توقفت الأوساط السياسية والدبلوماسية مطولا عند ردود الفعل العربية الحادة على اقتحام وزير الأمن القومي إيتمار
بن غفير للمسجد الأقصى، بوصفها تعبيرا عن ضيق الصبر تجاه الحكومة اليمينية الجديدة، ومدى ضغط وزرائها على نقاط سياسية ودينية حساسة، خاصة بالنسبة للسعودية، فضلا عن الفرص السياسية الضئيلة التي تحصل عليه الحكومة في العواصم الغربية.
وقد أظهرت موجة الإدانات التي جاءت من عمان والقاهرة وأبو ظبي والرياض ومدن عربية أخرى بعد اقتحام بن غفير الذي استمر 13 دقيقة فقط، مدى ضآلة المصداقية السياسية للحكومة اليمينية الجديدة، وإلى أي مدى يضغط شركاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الائتلاف على النقاط الأكثر حساسية للعالم العربي والغربي.
باراك رافيد المراسل السياسي لموقع "
واللا" العبري أكد أن "أحد الأهداف الرئيسية التي أعلنها نتنياهو علنًا عند توليه منصبه هو توسيع اتفاقيات
التطبيع، وتحقيقه بالذات مع
السعودية، بزعم أنه من شأنه إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بشكل شبه كامل، وربما يساعد في تعزيز حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولذلك فإنه في أول اجتماع لحكومته انتقد سلفه يائير لابيد، لأنه فشل في توسيع اتفاقيات التطبيع، لكن الرسائل الغاضبة التي نشرتها العديد من الدول العربية عقب اقتحام بن غفير تهدد بتخريب خطط نتنياهو للتوصل إلى انفراج مع السعودية".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "من قاد موجة الاستنكار العربي والإسلامي هو الأردن، الذي استدعى السفير الإسرائيلي في عمان لتوبيخه، لأن اقتحام بن غفير انتهاك للوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس المحتلة، وقد دعم بقية العالم العربي الموقف الأردني، ولعل من ترأسهم هي الإمارات العربية المتحدة التي خطط نتنياهو لزيارتها الأسبوع المقبل، لأنه أعلن تأجيلها، وبغض النظر عن السبب، فإن اقتحام بن غفير لم يكن مفيدا إطلاقا".
وأشار إلى أن "الإدانة السعودية لخطوة بن غفير جاءت سريعة نسبيًا، فالسعوديون هم قادة العالم الإسلامي السني، وأي ضرر يلحق بالمسجد الأقصى، حتى لو كان رمزيًا، هو شيء يجب أن يثوروا ضده، ويصدق هذا بشكل مضاعف مع تزايد الرواية الإسرائيلية بشأن قرب التطبيع مع المملكة، ولعل رد الفعل السعودي الحاد على بن غفير إشارة إلى المساحة المحدودة للغاية للمناورة التي تتمتع بها الدول العربية عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع حكومة اليمين الإسرائيلي، لأن أي توتر أو تصعيد على الأرض سيضطرهم إلى تهدئة علاقاتهم بها".
اظهار أخبار متعلقة
تكشف ردود الفعل العربية والإقليمية والدولية عن خطوة بن غفير أن الحكومة اليمينية تعاني من عجز كبير من حيث الائتمان السياسي في المنطقة والعالم، وستواصل الدول العربية والمجتمع الدولي فحص كل خطوة تقوم بها الحكومة باستخدام عدسة مكبرة، تجاه كل ما يمكن اعتباره انحرافا عن الوضع الراهن، بحيث يتم انتقاده وإدانته، وبالتالي كبح جماح أي مسار تطبيعي قد تشهده المنطقة، ما يعد إفشالا لمخططات نتنياهو الإقليمية.