تدور مباحثات منذ الأحد الماضي بين الحكومة السورية ومنظمة التحرير الفلسطينية لجعل
مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب
دمشق المحاصر منذ أشهر والذي يشهد معارك عنيفة، في منأى عن النزاع، بحسب ما أفاد مسؤولون في العاصمة السورية.
وقال سفير منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبد الهادي لفرانس برس إن لقاءات تعقد الآن من أجل إيجاد حل لانسحاب المسلحين من المخيم وفتح المعابر وعودة الخدمات.
وأوضح أنه في حال التوصل إلى انسحاب المسلحين من المخيم، فإن الشرطة ستعود إلى عملها المعتاد ما قبل الأزمة، فيما ستبقى القوات النظامية خارج المخيم.
ولا يزال ما بين 20 و25 ألف فلسطيني يقيمون في المخيم حاليا، من أصل نحو 170 ألفا كانوا يقطنونه قبل بدء النزاع منتصف آذار/مارس 2011. ويجري وفد برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زكريا الآغا القادم من رام الله مباحثات منذ الأحد مع السلطات السورية، حول مقترح فلسطيني لتحييد المخيم عن النزاع الذي أدى إلى دمار كبير فيه.
ويتضمن المقترح انسحاب المسلحين وعودة سكان المخيم إلى منازلهم وتقديم المساعدات ليتمكنوا من العودة إلى حياتهم الطبيعية، بحسب ما قال رشيد قويدر من المكتب الإعلامي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي لم تشارك في المعارك.
وقال قويدر إن المخيم الذي تحاصره القوات النظامية منذ أكثر من 120 يوما "يحتله منذ عام مسلحون" فلسطينيون وسوريون معارضون للنظام السوري، وتشهد أحياؤه معارك بين فصائل موالية للنظام ومعارضة له.
ومن الفصائل الموالية "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة" بزعامة أحمد جبريل و"
فتح-الانتفاضة" وجبهة التحرير الفلسطينية.
وتواجه هذه الفصائل مقاتلين تابعين لحركة المقاومة الاسلامية (
حماس)، إضافة إلى جهاديين من
جبهة النصرة و"كتائب أبو تيمية"، ومقاتلين من حركة فتح.
في غضون ذلك، بقي فصيلا "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" على الحياد في هذه المواجهات. وبقي نحو 500 ألف فلسطيني في سوريا في منأى عن النزاع مدة طويلة، قبل أن يشارك البعض منهم منذ كانون الاول/ديسمبر 2012 في المعارك، على رغم مناشدة النظام والمنظمات الدولية لهم عدم الانخراط فيها.
ولا تشارك القوات النظامية مباشرة في المعارك. وتحتفظ السلطات السورية بمركز للشرطة فقط في ساحة البطيخة التي تعد أحد مداخل المخيم.
وقال مقاتلون داخل المخيم إن الأولوية تكمن في الوقت الراهن في إدخال المواد الغذائية والأدوية واللقاحات للأطفال وفتح معابر إنسانية لنقل الجرحى والسماح للمدنيين بالتجول بأمان.
ويعاني الفلسطينيون الذين ما يزالون في المخيم من شبه انقطاع في المواد الغذائية، وأقفلت كل المخارج من المخيم، إما بسبب الدمار والركام، أو بسبب الخطر الذي يفرضه القناصة.
وكان خمسة فلسطينيين استشهدوا مساء أمس الثلاثاء جراء استمرار الهجمات والقصف على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
ولفتت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا في بيان، إلى أن هناك شهيدين من ضمن الخمسة مجهولي الهوية لم يتم التعرف عليهما بعد.
وأوضحت المجموعة أن الأمن السوري أفرج عن ثلاثة من أبناء مخيم حندرات بعد اعتقال دام لعدة أشهر.