كشف مصدر مطلع لـ"عربي 21" أن الأردن وإسرائيل وقعا اتفاقية سرية لشراء
الغاز الإسرائيلي للتعويض عن النقص الكبير في هذه المادة اللازمة لتوليد الكهرباء بعد أن تكرر انقطاع إمدادات الغاز من
مصر وتعثر الاتفاق مع قطر بهذا الشأن.
ويبدو وفقا للمصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن أولى شحنات الغاز الإسرائيلي ستصل الأردن خلال أيام عبر الصهاريج علماً بأنه لم يتم بعد وضع الترتيبات اللازمة لتنفيذ خط الأنابيب الذي سينقل الغاز عبره.
ورفض المصدر كشف المزيد من المعلومات عن الاتفاقية كونها سرية وقد يثير الإعلان عنها ردود فعل غير مريحة في الشارع الأردني كون هذا الغاز "غاز فلسطيني تسرقه قوات الاحتلال" بحسب تعبير المصدر.
وشكك مصدر نيابي أردني رفض الكشف عن اسمه في حديث لـ"عربي 21" في صحة هذه المعلومات وقال إن الأمر متعلق بتزود شركة
البوتاس العربية ببعض هذا الغاز، وأضاف أن هذه الاتفاقية بهذا الشأن لم تبرم بعد أو أنها قد تكون في طور الإعداد.
من جهته قال عضو لجنة الطاقة والثروة المعدنية في مجلس النواب الأردني المهندس باسل ملكاوي لـ"عربي 21" إن الحكومة لم تعرض على مجلس النواب أي اتفاقية من هذا النوع، وأن كل ما عرض على المجلس هو عرض من شركة "كوريا جلوبل بتروليوم" للتنقيب عن الغاز الطبيعي في منطقة البحر الميت وما زالت القضية قيد النقاش.
كما شكك ملكاوي في قدرة الجانب الإسرائيلي التقنية على تصدير الغاز المسال عبر الصهاريج.
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" ذكرت القناة الإسرائيلية الثانية مساء الأحد أن وزير الطاقة والمياه الإسرائيلي سيلفان شالوم سافر مؤخرا إلى الأردن للترويج لصفقة الغاز مع المملكة.
وقالت مجموعة "ديليك" الإسرائيلية الشريكة لـ"نوبل اينيرجي" إنها تخطط لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا والأردن وتركيا ومصر، فضلا عن السلطة الفلسطينية.
كما أشارت صحيفة "بلومبيرغ" أن وزارة الطاقة الإسرائيلية ستبدأ بالعمل على بناء أنبوب لنقل الغاز الطبيعي من الجانب الإسرائيلي في منطقة البحر الميت إلى الأردن بطول 15 كيلومتراً، بحيث يبدأ العمل به في 2015 وينتهي في عام 2016 وتقوم على تنفيذه شركة "نوبل اينيرجي" الأمريكية إلى جانب شركة أردنية.
وتشير "بلومبيرغ" إلى أن اكتشاف حقل ليفيثيان في البحر المتوسط بعد أن ثبت وجود كميات كبيرة في حقل "تامار" القريب سيلبي احتياجات إسرائيل من الغاز الطبيعي لأكثر من ربع قرن، وفي الوقت نفسه تعطي الكميات إسرائيل الفرصة لتصديره إلى الأردن الذي يستورد حاجياته من الغاز من مصر، ولكن عمليات نقله تعرقلت بسبب تفجير الأنابيب في سيناء.
كما ذكرت مصادر صحفية أردنية أن مصدراً مسؤولاً في شركة البوتاس الأردنية كشف عن مفاوضات تجري مع شركة "نوبل اينيرجي" الأمريكية لاستيراد غاز للأردن، وأن إسرائيل إحدى الخيارات للاستيراد منها.
وقال المصدر إن التفاوض مع الشركة يتم على أسعار الغاز بحيث تكون مقبولة بغض النظر عن الدولة التي يتم الاستيراد منها.
من جهته أكد رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية، جمال الصرايرة لوسائل إعلام محلية أن الشركة لم تجر أي اتصالات مباشرة مع أي طرف إسرائيلي لاستيراد الغاز منه.
كما نفى التباحث مع أية جهة سواء كانت حكومية أو من القطاع الخاص مع إسرائيل لاستيراد الغاز منها لاستخدامه في مصنع الشركة، إلا أنه أوضح في ذات الوقت أن الشركة تتفاوض حاليا مع شركة "نوبيل اينيرجي"، مشيرا إلى أن هذه الشركة تؤمن الغاز من مصادر متعددة عالميا ومنها إسرائيل.
وتنفذ شركة "نوبل إنيريجي" ومقرها هيوستن في حقل "تامار" مع أطراف أخرى مشاركة، بمحادثات مع شركة البوتاس العربية لبيعها غاز لمدة 15 عاما بقيمة تتراوح ما بين 500 -700 ملايين دولار، وذلك حسبما ذكرت الصحيفة الإقتصادية "كالكاليست" الشهر الماضي.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الصفقة تحتاج إلى بضعة أسابيع لإتمامها. فيما قال السفير الإسرائيلي السابق لدى الأردن عوديد عيران إن اتفاقا مبدئيا قد جرى التوصل إليه غير أن الجانبين لا يزالان يجريان مفاوضات حول السعر وبعض الأمور الفنية الأخرى.
وأضاف "إن التوقيع النهائي قريب جدا."
يذكر أن شركة البوتاس العربية ذات رأس مال مختلط حيث تملك شركة ساسكاتشوان الكندية وهي أكبر منتج للبوتاس في العالم نحو 28 في المائة من شركة البوتاس العربية في حين يمتلك صندوق الضمان الإجتماعي الحكومي الأردني نحو 32 في المائة من حصص الشركة.