هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحل
اليوم الذكرى الـ 11 للثورة المصرية ثاني ثورات الربيع العربي، التي اعتبرها نظام السيسي
سابقا "إعلان شهادة وفاة للدولة المصرية"، لكنه اليوم يحيي ذكراها ويحيّي
شبابها، فلماذا اختلفت نبرة السيسي ونظامه بالحديث عن ثورة يناير؟ وما أبرز تصريحاته
السابقة عنها؟
يُذكر
أن السيسي في بداية توليه السلطة في 2014 كان يتحدث عن ثورة يناير بإيجابية بل إنه هدد
من يصفها بالمؤامرة أو من يتحدث عنها بسوء، لكنه لاحقا كان أبرز من هاجمها.
كانون
الثاني/يناير 2022: السيسي يحيي ثورة يناير 2011 للمرة الأولى
منذ
أيام أحيا السيسي ذكرى ثورة يناير -لأول مرة- وعيد الشرطة الذي تصادف ذكراه في 25 كانون الثاني/ يناير من كل عام.. وللمرة الأولى بعد هجوم كبير عليها يشيد السيسي
بثورة يناير، واصفا من قادها بالشباب المخلص المتطلع لمستقبل وواقع أفضل، قائلا:
"وطنكم يحتاج إلى سواعدكم الفتية وجهودكم الصادقة لاستكمال طريق البناء والتنمية
نحو مستقبل مشرق يوفر لجميع المواطنين فرصا سامية نحو حياة كريمة".
لم يكتف
السيسي بالإشادة بشباب ثورة يناير، بل أضاف أنها "عبّرت عن تطلع المصريين، لبناء
مستقبل جديد لهذا الوطن"، لكنه بالوقت نفسه أكد أن نظامه وحكومته هدفها الحقيقي
هو الحفاظ على بقاء الدولة، معتبرا أن ما تم تحقيقه على الصعيد الاقتصادي والأمني مجرد
خطوة على طريق بناء الجمهورية الجديدة على حد تعبيره.
نبرة
السيسي في حديثه عن ثورة يناير هذا العام بذكراها الـ 11، تبدو مختلفة تماما عن ذكرها
قبل أيام في نهاية 2021، فكيف تحدث السيسي عن ثورة يناير سابقا؟
كانون
الأول/ ديسمبر 2021.. السيسي: 2011 مصر كانت ستضيع
خلال
افتتاح توسعات جديدة لمصنع "يوريا" بمحافظة أسوان جنوب مصر، ورغم غياب أي
دعوات معارضة، شنّ السيسي، هجوماً جديداً ضد ثورة يناير، مشيرا إلى أنها كانت ستتسبب
بخراب مصر وضياعها، قائلاً: "عرفتم ليه بلدكم كانت هتتخرب وتضيع في 2011؟".
وأضاف
السيسي في حديثه وقتها: "اللي أنقذكم ربنا وحده اللي أنقذ البلد من مصاير الخراب
والدمار لأجل خاطر الـ100 مليون والبسطاء والغلابة ولحكمة إلهية"، مستنكرا بشدة
ومتسائلا: "يبقى إحنا نكرر نفس المسار تاني؟ لا والله".
واعتبر
السيسي في حديثه وقتها أنه يخشى على مصر من الضياع، داعيا الجميع إلى تجنب أي مسار
مشابه ليناير، مؤكدا أن أي مصري يجب أن يغضب من نفسه إن كان سببا بخراب مصر ودمارها.
تشرين
الثاني/ نوفمبر 2021 السيسي: يناير إعلان شهاة وفاة الثورة المصرية
خلال
حلقة نقاشية لما وصفته الرئاسة المصرية وقتها بـ"الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان"،
قال السيسي إن "ثورة 25 كانون الثاني/ يناير كانت بمثابة إعلان شهادة وفاة الدولة
المصرية"، مؤكدا أن "الثورة كانت إعلان وأنا بقولها دلوقتي بعد ما الدنيا
عدت وتغيرت، كانت في تقديري أنا شهادة وفاة لدولة.. 2011 كان إعلان لشهادة وفاة الدولة
المصرية"، حيث اعتبر السيسي وقتها أن نظامه يخطو خطوات جديدة لأول مرة بتاريخ
مصر نحو الجمهورية الجديدة التي تتبنى أول استراتيجية ذاتية متكاملة وطويلة الأمد بمجال
حقوق الإنسان بمصر.
