دعا كاتب
إسرائيلي إلى إسقاط حكومة بنيامين
نتنياهو، واصفا إياها بـ"اليمينية المشوهة".
وأوضح يحيعام فايس في
مقاله بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن "إسرائيل" منذ قيامها على أرض
فلسطين المحتلة، شكلت 37 حكومة بما فيها الحكومة اليمينية الجديدة الحالية، "بعضها تسبب لنا بمشاعر إيجابية وفخر وصفق لها أعضاء الكنيست"؛ مثل الحكومة الأولى برئاسة ديفيد بن غوريون في آذار/ مارس 1949، والحكومة رقم 18 في حزيران/ يونيو 1977 بزعامة مناحيم بيغن رئيس حزب "الليكود" وقتها.
وشدد على أهمية العمل السريع من قبل الجمهور الإسرائيلي من أجل تقصير أيام الحكومة الجديدة "المشوهة" بزعامة بنيامين نتنياهو، والتي تشارك فيها العديد من الأحزاب اليمينية
المتطرفة التي من شأن سلوكها أي يؤدي إلى اشتعال الأراضي المحتلة.
وذكر أن "المشاعر التي ثارت عند رؤية تشكيلة حكومة نتنياهو الجديدة، مشاعر مختلفة كليا؛ مشاعر غضب وخجل واشمئزاز إزاء حكومة غير مسبوقة وغير محتملة وغريبة عن كل سابقاتها، وتوجد أسباب كثيرة لهذه المشاعر.
اظهار أخبار متعلقة
وعدد الكاتب الإسرائيلي أسباب سخطه على الحكومة:
1- هدف الحكومة ليس توحيد التيارات المتعارضة في إسرائيل، بل المس بالأقليات التي تعيش فيها، مثل العرب، حيث إن وزراء الحكومة يشيرون مرة تلو الأخرى، أن "إسرائيل هي أرض لليهود فقط"، ويتجاهلون بغطرسة حقيقة أنه في هذه البلاد يوجد شعب آخر، وهذه رؤية قومية متطرفة بشكل واضح".
2- عمليا هدف الحكومة، خلق انقلاب عسكري ديمقراطي، ونتنياهو يزعم أن أساس الحكومة هو "إرادة الجمهور"، لكن فعليا أساسها الرغبة في تقويض القواعد التي تشكل أسس الدولة منذ إقامتها، فالحديث لا يدور عن البناء أو عن تغيير مراقب، بل عن الهدم، فهذه حكومة بلطجية ومثال صارخ على ذلك هو آريه درعي، الذي قدمت ضده لائحة اتهام عام 1993 والمحكمة العليا أمرت رئيس الحكومة بإقالته من منصبه.
واضطر درعي إلى الاستقالة على الفور لأن الأجواء العامة في التسعينيات كانت مختلفة عن الأجواء التي توجد الآن، توجد هنا فجوة كبيرة جدا. الآن درعي، المجرم المدان والمتسلسل، انضم للحكومة بدعم من رئيس الحكومة، الذي هو نفسه متهم بمخالفة جنائية.
3- التصريحات العنصرية للوزيرة أوريت ستروك، والتي قالت إن "الطبيب يمكنه عدم تقديم العلاج إذا تناقض ذلك مع عقيدته أو مع موقفه الديني"، المعنى أن الطبيب يمكنه منع العلاج عن عربي أو يهودي إصلاحي وعن مثلي ويساري أو عن شخص قادم من إثيوبيا، فقط لأنه لا يعجبه لون جلده.
ولفت إلى أن "نتنياهو تحفظ من هراء ستروك بلهجة عامة وخفيفة، لكن لم يكن فيها ما من شأنه أن يجعله يتراجع عن ضمها في حكومته، إضافة إلى ذلك، فإن هذه الأقوال تشبه بشكل كبير الأقوال التي كتبت في "قوانين نيرنبرغ" العنصرية والتي تم سنها في أيلول/ سبتمبر 1935".
وقال: "نحن نقف الآن، أمام حكومة الوزراء فيها يهود، وهم على استعداد لاستخدام عالم المفاهيم الأيديولوجي والعاطفي للرايخ الثالث، هذه الحكومة المشوهة تقوم بخطواتها الأولى، وعلى الجمهور الإسرائيلي أن يفعل كل ما يمكن فعله لتقصير أيامها في أسرع وقت ممكن".
وأكد فايس، أن "حكومة نتنياهو الجديدة تعرض للخطر مستقبل المجتمع الإسرائيلي ومستقبل إسرائيل ومستقبل كل اليهود".