هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا
للصحفيين إيفان غيرشكوفيتش وجاريد مالسين، قالا فيه إن الجنرال في الجيش الروسي
ألكسندر دفورنيكوف، الرجل الذي اختير لقيادة المرحلة التالية من حرب موسكو في
أوكرانيا، كتب في صحيفة عسكرية في عام 2018 أنه في الحرب الحديثة، "المهمة
الرئيسية ليست التدمير المادي للعدو، ولكن إخضاعه الكامل لإرادتك".
وأشارت الصحيفة إلى أن الجنرال دفورنيكوف، يعتبر مهندس
التدخل العسكري الروسي في سوريا، حيث ضربت الغارات الجوية الروسية أهدافا مدنية
بما في ذلك المستشفيات.
وأكدت أن دفورنيكوف سيصبح القائد العام للقوات الروسية
في أوكرانيا، حيث تعيد روسيا التركيز على منطقة دونباس بعد فشلها في الاستيلاء على
كييف وخاركيف، بسبب المقاومة الشرسة التي أوقعت خسائر فادحة في الأرواح.
وألقى محللون عسكريون اللوم في الهجوم الروسي المتعثر
جزئيا على هيكل قيادة منقسم أدى إلى ضعف التنسيق، موضحين أن روسيا تحت قيادة
الجنرال دفورنيكوف، ركزت أهدافها على الاستيلاء على الأراضي في منطقة دونباس التي
لا تسيطر عليها بعد.
واعتبر محللون عسكريون أن الجنرال دفورنيكوف، 60 عاما،
هو خيار منطقي لقيادة المرحلة الجديدة من الحملة الروسية، فبالإضافة إلى كونه
الضابط الأقدم والمرشح ليحل في نهاية المطاف محل رئيس الأركان العامة فاليري
جيراسيموف، فإنه قاد، منذ عام 2016، المنطقة العسكرية الجنوبية، المسؤولة عن
العمليات الروسية في دونباس.
وأشعلت موسكو تمردا لأول مرة هناك في عام 2014 - وهو
ادعاء ينفيه الكرملين - واستمر الصراع لمدة ثماني سنوات قبل أن تبدأ روسيا غزوها
الشامل في شباط/ فبراير.
اقرأ أيضا: كيف سيؤثر الغزو الروسي لأوكرانيا على سوريا؟
وقال بافيل لوزين، المحلل العسكري الروسي المستقل:
"إن دفورنيكوف يعرف الجغرافيا ومسرح العمليات العسكرية بشكل أفضل"،
مشيرا إلى أن الكرملين قد ينظر إليه أيضا على أنه الأفضل لإصلاح المشكلات التي
شهدها الهجوم في ما يتعلق بتنسيق قواته.
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن الجنرال
دفورنيكوف، أرسل إلى سوريا في عام 2015، عندما تدخلت موسكو لأول مرة في الحرب إلى
جانب نظام الرئيس بشار الأسد، وساعدته في قمع الثورة المسلحة ضده.
وتمت ترقية اللواء إلى رتبة قائد المنطقة الجنوبية
العسكرية العام التالي في ذروة معركة السيطرة على مدينة حلب، وهي نقطة تحول في
الحرب عندما استعادت القوات الروسية وقوات النظام السوري إحدى أكبر مدن سوريا من
المعارضة، وقد منحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك العام وسام بطل روسيا.
وقال ماسون كلارك، المحلل المختص بالشأن الروسي في معهد
دراسة الحرب في واشنطن: "كانت لديه خبرة كبيرة في تشكيل هيكل القيادة الروسية،
وكان بشكل حاسم هو القائد في حصار حلب المبكر، الذي شهد قتالا حضريا مكثفا للغاية،
وكان المكان الذي صقل فيه الجيش الروسي مقاربته".
ووفق محللين عسكريين، فقد تضمنت الاستراتيجية العسكرية
التي اتبعها الجنرال دفورنيكوف قصف المستشفيات والمدارس والمخابز، والهجمات على
المدنيين الفارين، وتكتيكات الحصار، والتي تهدف إلى إخلاء الأرض من السكان وإرهاق
القوات المعادية وأنصارها نفسيا.
وأضاف المحللون:
"روسيا تلجأ الآن إلى تكتيكات مماثلة بقصف المدن واستهداف المدنيين بهدف إجبار
القوات الأوكرانية على الاستسلام للسماح للقوات الروسية بدخول المدن".
وأدى حصار ماريوبول إلى مقارنات مع النهج المتبع في حلب،
حيث فرضت القوات الروسية وقوات النظام السوري حصارا على 300 ألف مدني لمدة خمسة
أشهر.
في ماريوبول، حُرم السكان من المياه الجارية والكهرباء
والطعام الكافي لأسابيع، وقصفت القوات الروسية مستشفى ومجمعات سكنية ومسرحا كان
يحتمي به أكثر من 1000 مدني.
ونفذت القوات الروسية أكثر من 70 هجوما مؤكدا على مرافق
الرعاية الصحية في أوكرانيا منذ بداية الغزو، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، في حين
قتل في سوريا 930 مهنيا طبيا على مدار عقد من الحرب، وكان النظام السوري وروسيا
مسؤولا عن 91% من الوفيات، وفقا لأطباء من أجل حقوق الإنسان.
وقال زاهر سحلول، وهو طبيب سوري أمريكي عمل في تقديم
المساعدة الطبية في سوريا وعاد مؤخرا من مهمة إغاثية إلى أوكرانيا: "النمط هو
قصف المستشفيات حتى لا يتمكنوا من الوصول إلى الرعاية الصحية حتى يتم تهجيرهم".
ويعتبر الغزو الروسي لأوكرانيا عملية أكبر بكثير وأكثر
تكلفة من تدخلها في سوريا، إذ أرسلت روسيا 150 ألف جندي إلى أوكرانيا وفقا
لتقديرات المخابرات الغربية. على النقيض من ذلك، كان التدخل السوري أصغر بكثير،
حيث اعتمد إلى حد كبير على القوة الجوية لدعم قوات النظام السوري والمليشيات
المتحالفة معها على الأرض.