كشفت صحيفة عبرية عن تفاصيل عرض قدمته الإدارة الأمريكية لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية، بنيامين
نتنياهو، ما يكشف مدى الإنزعاج الأمريكي من أداء تلك الحكومة المتطرفة.
وأوضحت "
يديعوت أحرونوت" في مقالها الافتتاحي، الذي أعده ناحوم برنياع، أن زيارة ثلاثة من أكبر المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تل أبيب، هم وزير الخارجية أنطوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ورئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" بل برانس، تأتي من أجل "فحص ما إذا كان ممكنا عقد
صفقة تسوية مع نتنياهو".
وأفادت بأن الصفقة مقابل تعاون أمريكي حيال
إيران والسعودية، على أن يذيب نتنياهو وعوده ووعود شركائه (أحزاب اليمين) الانتخابية، ويهدئ المنطقة، ويحافظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى، ويعزز السلطة الفلسطينية ويلجم الاستيطان".
اظهار أخبار متعلقة
ونوهت الصحيفة إلى أن "الحديث يدور عن سلسلة تفاهمات سرية وشبه سرية، وهي خطوة سياسية ذات آثار في الساحة الإسرائيلية الداخلية"، موضحة أن "نتنياهو رد بالإيجاب؛ فهو في مثل هذه المفترقات دوما يرد بالإيجاب، وبالتوازي يرد بالإيجاب لمطالب شركائه من اليمين".
إيران
وذكرت أن "الأشهر الأخيرة سجلت تقاربا كبيرا بين الطرفين في المسألة الإيرانية، فقرار طهران نقل مسيرات إلى روسيا، جعلت من إيران طرفا فاعلا في حرب يوجد عليها إجماع في الرأي العام الأمريكي، وروسيا بوتين عدو، وإيران هي عدو أيضا".
ولفتت إلى أن "المفاوضات على استئناف اتفاق النووي انتقل إلى تجميد عميق، فقد كان يفترض بروسيا أن تؤدي دورا مركزيا في إخلاء اليورانيوم من إيران. والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، وهي القوى العظمى الغربية الأربع التي وقعت على الاتفاق الأصلي، وقد فقدت بسبب غزو أوكرانيا ما تبقى من الثقة بـ روسيا"، موضحة أن احتجاجات إيران الداخلية ساعدت أيضا في تعميق التقارب بين تل أبيب وواشنطن تجاه إيران.
وقالت "يديعوت": "اقترحت الولايات المتحدة على إسرائيل تعاونا واسعا في أعمال سرية وشبه سرية داخل إيران وليس حربا، وفي حال قررت إيران تجاوز الحافة النووية، فإن أمريكا ستفكر بخطوات أخرى، وهذه من ناحية تل أبيب بشائر طيبة".
السعودية
أما بشأن
السعودية، فإن ولي العهد هناك محمد بن سلمان، "يطرح شروطا غير سهلة لتقدم التطبيع مع إسرائيل، وعلى نتنياهو أن يعطيه ضوءا في الساحة الفلسطينية، وفضلا عن هذا، فإنه يحتاج أن يصل إلى مصالحة بينه وبين إدارة بايدن، وهذا يعني إقرارا في الكونغرس لصفقة السلاح الهائلة التي أعدت في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مع تجاهل المس بحياة اليمنيين وبحقوق الإنسان في السعودية، وفرد بساط أحمر في البيت الأبيض للأمير، رغم ضلوعه في قتل الصحفي جمال خاشقجي".
اظهار أخبار متعلقة
وزعمت الصحيفة أن "بايدن يمقت ابن سلمان وقضاياه، وعلى الرغم من ذلك، فإن احتفال تطبيع في ساحة البيت الأبيض بين إسرائيل والسعودية يمكن أن يسحره، وفي الكونغرس مشكلة أساسية، ذلك أن الديمقراطيين يعارضون بسبب خاشقجي، والجمهوريون بسبب المكسب المتوقع للرئيس الديمقراطي. وهنا مطلوب جهد مشترك من البيت الأبيض ونتنياهو، ولكن لن تكون النتائج المرجوة حال استفرد نتنياهو بالملف الفلسطيني".
وقدرت الصحيفة أن "التركيز على البديلين؛ منح واشنطن ما تريد، وكذا إعطاء بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية) و إيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي) والحريديم ما يريدون، هذا بالضرورة سيؤدي إلى انفجار داخلي وخارجي، ونتنياهو يحاول في هذه الأثناء السير بين القطرات. فمن ناحية يطلب تمديد إخلاء قرية الخان الأحمر ليسجل له نقطة عن الأمريكان، لكنه يعد بأن يعطي المستوطنات شيئا قريبا، يقنع سموتريتش بأن ينقل إلى السلطة الفلسطينية المال، لكنه يسمح له باقتطاع المال من الدفعات التي تحولها السلطة إلى عائلات الشهداء والأسرى".