسرائيلية".
وأضافت الورقة: "الدول العربية المعتدلة تواجه أزمات كبيرة مثل تداعيات الربيع العربي وتعاظم الإرهاب الإسلامي، والصدع السني الشيعي، وتعاظم قوة إيران، إلى جانب ضعف الولايات المتحدة، مما يزيد من مساحة القواسم المشتركة بين هذه الدول وإسرائيل، وهو ما يشكل فرصة مناسبة لصناع القرار في تل أبيب لمحاولة تمرير مطالب إسرائيل".
وشدد معد الورقة على أنه يتوجب على "إسرائيل" عدم التردد في استغلال مخاوف هذه الدول ومحاولة دفعها للمساعدة في انجاز تسوية تخدم مصالح تل أبيب.
وشددت الورقة على أن كلاً من السعودية ومصر والأردن على وجه الخصوص مرشحة للعب دور رئيس في ضمان أية تسوية تحقق مصالح "إسرائيل"، سيما الضغط على الجانب الفلسطيني للقبول بتوفير كل الضمانات الأمنية التي تكفل الرد على مخاوف "إسرائيل" من إقامة دولة فلسطينية.
وشددت الورقة على أنه يتوجب استغلال حاجة "دول معسكر الاعتدال" للاستقرار الإقليمي في تجنيدها للضغط على قيادة السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أن التعاون مع هذه الدول يجب أن يمتد ليطال الكثير من المجالات التي تخدم المصلحة "الإسرائيلية".
واستدركت الورقة مشيرة إلى أنه يتوجب عدم المسارعة في الموافقة على إقامة دولة فلسطينية بشكل كامل، بل بشكل تدريجي تحت رقابة "إسرائيلية" وعربية وعالمية لضمان عدم المس بمصالح "إسرائيل".
من ناحيته اعتبر الدكتور مأمون أبو عامر، الباحث في الشأن "الإسرائيلي" أنه بات في حكم المؤكد أن "تحالفاً غير معلن" قد تكرس بين "إسرائيل" وكلٍ من
دول الخليج ومصر والأردن في أعقاب التحولات الإقليمية الأخيرة، مما أتاح لصناع القرار في تل أبيب زيادة رهاناتهم على تعاون هذه الدول في تحقيق المصالح "الإسرائيلية".
وفي تصريحات لـ "عربي 21"، أوضح أبو عامر أن "إسرائيل" غير معنية بفتح مواجهة مع الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بخطة اتفاق "الإطار" الذي أعده وزير الخارجية جون كيري، وهي معنية أن تتولى الدول العربية مهمة "إرغام" الفلسطينيين على قبول المواقف "الإسرائيلية".
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معني حالياً بشكل أساسي بأن تحرص واشنطن على تلبية المطالب "الإسرائيلية" في الاتفاق النهائي الذي يتم التفاوض بشأنه بين الغرب وإيران "وهو غير مستعد لفتح مواجهة مع واشنطن بشأن التسوية مع الفلسطينيين"، مما يجعل الإسرائيليين يتوجهون للدول العربية لكي تقوم بتطويع الفلسطينيين للقبول بالموقف الإسرائيلي.
وأشار أبو عامر إلى أن اللقاءات والاتصالات التي تتم بين مسؤولين "إسرائيليين" وخليجيين باتت معروفة للجميع وتهدف لتنسيق المواقف لمواجهة ما يتم توصيفه على أنه "مخاطر مشتركة".