يصل وزير الخارجية الأميركي جون
كيري الخميس إلى
الشرق الأوسط في جولة جديدة في اطار جهوده المكثفة من اجل احراز تقدم في مفاوضات السلام الصعبة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وبعد أقل من أسبوع على جولته الأخيرة، يقوم كيري بزيارته التاسعة إلى "
إسرائيل" والضفة الغربية منذ اذار/ مارس، ما دفعه الى التحدث ممازحا امام مندوبي جمعية يهودية اميركية مساء الاثنين في واشنطن عن "رحلاته المكوكية" المتواصلة بين الولايات المتحدة والشرق الاوسط.
وسيلتقي كيري الخميس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حول مائدة عشاء كما سيلتقي الرئيس
الفلسطيني محمود عباس لاحقا قبل ان يتوجه شرقا الى فيتنام والفيلبين.
وفي وقت يسعى كيري لابقاء المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية على سكتها سعيا للتوصل الى اتفاق ضمن مهلة التسعة اشهر المحددة لها، حذر مجددا مساء الاربعاء من ان المراوحة الحالية لا يمكن ان تستمر.
وقال كيري خلال لقاء نظمته مجلة فورين بوليسي "سمعت جميع الحجج من جميع الأطراف".
وتابع في تعداد حجج منتقدي المفاوضات "النزاع متعثر كثيرا. انه معقد كثيرا. الطرفان لا يثقان ببعضهما البعض بقدر كاف. ليس هناك على الاطلاق العناصر الضرورية لمحاولة احلال السلام. من الوهم الاعتقاد أن المستقبل يمكن أن يكون أفضل من الماضي" مؤكدا "إننا نرفض هذا التشكيك انا والرئيس أوباما".
والتقى كيري الاثنين في واشنطن وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في محادثات ثلاثية استمرت ثلاث ساعات.
لكن بعد التفاؤل الذي أحاط إعادة اطلاق المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في تموز/يوليو وبعد توقف استمر ثلاث سنوات، بدأ الامل يتبدد.
وأعلن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الاثنين لوكالة فرانس برس ان الأفكار الأمنية حول غور الأردن التي قدمها كيري خلال لقائه الأخير مع عباس "ستقود جهوده إلى طريق مسدود وفشل كامل لأنه يتعامل مع قضايانا بدرجة عالية من الاستهانة".
وبحسب عبد ربه فإن سبب الأزمة هو رغبة كيري في "إرضاء "إسرائيل" من خلال تلبية امن "إسرائيل" من خلال وضع منطقة الأغوار تحت السيطرة الإسرائيلية" موضحا ان "كل الأفكار عن وضع الأغوار تحت السيطرة الإسرائيلية واهية سببها الرئيسي والوحيد هو اقتطاع أجزاء واسعة من الضفة الغربية لصالح "إسرائيل".
وتركز الاقتراحات على الترتيبات الامنية في غور
الاردن حيث يرغب نتانياهو في حال اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، في الحفاظ على انتشار عسكري اسرائيلي على طول الحدود مع الاردن مستبعدا ترك مسؤولية الامن في هذه المنطقة لقوة دولية كما وافق الفلسطينيون او لقوة فلسطينية-اسرائيلية مشتركة، وهو ما يرفضه الفلسطينيون بشكل قاطع باعتباره استمرارا للاحتلال وانتقاصا من سيادتهم.
في ذات السياق نقلت صحيفة "هآرتس" عن موظفين رفيعي المستوى في الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، قولهم إن هدف كيري من طرح "اتفاق إطار" للمفاوضات هو دفع نتنياهو والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى "نقطة حسم" يضطرون فيها إلى الرد بالإيجاب أو النفي على اقتراح "اتفاق الإطار" الأميركي وطرح مواقفهما المبدئية حيال جميع قضايا الحل النهائي لتشكل أساسا للمفاوضات حول كل واحدة من هذه القضايا.
وأضاف الموظفون الإسرائيليون والأميركيون أن المبعوث الأميركي الخاص لهذه المفاوضات، مارتن إنديك، التقى مع رئيسة طاقم المفاوضات الإسرائيلي، تسيبي ليفني، وكبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، في واشنطن الأحد الماضي، وأن هذا الاجتماع دام 8 ساعات، وفي اليوم التالي التقى الثلاثة مع كيري باجتماع دام 3 ساعات.
وتابعوا أنه خلال هذه الاجتماعات المطولة بدأ كيري وإنديك يتحدثان مع ليفني وعريقات حول نية الإدارة الأميركية طرح "اتفاق إطار" يشكل خطة سلام أميركية.
وأشار مسؤول في مكتب نتانياهو إلى أن "اتفاق الإطار سيلزم الجانبين باتخاذ قرارات وفقط بعد ذلك سيكون بالإمكان معرفة ما إذا كانت محادثات السلام ستتقدم أو ستتفجر".
وقالت "هآرتس" إنه على الرغم من أن مضمون "اتفاق الإطار" ليس واضحا بعد، لكن من شأنه أن يؤثر على تركيبة الحكومة بشكل فوري، إذ أنه يتوقع أن يشمل "اتفاق الإطار" انجازات للجانبين لكن في المقابل سيلزمهما بتقديم تنازلات في مرحلة مبكرة وقد يشمل مبادئ أعلن عنها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في السنوات الأخيرة.