أكد كاتب "
إسرائيلي" بارز أن وزير الدفاع في حكومة الانقلاب عبد الفتاح
السيسي دشن حلفاً مع "إسرائيل" منوهاً إلى أن تل أبيب قدّرت كثيراً الحملة الأمنية التي شنتها قواته ضد أعضاء التنظيمات الجهادية في سيناء.
وأوضح جاكي حوكي في مقال نشره الأربعاء في النسخة العبرية لموقع "ذي بوست" أن "إسرائيل" سمحت للسيسي بتجاوز الملحق الأمني في اتفاقية "كامب ديفيد" وإدخال الكثير من القوات، وضمن ذلك طائرات سلاح الجو، مشيراً إلى أن الحملات الأمنية التي نفذها السيسي أدت إلى نتائج مهمة.
وشدد على حقيقة أن السيسي جاء ضمن أول مجموعة من الضباط
المصريين، الذين لم يشاركوا في أية حرب ضد "إسرائيل".
واستدرك حوكي قائلا إن السيسي يعي أن التحالف مع "إسرائيل" لا يكفي لضمان استقرار نظامه، وهو ما جعله يوثق تحالفه مع
السعودية التي تناصب جماعة "الإخوان المسلمين" العداء، وهذا ما جعل الرياض تسارع لمد مصر بمليارات الدولارات لانقاذ اقتصادها من الانهيار.
واعتبر أن ما وصفه بـ "مثلث القاهرة تل أبيب الرياض" عزز من قوة السيسي ودفعه لمواصلة ضرب التنظيمات الإسلامية، حتى بعدما انتقل الجهاديون لضرب أهداف داخل مصر نفسها.
ولفت حوكي الأنظار إلى حقيقة تراجع حرية التعبير في عهد السيسي بشكل كبير، منوهاً إلى أن المنتقدين لسلوك القمع تواروا واختفوا أو عملوا من تحت الأرض.
وقال إن مقدم البرامج الساخر باسم يوسف الذي لعب دوراً في تأجيج الخواطر ضد مرسي ونظامه تم منعه من الظهور الإعلامي، منوهاً إلى أن السيسي ورفاقه حرصوا على إبعاده عن الشاشة، خشية أن يوجه لهم انتقادات.
وأوضح حوكي أنه في حال ترشح السيسي للانتخابات فإنه لن يجد منافساً قوياً، على اعتبار أن المنافس القوي الممكن هي جماعة الإخوان المسلمون، التي زج السيسي قادتها في السجون.
ونوه إلى أن كل الدلائل تشير إلى أن جهاز القضاء والقانون يخضع تماماً لتعليمات السيسي، مشيراً إلى أن السيسي الطامح بالحكم يعد خطواته بشكل جيد وبأدق التفاصيل.
ويسخر حوكي من الذين يقارنون بين السيسي وجمال عبد الناصر، مشيراً إلى أن هؤلاء يتجاهلون حقيقة أن السيسي هو المعني بأن تتم مقارنته بعبد الناصر.
وأوضح أنه لم يحدث في تاريخ مصر أن قام نظام الحكم بممارسة القمع ضد معارضيه، كما يفعل السيسي في هذه الأيام.
وحسب حوكي، فإن تنفيذ "خارطة الطريق" ووصول السيسي إلى الرئاسة يعني العودة إلى نظام مبارك القديم، مشيراً إلى أنه سيسود نظام الحزب الواحد، وقمع المعارضة، سيما ذات التوجهات الإسلامية.
وحذر من أن السيسي كرئيس سيكون في ورطة، في حال لم ينجح في تأمين متطلبات الحياة للمصريين، منوهاً إلى ما قاله الرئيس المصري الأسبق أنور السادات لـ "صديقه" الرئيس الإسرائيلي الأسبق إسحاق نافون، حيث قال له: " الشعب المصري طيب، لكن في حال قمت باستفزازه فإنه سيذبحك".