قبل ثلاث سنوات من اليوم خرجت حشود هائلة من
المصريين إلى ميدان
التحرير، وسط القاهرة، رافعين شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، وظل الميدان معارضا للسلطة في الذكرى الأولى والثانية للثورة، غير أنه ولأول مرة يهتف لها في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير كانون الثاني2011.
ففي 25 يناير/كانون ثاني 2012 الذكرى الأولى لثورة يناير، هتف المصريون في ميدان التحرير بشعار"يسقط حكم العسكر"، مطالبين بإعلان
المجلس العسكري (حكم مصر في المدة من 11 فبراير/شباط 2011 يوم تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك، وحتى 30 يونيو/حزيران 2012 يوم تولي الرئيس السابق محمد
مرسي) عن موعد محدد للانتخابات الرئاسية.
وفي 25 يناير/كانون ثاني 2013، الذكرى الثانية للثورة، هتف المتظاهرون ضد مرسي، بعد مرور ستة أشهر على توليه منصب الرئيس، مطالبين بالقصاص من قتلة "شهداء ثورة 25 يناير".
أما في الذكرى الثالثة للثورة التي حلت السبت، فهتف المتظاهرون في ميدان التحرير لأول مره في ذكرى ثورة يناير للانقلاب، كما طالبوا بترشح وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح
السيسي، لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية القادمة التي لم يتم تحديد موعدها بعد.
وغابت عن ميدان التحرير هذا العام صبغته الاحتجاجية، وسادت الأجواء الاحتفالية، بعد أن فتحت قوات الأمن الميدان أمام مؤيدي السيسي بعد أيام من إغلاقه، في حين تظاهر معارضوه المطالبين بـ"إسقاط حكم العسكر"، في المناطق القريبة منه، ومنعوا بالقوة من الوصول إليه.
وبينما استخدم الأمن القوة في فض مظاهرات مؤيدي مرسي، في المناطق المحيطة بالميدان، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، ألقيت الأعلام من المروحيات التابعة للجيش على المتواجدين في ميدان التحرير، في مشهد يعكس حالة الانقسام المجتمعي التي لا تزال تعاني منها مصر.
وشهدت مصر حالة من الانقسام المجتمعي بلغت ذروتها مع الانتخابات الرئاسية في عام 2012، والتي فاز فيها محمد مرسي على منافسه الفريق أحمد شفيق بفارق ضئيل، واستمر هذا الانقسام مع الاستفتاء على الدستور عام 2012، وزادت حدة الانقسام بعد عزل مرسي في 3 يوليو / تموز، حيث انقسم المصريون بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة، وتجسد هذا الانقسام في احتفال السبت بذكرى ثورة يناير / كانون الثاني.
ويوافق السبت الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير/ كانون الثاني التي دعا خلالها "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد لمرسي للمشاركة فيما أسماه "حراك الموجة الثورية الجديدة لاستكمال ثورة 25 يناير".
كما خرج معارضون للسلطة الحالية وحكم جماعة الإخوان المسلمين، والمنتمين لتيار فكرة يطلق عليهم "التيار الثالث"، في مسيرات احتجاجية مماثلة لاستعادة ما وصفوه، بمكتسبات ثورة يناير.
فيما توافد مؤيدون للسيسي، إلى عدة ميادين في القاهرة ومحافظات مصرية، للاحتفال بذكرى الثورة ومطالبة السيسي بالترشح لانتخابات الرئاسة.