أطلقت كل من "المبادرة
المغربية للدعم والنصرة" و"المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان"، وهما هيئتان تنشطان في مجال قضايا الأمة بالمغرب، أطلقتا،
حملة شعبية تحت شعار "ضد
تهويد القدس.. ضد تقسيم
الأقصى".
وتأتي المبادرة على خلفية قرار أخير للكنسيت الإسرائيلي يقضي بتقسيم الأقصى المبارك، و"في ظل صمت دولي متواطئ مع الاحتلال الصهيوني في جرائمه الوحشية، وفي ظل انشغال شعوب المنطقة باستحقاقات استكمال ربيع حريتها وحماية شرعياتها الثورية"، وذلك حسب بيان للقائمين على الحملة وحصل "عربي21" على نسخة منه.
وانطلقت الحملة الشهر الجاري وتمتد إلى نهايته، وتتضمن تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات ذات الصلة بشعار الحملة التي استهلت فعالياتها بوقفة احتجاجية الأسبوع الماضي أمام ساحة البرلمان بالعاصمة الرباط، وينتظر أن تعقبها عريضة شعبية لجمع التوقيعات، وعدد من الأنشطة في عدد من الجامعات المغربية تشمل وقفات وحلقات نقاش ومعارض صور وعرض أشرطة توعوية وتثقيفية حول قضية القدس والأقصى، على أن تختتم هذه الحملة بمهرجان فني وخطابي في الثلاثين من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وجاء في بيان الحملة الشعبية "أنه في هذه الأيام الدقيقة من تاريخ الأمة يشهد المسجد الأقصى حملة استهداف خطيرة للغاية غير مسبوقة من قبل الاحتلال ومؤسساته الإجرامية الرسمية و قياداته الإجرامية مصحوبة بتضييق واسع النطاق على المقدسيين ومنعهم بالقوة من بلوغ الحرم القدسي و عرقلة أداء الصلوات والاعتكاف في عتباته الطاهرة، بل واقتحام باحات الحرم انطلاقا من باب المغاربة والهجوم على جموع المصلين بالقنابل والغازات".
ودعا القائمون على الحملة "كل المواطنين والقوى والإطارات المدنية والشبابية المحلية والدولية بأن تنهض لرفع مستوى التعبئة الشعبية الضاغطة من أجل اتخاذ ما يلزم من قرارات لحماية الأقصى المبارك".
وخلال الوقفة الاحتجاجية والتضامنية مع القدس، استذكر المغاربة صِلاتهم بالمدينة المقدسة، مستشهدين بـ"أوقاف المغاربة" و"حارة المغاربة" و"باب المغاربة" في القدس. ومن هتافاتهم: "وعهد الله لن ننسى إخواننا في الأقصى.. بابنا في الأقصى.. حاراتنا في الأقصى"، و"المقاومة أمانة والتطبيع خيانة"، و"من المغرب لفلسطين شعب واحد لا شعبين".
وفي كلمة له بالمناسبة، دعا مولاي عمر بن حماد، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المسلمين كافة إلى اليقظة والحذر من خطورة الوضع الذي تعيشه القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، مطالباً الشعوب العربية والإسلامية بالتعبير عن مواقفها الرافضة لمخططات التهويد الصهيونية والداعمة لخيار المقاومة.
وحذر بن حماد، من خطورة مشروع تقسيم الأقصى على غرار تقسيم الحرم الإبراهيمي، الذي يمهد له الاحتلال الإسرائيلي، مستغلاً الظروف التي تمر بها الأمة وانشغال الكثير من الدول بأوضاعها الداخلية، مؤكداً أن "القدس في عيوننا والأمة لا يمكن أن تفرط فيها، وكل مساس بها ينبغي أن يعلم الجميع أنه مساس بالأمة كاملة".
وأردف المتحدث بالقول: "إن التضامن مع القدس والقضية الفلسطينية تعطي إشارة قوية للكيان الصهيوني بأن القدس لا تعني الفلسطينيين أو المقدسيين أو السلطة الفلسطينية فقط، وإنما قضية القدس هي قضية كل المسلمين بل هي قضية كل الأحرار في هذا العالم الذين يرفضون الظلم والاعتداءات الصهيونية الهمجية".
وزاد الأستاذ الجامعي والنائب الأول لرئيس حركة التوحيد والإصلاح: "القدس كانت وستظل المؤشر الذي يجس به نبض هذه الأمة"، مذكرا بجريمة اقتحام رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أرئيل شارون للمسجد الأقصى، والتي كانت السبب في انطلاق شرارة الانتفاضة الفلسطينية سنة 2000، وشدد على أن مشروع تقسيم القدس "ينبغي أن يطلق انتفاضة في الأمة رافضة للمساس بالأقصى".
من جهته كشف أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، في كلمة ضمن الحملة الشعبية عن أن الراحل إدمون عمران المالح (وهو أحد اليهود المغاربة المناهضين للصهيونية)، حذر قبل وفاته فيما يشبه الوصية في تسجيل مصور من سم الحركة الصهيونية، قائلاً "احذروا سم الحركة الصهيونية".
وأكد الناشط الحقوقي والمدني أن إدمون عمران قبل رحيله تحدث عن الحركة الصهيونية عند اقتلاعها لليهود المغاربة الذين قال عنهم أنهم اقتُلعوا قسراً وهُجّروا قسراً رغم أنوفهم من المغرب إلى فلسطين، حيث شبه الحركة الصهيونية بالسم.
وعلق ويحمان على تحذير إدمون عمران الذي حلت ذكرى وفاته الثالثة في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بالقول: "وكأنه يرى ولعله خبر ذلك التوجه السمي لهذه الحركة والتي استحضر بصددها مؤشري تصدير طماطم مسمومة إلى مصر وحالة وفاة وتسميم الراحل ياسر عرفات".