ووصف السيسي ثورة يناير وقتها بأنها أهملت التحديات الحقيقية التي تواجه المصريين وركزت
فقط على ما يواجهه 20- 30 مليون مصري فقط.
شباط/
فبراير 2021.. السيسي: ثورة يناير جعلت المصريين يريدون كل شيء
في مداخلة
هاتفية مع برنامج "الحكاية"على فضائية "mbc مصر" قال السيسي إن
"الثورة التي حصلت في 25 كانون الثاني/ يناير 2011 في مصر، لم تنته حتى الآن"،
مضيفا أن "ثورة يناير جعلت الشعب يريد كل شيء" مشيرا إلى أن "الدولة
تعمل فوق طاقة الناس وطاقتها الشخصية، والأموال التي تقيم المشروعات تأتي من داخل الدولة"،
وأضاف: "نحن قادرون بفضل الله نعمل كتير، وعايز الناس تتفهم أسباب ما نحن فيه".
تشرين
الأول/ أكتوبر.. السيسي: مصر كشفت ظهرها وعرت كتفها في 2011
ولم
يكتف السيسي بمهاجمة ثورة يناير، بل اعتبر أنها كانت السبب في أزمة سد النهضة
الإثيوبي، وقال تعليقا على بناء إثيوبيا لسد النهضة: "أنا قولت لو ماكنتش 2011
كان هيبقى عندنا فرصة للتوافق على بناء السد وكل الاشتراطات، والمطلوب إننا نحقق المصلحة
لينا إحنا الاتنين مش هيبقى أحادي".
وأضاف
السيسي خلال الندوة التثقيفية الـ21 للقوات المسلحة المصرية، بعنوان
"أكتوبر إرادة وتحدي": "لما البلد كشفت ضهرها وعرت كتفها.. أي حاجة
هتتعمل بقى.. ولو ماخدتوش بالكم هيتعمل أكتر من كده.. ده رد على كل الكلام اللي قولتوه
وكل الأسئلة.. الجيش قوي وقادر إن شاء الله".
أيلول/
سبتمبر 2019.. السيسي: ثورة يناير مؤامرة ضد وزارة الداخلية والدفاع
خلال
حضوره مؤتمر الشباب بالعاصمة الإدارية الجديدة، وصف السيسي ثورة يناير بالمؤامرة قائلا: "المؤامرة التي حدثت في 2011 كانت على وزارة الداخلية ووزارة الدفاع، لأن من يريد ضرب
مصر لا بد أن يبدأ بهما".
تشرين
الأول/ أكتوبر 2018: السيسي: ثورة يناير علاج خاطئ لتشخيص خاطئ
خلال
كلمته في الندوة الـ 29 للقوات المسلحة التي عنونت وقتها بـ "أكتوبر تواصل أجيال"،
هاجم السيسي ثورة يناير، قائلا آنذاك: "ما حدث في 2011 هو علاج خاطئ لتشخيص خاطئ،
فالبعض قدم للناس صورة عن أن التغيير من الممكن أن يحدث بهذه الطريقة، وأن هناك عصا
سحرية سوف تحل المشكلات".
وأشار
السيسي وقتها إلى حرب أكتوبر 1973 قائلا: "كان العدو والخصم واضحًا، لكننا الآن
نحارب عدوا أصبح في داخلنا، يعيش بقتلنا، ويُبنى بهدمنا"على حد تعبيره.
كانون
الثاني/ يناير 2017.. السيسي: ثورة يناير وقيعة للمصريين
في الذكرى
السادسة لثورة يناير وبخضم كلمته للمصريين وقتها شن السيسي هجومه على ثورة يناير واتهمها
بأنها استهدفت إيقاع الفرقة بين الشرطة والجيش من جهة، والشعب من جهة أخرى.
منهج
التخويف
صحيفة
"نيويورك تايمز" الأمريكية اعتبرت أن مصر بعهد السيسي تتجه لستينيات القرن
الماضي، معتبرة أن استمرار تحذيرات السيسي للمصريين من مؤامرة لإسقاط مصر والامتناع
عن انتقاد نظامه وإلا ستواجه مصر نفس مصير ليبيا وسوريا، هو منهجه لتخويف المصريين
وخلق دولة قمع بوليسية.
وأضافت
أن الوضع الحالي أسوأ مما كان عليه في عهد مبارك، حينما كان الإعلام الحكومي يتبنى
سياسة تحريرية موالية للحكومة، بينما كان الإعلام الخاص أكثر انفتاحاً للآراء المتنوعة،
لكن الآن يرضخ الجميع للنظام المصري فقط.