قالت صحيفة "
الغارديان"؛ إن
إيران قد تحصل
على ما تريد في النهاية، من معركة الصراع على السلطة في بغداد.
وأوضحت في تقرير ترجمته "عربي21" أن حصار البرلمان وعدم تشكيل حكومة بعد تسعة أشهر من الانتخابات وحرب
بين كتلة محلية وجماعات وكيلة عن إيران، هي أمور ليست جديدة بالنسبة للعراقيين.
ولكن المراقبين يرون أن المواجهة بين التيار الذي يقوده
مقتدى الصدر والجماعات
الموالية لإيران، تبدو أعقد وأكثر استعصاء على الحل من مواجهات سياسية سابقة.
فلا أمل بين سكان منطقة الأكراد في شمال البلاد
إلى الأنبار في الغرب والمجتمعات الشيعية في الجنوب بظهور حكومة من الصراع على
السلطة، قادرة على تمثيل مصالح السكان وحل مشاكلهم. ويقول؛ إن هناك عدة إشارات من أن
إيران ستحصل على ما تريد من حرب الاستنزاف المنهكة الحالية. مما سيعطيها القوة
للسيطرة على المؤسسات الرئيسية في هذه الدولة الضعيفة وفرض شروطها بطريقة غير
مسبوقة.
وفي مدينة إربيل التي تطلق عليها الجماعات
الوكيلة لإيران المقذوفات الصاروخية، وكان أخرها يوم الثلاثاء، هناك تحول في موقف
القادة وانتظار للخطوة المقبلة.
وقالت الصحيفة؛ إن الإقليم الذي يتمتع بالحكم
الذاتي، دعم كتلة مقتدى الصدر الذي يريد الحد من التأثير الإيراني في البلاد. وكان
الصدر في عمليات مقايضة بعد الانتخابات بتشكيل حكومة في البرلمان المكون من 329 مقعدا وبالتعاون مع
الأحزاب السنية.
ومع فشل محاولات تسمية رئيس، وهي الخطوة الأولى
في العملية، بدأ مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان بمناقشة نموذج كونفدرالي لا مركزي، يعمل على سحب السلطات من
بغداد ويمنح الاكراد والمناطق الأخرى سلطة على شؤونهم الداخلية.
ولفتت الصحيفة إلى كلمة ألقاها بارزاني في
"تشاتام هاوس" بلندن في نيسان/إبريل، واقترح فيها الكونفدرالية كحل
للعراقيين. وكانت تعليقاته خروجا واضحا عن النموذج المركزي الذي روجت إليه واشنطن
حتى وقت قريب، ومنذ الإطاحة بصدام حسين قبل عشرين عاما تقريبا.
وقال؛ إن اهتمام أمريكا بالدفاع عن الديمقراطية
في
العراق تراجع خلال العام الأول من إدارة بايدن، مما دفع المسؤولين الأكراد للوقوف
مع المصالح الإيرانية من أجل تشكيل حكومة في بغداد.
وقال مسؤول كردي بارز؛ إن لديها تأثيرا في العراق
أكبر مما تتمتع به واشنطن، "هناك ثابت مستمر سيظل وسيتفوق على الولايات
المتحدة. وكانت نتيجة متوقعة ويمكن منعها. ولم يفهم الصدر إلا بعد 10 أشهر. وقرر
التراجع لأنه اكتشف ما رفض قبوله: إيران هنا لتبقى".
وأمر الصدر الرابح الأكبر في انتخابات تشرين
الأول/أكتوبر نوابه بالاستقالة من البرلمان في الربيع، ولكنه يحتفظ بالقدرة على
تجييش وتعبئة الشارع العراقي. وكان يوم الأربعاء تذكيرا بقوته، عندما قام مئات من
أنصاره بالرقص والغناء في أروقة البرلمان، بعدما هاجموا المنطقة الخضراء.
وقرر الصدر تحريك أنصاره احتجاجا على ترشيح
جماعة موالية لإيران وزيرا سابقا وحاكم منطقة، محمد السوداني، ليتولى منصب رئيس
الوزراء. ورغم خروجه من البرلمان، إلا أن رجل الدين لا يزال مصمما على تسمية الشخص
الذي سيكلف بتشكيل الحكومة.
وخسرت
الكتل الموالية لإيران دعما كبيرا في انتخابات العام الماضي، مما عنى أنها ستخسر
التأثير في البرلمان والمؤسسات الأخرى، لكنها قامت في الفترة الماضية باستعادة جزء
مما خسرته، وضغطت على معارضيها، وتحديدا الأكراد الذين يريدون بناء صناعة تصدير
نفط وغاز منفصلة عن بغداد.
واستهدفت الهجمات الصاروخية التي أطلقتها
الجماعات الوكيلة عن إيران البنى التحتية للغاز، في تحرك فهم على أنه تحذير بعدم
الإفراط في التركيز على مصالح الإقليم والعودة إلى التفاوض على المستوى الوطني.
وفي الوقت نفسه لم تسمع مناشدات الأكراد في واشنطن، في وقت تحاول فيه إدارة بايدن
التوصل لاتفاق مع إيران بشأن العودة للاتفاقية النووية.
وقال مسؤول كردي؛ إن "مشروع الغاز سيعيد
رسم خريطة العلاقات الاقتصادية في الشرق الأوسط"، و"لماذا تسمح به إيران
بدون الحصول على مقابل؟ وعلينا أن نكون جادين في التوصل لصفقة معهم وجلبهم إلى
الخيمة".