بعد أن استفاق
الاحتلال من صدمة "طوفان الأقصى"، بدأت النقاشات والسجالات الداخلية تلقي باتهاماتها المتبادلة حول المسؤولية عن الإخفاق الذي حصل، وكيفية الرد على ما حققته "حماس" من إنجاز عسكري غير مسبوق.
ونقل المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، إيتمار آيخنر، عن "أوساط حكومية أن قرارات مجلس الوزراء تتراوح بين تدمير قدرات ’حماس’ العسكرية والحكومية، وهي خطوات عملياتية من شأنها أن تؤدي إلى تدمير إمكانيات الحركة، بزعم أن الاحتلال مقبل على حرب طويلة وصعبة، على أن تنتهي المرحلة الأولى في هذه الساعات بتدمير أغلبية القوات التي توغلت في الأراضي المحتلة".
وأضاف أن هذه القرارات تتحدث عن "بدء التشكيل للهجوم، الذي سيستمر دون تحفظ ودون هوادة، بالتزامن مع قرار مجلس الوزراء وقف إمداد قطاع
غزة بالكهرباء والوقود والسلع، مع العلم أن وزراء الحكومة انتقدوا حقيقة عدم حضور رئيس الأركان هآرتسي هاليفي للاجتماع، وتساءلوا عن كيفية حدوث ذلك".
اظهار أخبار متعلقة
وذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن" الوزراء اعتبروا أن الدولة برمتها أمام يوم دراماتيكي، وبالتالي فمن غير المناسب ألا يضعهم هاليفي في صورة الأحداث الساخنة، كما أنه لم يرسل لهم رئيس شعبة الاستخبارات أهارون حاليفا، حيث فسروا غيابهما بأنه تهرب من الإجابة عن أسئلة تتعلق بعدم وجود معلومات استخباراتية عن الهجوم الذي خططت له ’حماس’ ".
ونقل عن "وزير العلوم أوفير أكونيس قوله: كيف يمكن أن يكون قائد الجيش ورئيس شعبة الاستخبارات غير موجودين في الغرفة؟ لأن كل إسرائيلي وكل من يجلس حول هذه الطاولة، يريد أن يعرف كيف حدث هذا الفشل الاستخباراتي. وأنا أسأل: لماذا قائدا الجيش الإسرائيلي والاستخبارات ليسا هنا، لأنه يجب أن يحصل الوزراء على معلومات أكثر مما تلقيناه، مقترحا إنشاء مركز معلومات مع تحديثات منتظمة لثلاث مرات".
بيما قال وزراء آخرون بينهم وزير التعليم يوآف كيش، ووزير الثقافة ميكي زوهار، إن "هذا ليس الوقت المناسب لتشكيل لجان تحقيق، بزعم أن الدولة الآن في حالة حرب، وبعد ذلك سيكون هناك وقت للأسئلة، أما الذين هبوا للدفاع عنهما فهما رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت الذي زعم أن هاليفي وحاليفا لا يستطيعان تقديم الإحاطة الأمنية والعسكرية طوال اليوم".
أما نتنياهو فقد قال إن هاليفي "يمثل أمام مجلس الوزراء، ويجيب عن جميع الأسئلة".
اظهار أخبار متعلقة
بدوره، أشار محرر الشؤون الفلسطينية في صحيفة "
يديعوت أحرونوت"، آفي يسسخاروف، إلى أن "ما قامت به ’حماس’ يؤكد خطأ سياسة نتنياهو التي اتبعها منذ مارس 2009، حين انتهج سياسة فرّق تسد بين الضفة الغربية وقطاع غزة، في اتجاه معاكس لسياسة حكومة إيهود أولمرت السابقة التي سعت لإضعاف ’حماس’ في قطاع غزة، وتعزيز السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "اندلاع الحرب، والإنجاز العسكري الأعظم الكبير لـ ’حماس’، قد يوفر فرصة لإنهاء حكمها في قطاع غزة، لكن في الوقت الحالي، يبدو أن نتنياهو ودولة الاحتلال لا يريدان تغيير قواعد اللعبة، فقد صرح بأن الدولة ستخوض حربا لتدمير القدرات العسكرية للحركة، وهذا ليس هدفا كافيا، وهذا هدف سمعناه من قبل في جولات سابقة، وسينتهي بـ"ضربنا منظومة صواريخ ’حماس’, وأصبناها بجروح قاتلة"، وبعد بضعة أشهر أو سنوات سنعود لجيش آخر مع جولة أكثر عنفا وأصعب من الحالية، وبات من المستحيل الاستمرار في القبول بحكم ’حماس’ في القطاع".