هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن تخلي عن القيادة في سوريا، وسلمها لإيران وروسيا.
وأضافت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن زيارة بايدن للشرق الأوسط، الأسبوع الماضي، أزالت أي مظهر للقيادة الأمريكية وأنها تحاول معالجة الأزمة في سوريا.
ورأت أن سياسة الإهمال هذه تضر بالمصالح الأمريكية والإقليمية، وتهدد بوضع مسؤولية الأمن الإقليمي في عهده لكل من روسيا وإيران.
ولم يذكر بايدن سوريا ولا مرة واحدة أثناء رحلته، التي استمرت أربعة أيام في المنطقة، مع أن الزيارة قدمت باعتبارها صورة عن تواصل الإدارة مع المنطقة، والتي حققت فيها قوى مثل إيران وروسيا تأثيرا واسعا. ولم تقدم إدارة الرئيس أفكارا جديدة حول كيفية حل الأزمة السياسية السورية. ولم يعبر عن أي مواقف أو إشارات لقادة دول الخليج التي اجتمع معهم ويقومون بشكل ثابت وبطيء في إلغاء وضع "المنبوذ" لرئيس النظام السوري بشار الأسد، رغم استمراره بارتكاب مذابح ضد شعبه.
وفي مقال الرأي الذي نشره بايدن في "واشنطن بوست" قبل سفره إلى المنطقة، لم يذكر سوريا إلا في سياق الحديث عن إنجازات بلاده في ملاحقة الإرهابيين هناك.
اقرأ أيضا: أردوغان يطالب الولايات المتحدة بالانسحاب من سوريا
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن انتقد في حملته الرئاسية وبشدة الرئيس السابق دونالد ترامب؛ لأنه لم يفعل الكثير لمنع تركيا ضرب حلفاء الولايات المتحدة الأكراد في شمال- شرق سوريا. ومع تحضير تركيا لعملية جديدة، لم يقل بايدن أي شيء. وهو ما فوض الدبلوماسية لكل من إيران وروسيا اللتين اجتمعتا هذا الأسبوع مع تركيا في طهران للبحث في سوريا، دون أن يكون للولايات المتحدة صوت.
وفي الوقت ذاته، اتفقت روسيا وإيران على توسيع الشراكة العسكرية التي تطورت أثناء الحرب في سوريا ونقلها إلى أوكرانيا. وتقوم روسيا بمهاجمة حلفاء الولايات المتحدة في سوريا، الوحدات المحلية التي كانت تساعد واشنطن في الحرب ضد تنظيم الدولة.
ويرى الكثير من السوريين أن بايدن غائب عن ساحة العمل، ففي شهادة أمام مجلس الأمن القومي في حزيران/ يونيو، انتقد عمر الشغري، الذي قضى ثلاثة أعوام في سجون الأسد، الولايات المتحدة؛ لأنها حنثت بوعودها.
وقال الشغري: "كانت الولايات المتحدة، وفي الفترة الأخيرة.. حكومتكم محددة في بياناتها الفارغة ودون فعل.. من المفترض أنكم قادة العالم الديمقراطي، لكني لا أراكم حتى في الساحة الدولية".
وانتقد الشغري القيادة في الأردن لأنها قررت إغلاق حدودها للاجئين السوريين، كما انتقد الإمارات العربية المتحدة لترحيبها بالأسد وعودته إلى المجتمع الدبلوماسي واستقباله له في آذار/ مارس. وقال مخاطبا الإمارات: "أيتها الإمارات، أليس لديك احترام للشعب الذي يعاني منذ سنين، ولكل واحد مات تحت التعذيب في سوريا، ولكل أم فقدت ابنها؟ التطبيع هو جريمة"، مضيفا: "عار عليك".
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي أن سوريا هي "موضوع حاضر في النقاشات" مع شركاء الولايات المتحدة بمنطقة الخليج وأن الإدارة "تتواصل بشكل دائم عبر الدبلوماسية الهادئة في سوريا"،
وأشار المتحدث إلى أن سوريا ذكرت في البيان الصادر بعد لقاء بايدن مع قادة السعودية والأردن ومصر والعراق الأسبوع الماضي. وقال: "نواصل طرح سوريا مع شركائنا في الخليج، وحثهم على عدم اتخاذ تحركات قد تمنح الشرعية للنظام السوري، ونحن لم نرفع العقوبات المفروضة على سوريا".
وفي الوقت الذي لم ترفع فيه إدارة بايدن العقوبات، إلا أنها لم تطبق أيا من العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر، والذي يعاقب أي بلد يتعامل مع النظام السوري أو شركة. وفي الحقيقة، حرفت إدارة بايدن نظرها عندما حقق نظام الأسد أرباحا من صفقة غاز إقليمية.
اقرأ أيضا: قمة طهران: مواصلة التعاون للقضاء على "الإرهابيين" بسوريا
والمكان الوحيد الذي كانت فيه إدارة بايدن نشطة هي الأمم المتحدة، حيث قاتل وفد الولايات المتحدة للحفاظ على آخر ممر إنساني لتوفير الطعام والدواء لملايين السوريين الذين يعيشون خارج مناطق الحكومة في إدلب. وحتى هناك، قبل الوفد الأمريكي بالمقترح الروسي، وهو تمديد فتح الممر لستة أشهر أخرى وليس عاما.
ورأت الصحيفة أنه ما دامت روسيا وإيران باقيتين في مقعد القيادة الدبلوماسية، فلن تحصل سوريا على سلام دائم. ودون تحرك دبلوماسي بقيادة أمريكية، فستظل المصدر للاجئين والإرهاب والمخدرات وعدم الاستقرار. وهذا ما اعترفت به إدارة بايدن قبل دخولها البيت الأبيض.
وقال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية، وقبل شهرين من انتخابات عام 2020: "فشلنا بمنع الخسارة الفادحة من الأرواح، وتحول ملايين الناس للاجئين أو تشردهم في بلادهم، وهو أمر علينا العيش معه.. هذا واحد من الأشياء التي ننظر إليها بجدية، ولو حملنا المسؤولية فهو شيء سنتحرك عليه".