يتواصل مسلسل المباحثات الإسرائيلية
السعودية تمهيدا لإبرام اتفاق تطبيع، وآخر هذه الخطوات توجيه وزارة خارجية
الاحتلال تهنئة بمناسبة اليوم الوطني السعودي، عقب كلمة رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو أمام الأمم المتحدة، وتصريحاته بـ"أننا على وشك تحقيق سلام تاريخي".
وجاء في بيان الوزارة: "نبعث بالتهاني الحارة للملك والحكومة والشعب السعودي، ونأمل أن يعم السلام والتعاون والخير، على أمل تحقيق حسن الجوار".
وذكر المراسل السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت، إيتمار آيخنر، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "المحادثات الإسرائيلية السعودية تشهد تقدما في الأيام الأخيرة، عقب تصريح محمد بن سلمان ولي العهد بأنه في كل يوم نحن نقترب من التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل. وبعد ساعات قليلة من خطابه أمر نتنياهو كبار مساعديه الأمنيين والنوويين بالتعاون مع الولايات المتحدة، في ما يتعلق بالمفاوضات المتعلقة بالتوصل إلى حل وسط يسمح للرياض بتخصيب اليورانيوم".
بينما قال الكاتب السياسي في موقع "
واللا"، بن كاسبيت، إن "حلم
التطبيع مع السعودية ممكن، لكن ليس مع التحالف المتطرف الحاكم في إسرائيل، وسيتطلب الأمر معجزة لإقناع إيتمار
بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش بالتوقيع على تنازلات للفلسطينيين من شأنها إحداث التغيير التاريخي، كما أن فرصة إقناع بيني غانتس بأخذ مكانهم في الائتلاف أقل بكثير، وفي الوقت ذاته تأكيد جميع الأطراف العربية تقريبا أنهم لا يتصورون تطبيعا بين إسرائيل والسعودية دون حلّ، أو على الأقل تحقيق تقدم كبير في القضية الفلسطينية".
وأضاف كاسبيت في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "عندما أتت الفرصة التاريخية عبر نافذة فرصة التقاء نادر للمصالح بين واشنطن والرياض وتل أبيب، فإن الائتلاف الحاكم يحتوي على العناصر الأكثر تطرفا، بحيث لا توجد فرصة لإقناعهم بإقامة دولة فلسطينية، حتى إن ابن سلمان لا يجعل هذا الأمر مطروحا على الطاولة، وبات يستخدم التسمية الجديدة، إجراءات فلسطينية هامة، تشمل الامتيازات الاقتصادية، ونقلا معينا للأراضي من المنطقة "ج" إلى المنطقة "ب" من السيطرة الإسرائيلية الكاملة إلى السيطرة الإسرائيلية الفلسطينية المشتركة، وتصاريح البناء للفلسطينيين في المنطقة "ب"، وتجميد البناء في المستوطنات لفترة لم تحدد بعد".
وتساءل: "هل يستطيع ائتلاف نتنياهو القيام بمثل هذه الخطوات، مع أن نتنياهو لم يتمكن من تمرير إجراءات أكثر تواضعا في الأسابيع الأخيرة، وفي الأيام العادية من المفترض أن يستبدل نتنياهو ائتلافه هذا كما يستبدل "الجوارب القذرة"، ويرمي عدد مقاعد الكنيست الـ14 في سلة الغسيل، أي مزبلة التاريخ، ويضع مكانها مقاعد غانتس الـ12، وهو ما يحاول الأمريكيون إقناعه بذلك، لكن فرص أن يوافق منخفضة للغاية، وحينها ستكون المعضلة الإسرائيلية فظيعة، وإذا وصلنا لهذا المفترق، فإن الأمريكيين سيضغطون عليه مرة أخرى، وحينها قد يوقع اتفاقا مع نتنياهو الذي لم يحترم توقيعه قط".
أما مراسلة موقع "
واللا"، تال شاليف، فأكدت أيضا أن "العائق الأكبر أمام تطلعات نتنياهو بالتطبيع مع السعودية هي الحكومة التي يرأسها، وتبدو متعثرة بعد تسعة أشهر من تشكيلها، ورغم أمله في أن ينقذه التطبيع مع السعودية من المسار المدمّر لولايته السادسة، فإن شركاءه في الائتلاف، وثلث كتلة الليكود، لم ينتظروا عودته من الأمم المتحدة ليشهروا له البطاقة الحمراء، وباتوا العقبة أمام أحلامه، حين اشترطوا عليه وأعلنوا أنه لن تكون هناك عملية أوسلو".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "المؤتمر العام لحزب الليكود نشر رسالة مفتوحة لأعضاء الكنيست بقيادة يولي إدلشتاين وداني دانون أعلنوا أنهم سيدعمون فقط السلام مقابل السلام، ما سيجعل ائتلافه اليميني يجد صعوبة في ابتلاع أي تنازلات متوقعة، ما قد يدفع نتنياهو لمحاولة التوفيق بين جميع الأطراف، وإقناع الأمريكيين والسعوديين المتحمسين لاتفاق التطبيع للاكتفاء بخطوات رمزية وتصريحية تجاه الفلسطينيين فقط، دون احتمال حدوث زلازل داخلية".
وتكشف هذه التطورات المتلاحقة على صعيد التطبيع السعودي الإسرائيلي أنها تعكس مواقف العديد من كبار المسؤولين السابقين والحاليين في المؤسسة الأمنية والعسكرية، وهم يعلمون أن رئيس الوزراء لا يحظى بثقة نصف الجمهور الإسرائيلي، وبالتالي فإنه طالما ظلّ الانقلاب القانوني والأزمة الدستورية مطروحة على الطاولة، فسيواجه نتنياهو صعوبة بالعثور على شركاء لحملة التطبيع على الجانب الآخر، وسترافق علامات الاستفهام كل عملية صنع القرار لديه، مع أنه ألمح إلى عدم نيته تغيير تركيبة ائتلافه من أجل التطبيع مع السعودية.