عبرت صحيفة "نيويورك تايمز" عن تفاؤلها بإمكانية إحراز مؤتمر جنيف-2 الذي يعقد وسط أجواء من التشاؤم والفوضى، لبعض النتائج المفيدة.
وأكدت على أهمية حرص الدول التي نظمت المؤتمر، خاصة الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة، على أن يكون هدف المؤتمر هو تحقيق وقف إطلاق للنار وإيصال المساعدات الإنسانية لملايين المدنيين السوريين الذي هم بأمس الحاجة لها.
واعترفت الصحيفة ببعض اللحظات التي هددت فرص عقد المؤتمر الذي بدأ التحضير له منذ عدة أشهر، وعنت بتلك اللحظات دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إيران إلى المشاركة في المؤتمر، وليسحب الدعوة في نفس اليوم، بعد معارضة قوية من الولايات المتحدة والسعودية والمعارضة السورية.
وأكدت الولايات المتحدة على مشاركة إيران في حال قبولها الأسس الذي يقوم عليه المؤتمر الحالي، وهي تفاهمات جنيف-1 عام 2012. وتنص على التوافق بين النظام والمعارضة على تشكيل حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية تقود إلى نهاية حكم بشار الأسد.
ورفضت إيران فرض شروط على مشاركتها في المؤتمر. وتتساءل الصحيفة قائلة كيف حصل التخبط في دعوة الأمين العام للأمم المتحدة؟ لا أحد يعرف، تجيب. ولكنها تضيف "مؤسف أن يتم التوصل إلى حل دبلوماسي ما بدون أن يشمل إيران التي تعتبر إلى جانب روسيا الحليف الرئيس للنظام السوري، وقدمت للأسد السلاح وأنواعا أخرى من الدعم العسكري".
وأشارت الصحيفة إلى لقاء أجرته إلى جانب مجلة "تايم" مع محمد جواد ظريف الشهر الماضي، والذي قال فيه "إيران لن تكون عائقا أمام أية تسوية سياسية. "لدينا مصلحة في التوصل إلى حل سلمي، "قال ظريف".
وأضاف "نحن مقتنعون، مقتنعون كليا بأنه لا حل عسكريا في سورية، وأن هناك حاجة للتوصل إلى حل سلمي".
وتعلق الصحيفة أن "موت الآلاف من المدنييين لم يقنع روسيا وإيران بالتخلي عن الأسد، أو على الأقل ممارسة الضغط عليه لإنهاء عمليات الذبح والوحشية ضد المدنيين، وربما كانت إيران حجزت لنفسها مقعدا في المؤتمر لو وعدت بتعليق إرسال الأسلحة في الوقت الذي تتم فيه المفاوضات، أو قامت بإقناع الأسد بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، وهناك أسباب جيدة تدعو كلا من روسيا وإيران للعب دور إيجابي".
وهذا السبب مرتبط كما تشير الصحيفة بالقاعدة "فالحرب الأهلية جذبت إليها جماعات مرتبطة بالقاعدة، وقد تصبح هذه تدريجيا تهديدا لإيران وكذلك روسيا التي تواجه المتطرفين في القوقاز، وتشعر بالقلق من حصول هجمات على الألعاب الأولمبية في سوتشي الشهر المقبل".
وهذه نفس المشكلة التي اعترف بها ظريف مؤكدا على أن "استمرار المأساة في سورية سيمنح ساحة مناسبة للمتطرفين لاستخدامها كمبرر للتجنيد من أجل شن هجمات مماثلة في أماكن أخرى من المنطقة".
وأشارت الصحيفة إلى أن المؤتمر يقدم خدمة من خلال التركيز على الوحشية التي سببتها الحرب، مشيرة إلى التقرير الذي أعده فريق من الخبراء القانونيين، وكشف عن وفاة 11 ألف سجين في سجون النظام السوري.
وتختم بالقول ربما فات الوقت للقول "كفى" لقتل المدنيين، ولكنه الوقت المناسب للإعلان عن وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية.