رجحت صحيفة يديعوت أحرونوت
الإسرائيلية في مقالها الإفتتاحي اليوم بأن اسرائيل و"
حماس" غير معنيتين بتصعيد المواجهة العسكرية بينهما وكل واحدة لها أسبابها الخاصة.
وقال اليكس فيشمان في المقال اليوم :"ليس للطرفين الآن مصلحة في فتح جبهة في الجنوب إلا اذا خلص أحدهم الى استنتاج أن اطلاق النار في الجنوب فرصة ذهبية لتأجيل رحلات
كيري الى المنطقة الى أجل غير مسمى".
وفي حديثه عن "ميزان الرعب" وهو عنوان المقال يقول الكاتب:" الصعوبة الحقيقية هي في أن حماس تستغل الهدوء لتعجيل استعدادها للجولة التالية. فهي تحفر أنفاق هجوم وتصنع وسائل طيران غير مشغلة بشريا، وتُطيل مدى قذائفها الصاروخية. وكل تحرش عسكري من حماس يمنح الجيش الاسرائيلي فرصة للمس بهذه القدرات وحماس من جهتها ليست لها مصلحة في أن تهب للجيش الاسرائيلي فرصة لهدم البنية التحتية العسكرية التي تبنيها. وقد يكون هذا هو الذي سيفضي الى أن تخفت جولة اطلاق النار الحالية رويدا رويدا".
وفيما يلي نص المقال:
تعمل قيادة الجنوب بتوجيه صريح من رئيس هيئة الاركان وقائد المنطقة عنوانه: "ضرر عرضي صفر". أي الامتناع عن كل عملية عسكرية فيها خطر سافر للمس بغير مشاركين.
في عملية "عمود السحاب" حينما جيء رئيس هيئة الاركان بني غانتس بأهداف هجوم كان فيها أدنى قدر من احتمال المس بمدنيين، أُلغيت الأهداف. وفي الظروف السياسية الحالية لن يوافق قائد اللواء مثلا على الهجوم على مبنى سكني من ستة طوابق فيه غرفة عمليات حربية لحماس أو للجهاد الاسلامي.
ونقول كي لا يكون أي شك إن حماس – التي تحكم القطاع – يجب أن تدفع الثمن عن قتل مواطن اسرائيلي في داخل اسرائيل. لأنه اذا كانت حماس تُخل بالتهدئة فيجب اعادتها بضربة نارية كبيرة. لكن الذي اختار أمس الاهداف وصورة الهجوم على القطاع تجاوز التوجيه المذكور أعلاه. فقذائف الدبابات تضمن على الدوام تقريبا اصابة غير دقيقة وإضرارا بما حول الهدف. ومن المؤكد أنه توجد أهداف اخرى كان يمكن اصابتها بقوة مع الوفاء بتوجيه عدم الاضرار.
إنهم في اسرائيل وفي
غزة يجلسون الآن وينتظرون أن يروا ماذا سيكون رد حماس على اصابة المدنيين وكيف سترد اسرائيل على رد حماس. وليس للطرفين الآن مصلحة في فتح جبهة في الجنوب إلا اذا خلص أحدهم الى استنتاج أن اطلاق النار في الجنوب فرصة ذهبية لتأجيل رحلات كيري الى المنطقة الى أجل غير مسمى.
هاجت حدود غزة نسبيا في الايام الاخيرة، فقد وجدت عدة محاولات لدفن شحنات ناسفة، واطلاق نار من الجيش الاسرائيلي على واضعي الشحنات وعلى متظاهرين اقتربوا من الجدار، وصاروخ قسام أُطلق على اسرائيل، وكانت الذروة اطلاق قناص النار التي أصابت وقتلت. إن العلاج المطلوب لهذه الموجة الطاغية هو ضربة مقدرة تعيد الهدوء النسبي الى المنطقة.
ويعترفون في اسرائيل مع ذلك بأن حماس لم تتخل حتى الآن عن الجهد للحفاظ على التهدئة. ففي كل مرة يظهر فيها الجهاد الاسلامي علامات استقلال تحاول حماس أن توقفه. ويقبل الجهاد على نحو عام القواعد التي تمليها حماس ويطلق قذائف رجم حينما تدخل قوات الجيش الاسرائيلي الى منطقة الفصل في الجانب الشرقي من الجدار.
يرمي نشاط الجيش الاسرائيلي في الجانب الفلسطيني من الجدار الى ابعاد واضعي الشحنات الناسفة ومنع التصعيد بسبب انفجار شحنة ناسفة، لكن تكون النتيجة عكس ذلك احيانا وهي اطلاق قذائف رجم. بيد أن الجيش الاسرائيلي لا يستطيع التخلي عن النشاط في طول الجدار عن جانبيه وهذه نقطة احتكاك معروفة وثابتة. إن قوة حماس الخاصة التي كانت منتشرة على طول الجدار لابعاد المواطنين مشغولة في الايام الاخيرة بعلاج الفيضانات وأضرار الحالة الجوية بحيث انخفض مقدار رقابة المنظمة على الجدار، لكن هذا لا يُقلل من مسؤوليتها عن كل عمليات التحرش تلك لاسرائيل.
إن الصعوبة الحقيقية هي في أن حماس تستغل الهدوء لتعجيل استعدادها للجولة التالية. فهي تحفر أنفاق هجوم وتصنع وسائل طيران غير مشغلة بشريا، وتُطيل مدى قذائفها الصاروخية. وكل تحرش عسكري من حماس يمنح الجيش الاسرائيلي فرصة للمس بهذه القدرات وحماس من جهتها ليست لها مصلحة في أن تهب للجيش الاسرائيلي فرصة لهدم البنية التحتية العسكرية التي تبنيها. وقد يكون هذا هو الذي سيفضي الى أن تخفت جولة اطلاق النار الحالية رويدا رويدا.